اختتم زعماء دول "الناتو" قمتهم في مدريد بإعلان مفهوم إستراتيجي جديد للحلف حتى سنة 2030 باعتبار روسيا خصمًا أساسيًا والصين تحديًا إستراتيجيًا.
واتفق الزعماء على تعزيز الوجود العسكري للناتو على تخوم روسيا، وفتح الباب أمام فنلندا والسويد للانضمام للحلف.
كما اتفق القادة على رفع عديد القوات الأميركية في أوروبا إلى مئة ألف، فضلًا عن دعم أقوى لأوكرانيا التي تشن عليها روسيا حربًا منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.
الناتو يريد إعادة إنتاج نفسه
وفي هذا الإطار، قال الأكاديمي حسن المومني، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية من عمّان: إن التطورات تجري في ظل التحول في القوة، وخاصة أن الهجوم الروسي عزز مفهوم التهديد، وهو ما يحكم السياسية الخارجية، وهذا ما أعاد الحياة للناتو الذي كانت تدور حوله كثير من الشكوك.
وأضاف المومني في حديث لـ "العربي"، أن قضية الأمن الأوروبي والتهديد، عزز وحدة الناتو وبدأت الدول تستعيد القناعة بضرورة وجود جهود مشتركة.
ولفت المومني، إلى أن الحلف بقيادة واشنطن يريد إعادة إنتاج نفسه في سياق مختلف للتعاطي مع التحديات وخاصة بعد الإعلان عن أن روسيا تشكل تهديدًا مباشرًا، وبالتالي لجأ الحلف إلى تعزيز إمكاناته الداخلية.
وبيّن أستاذ العلاقات الدولية، أن موازين القوى عسكريًا واقتصاديًا تميل إلى الغرب، وهذا يعني أن روسيا لا تستطيع لوحدها أن تخلق التوازن الإستراتيجي، لذا عليها أن تبحث عن تحالفات جديدة.
الدائرة الرمادية
وحول انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو وموقف موسكو من أنقرة التي وافقت على الانضمام، ألمح المومني، إلى أن العلاقة بين تركيا وروسيا هي في الدائرة الرمادية وهما في حالة تنافسية، لذا فإن تركيا كانت مستفيدة من حرب أوكرانيا، كما أنا الناتو اكتشف أهمية أنقرة وخاصة أنها قدمت نفسها على أنها صانع للسلام.
وأضاف المومني، أن أوروبا بدأت تفكك العلاقة مع روسيا من الطاقة وغيرها، فضلًا عن أن بحر البلطيق المهم لروسيا أصبح بحيرة ناتو، وهذا قد يكون جزءًا من سوء تقديرات موسكو لرد فعل الغرب.