لا تزال مسألة موافقة تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" على انضمام كل من السويد وفنلندا للحلف، تشكل العقبة الأخيرة لهذين البلدين لكي تصبحان ضمن "الناتو"، بعدما دفعتهم الحرب الروسية على أوكرانيا لتسريع هذه الخطوة الإستراتيجية أمنيًا.
وفي جديد الأمر، أكد رئيس الوزراء السويدي أولف كريستيشون اليوم الأحد أن بلاده واثقة من أن تركيا ستوافق على طلبها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، لكنه أوضح أنه لا يمكنها تلبية جميع الشروط التي تضعها أنقرة لدعم الطلب.
مطالب تركية
وقال كريستيشون في مؤتمر بالسويد: "تؤكد تركيا أننا فعلنا ما قلنا إننا سنفعله، لكنهم أيضًا يقولون إنهم يريدون أشياء لا يمكننا منحها لهم أو لا نريد ذلك".
ووقعت فنلندا والسويد اتفاقية ثلاثية مع تركيا عام 2022 تهدف إلى تجاوز اعتراضات أنقرة على عضويتهما بحلف شمال الأطلسي.
وتقدم البلدان في مايو/ أيار بطلبين للانضمام إلى الحلف في أعقاب الحرب الروسية على الجارة أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، إلا أن تركيا اعترضت واتهمتهما بإيواء مسلحين من بينهم عناصر من حزب العمال الكردستاني المحظور.
"يزودان الإرهابيين بالسلاح".. #تركيا ترفض انضمام #فنلندا و #السويد إلى حلف الناتو تقرير: عدنان جان pic.twitter.com/lP7k88kCzW
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 20, 2022
وفي نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أكد وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم أن بلاده أعادت إلى تركيا 3 مطلوبين، في إطار المذكرة الثلاثية بشأن انضمامها مع فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
ونوه بيلستروم حينها، إلى أن السويد ستتخذ خطوات قانونية بمجرد الكشف عن أدلة ووثائق تتعلق بأعضاء تنظيمي (غولن) و(بي كا كا) أو تنظيمات أخرى.
وأضاف أن التعديلات الدستورية التي أقرتها بلاده في إطار المذكرة الثلاثية، ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من مطلع يناير/ كانون الثاني الجاري، والتي تشمل تجريم الانضمام إلى منظمة إرهابية أو دعمها أو طلب دعمها.
وأضاف بيلستروم أن الحكومة ستعرض على البرلمان في 7 مارس/ آذار المقبل، مشروع قانون لإجراء تعديل على قانون العقوبات، لتجريم التعريف والترويج لأنشطة إرهابية والتلويح بأعلام التنظيمات الإرهابية.
تسليم مطلوبين لأنقرة
وشدّد بيلستروم على أن تلك التعديلات الدستورية والقانونية ستبدد الكثير من مخاوف تركيا، مبينًا أن أنقرة لديها مخاوف بشأن تمويل الإرهاب.
وسبق ذلك بأيام تنديد تركيا برفض السويد ترحيل الصحافي التركي بولنت كينيش، وهو رئيس التحرير السابق لصحيفة "زمان" التي أُغلقت، والذي تشترط أنقرة تسليمها إياه لإعطاء موافقتها على انضمام ستوكهولم إلى حلف شمال الأطلسي.
ويطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السويد بتسليم أنقرة 12 شخصًا يتّهمهم بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة، التي شهدتها تركيا في عام 2016.
وكان كينيش فرّ إلى السويد عام 2016 ومنحته السلطات هناك حق اللجوء. وقد أعلنت محكمة السويد العليا الشهر الماضي أنها منعت تسليمه. وعلّلت قرارها بـ"خطر تعرّضه لاضطهاد بسبب قناعاته السياسية".
وفي 28 يونيو/ حزيران 2022، وقعت تركيا والسويد وفنلندا مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن انضمام البلدين الأخيرين إلى حلف شمال الأطلسي، بعد تعهد البلدين الأوروبيين بالاستجابة لمطالب أنقرة بشأن التعاون بملف مكافحة الإرهاب.
لكن تركيا على لسان وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، نفت في 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي وجود تطور ملموس في المذكرة الثلاثية بين تركيا والسويد وفنلندا المتعلقة بتسليم المجرمين المرتبطين بالإرهاب وتجميد أصولهم.