أفاد مراسل "العربي"، نقلًا عن قادة ميدانيين، أن أكثر من 20 مقاتلًا حوثيًا قُتِلوا في قصف مدفعي شنّته القوات الحكومية ومسلحو القبائل في جبهة الحازمية بمحافظة البيضاء وسط اليمن.
وكانت أنباء تحدّثت عن استعادة القوات الحكومية لمنطقتي الخلوة والروضة بعد سبع سنوات كانت خلالها في قبضة الحوثيين، وأنّها تقترب من مركز محافظة البيضاء.
وتُعتبَر محافظة البيضاء ذات أهمية استراتيجية؛ حيث إنّها إن باتت في قبضة طرف ما فمسارات الحرب تميل لصالحه، وأكثر من ذلك، هي محافظة متحكّمة في خارطة الصراع، بحسب مراسل "العربي".
ولم تَمِل الحرب البرية في هذه المحافظة لصالح من اصطُلح عليهم بـ"المقاومة" إلا بغطاء جوي من التحالف السعودي الإماراتي.
الحوثيون عن معارك البيضاء: "ليست بذلك الزخم الكبير"
في المقابل، يبدو أنّ جماعة الحوثي تقلّل من حجم الأخبار التي يتمّ يتناقلها في هذا الصدد، واصفة المعارك الحاصلة في محافظة البيضاء بأنّها "كرّ وفرّ"، ومشدّدة على أنّها ليست بالأهمية التي يتمّ تصويرها.
وفي هذا السياق، يقول القيادي في وزارة الدفاع التابعة لجماعة الحوثي عبد الغني الزبيدي، في حديث إلى "العربي"، من صنعاء: "الكثير من الإعلاميين ومواقع التواصل تتحدث عن تقدمات ومعارك طاحنة ونحن نتحدث عن تقدمات ربما تم كسرها".
ويدعو الزبيدي إلى انتظار 12 ساعة، "لتستمعوا لأخبار مغايرة"، مشيرًا إلى أنّ "معارك البيضاء منذ ست سنوات تأخذ طابع الكرّ والفرّ بين الجماعات التكفيرية التي يدعمها التحالف في مديريات الزاهر والصومعة والقوات اليمنية"، بحسب تعبيره.
"مبالغة" في الأخبار الآتية من البيضاء
من هنا، يعتبر الزبيدي أنّ الأخبار الآتية من البيضاء "ربما فيها مبالغة"، مضيفًا: "حدثت تقدمات في بعض المراكز لكن سرعان ما انكسرت".
وإذ يعتبر أنّ هذه الأنباء ليست "بذلك الزخم الكبير"، يلفت إلى أنّ ما يحصل في البيضاء "هي معارك كرّ وفرّ، ولا يوجد معركة كبيرة كمعركة مأرب". ويشدّد على أنّها محصورة في جبهات محدودة في بعض التلال والمديريات الصغيرة.
ويشير إلى أنّ المعركة الأهم والأكبر ليست في البيضاء، حيث لا تكاد تمر سنة واحدة إلا وهناك من هذه "النتوءات"، على حدّ قوله.
ويردف: "قد يكسب هذا الطرف أو ذلك الطرف بعض النقاط، لكنّ المهمّ في المحصلة من سيستطيع الحفاظ بتلك المناطق التي سيطر عليها، وهذا ما ستكشفه الأيام القادمة".