بعد ثلاثة أيام من قرار النائب العام التمييزي في لبنان، بحجز الباخرة "لوديسيا" الموقوفة في مرفأ طرابلس والتي شكت الأجهزة الأمنية بأنها تحمل حبوبًا أوكرانية مهربة، سمح المسؤول المذكور، اليوم الثلاثاء، بالإفراج عن الباخرة.
واحتجزت الباخرة التي كانت ترفع العلم السوري، من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية، الأسبوع الماضي، إثر مزاعم أوكرانية بأن شحنة القمح والطحين التي على متنها حُمّلت بشكل غير قانوني من مناطق في أوكرانيا باتت خاضعة للسيطرة الروسية.
وأوضح مسؤول قضائي، عبر فرانس برس، أن النائب العام التمييزي غسان عويدات سمح للسفينة "لوديسيا" التي رست في مرفأ طرابلس في شمال لبنان، بالإبحار إثر فشل التحقيقات في إثبات أنها كانت تحمل طحينًا وشعيرًا مسروقين.
وقال المسؤول القضائي الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن "نتائج التحقيقات الأولية التي أجريت منذ وصول الباخرة إلى مرفأ طرابلس، لم تثبت وجود جرم جزائي، أو أن البضاعة مسروقة".
وأعلن السفير الأوكراني في بيروت إيهور أوستاش الخميس، أنه التقى بالرئيس اللبناني ميشال عون حيث بحثا في "مسألة دخول سفينة سورية لميناء طرابلس محمّلة بشعير مصدره الأراضي الأوكرانية المحتلة بشكل مخالف للقانون".
وتتهم كييف روسيا بسرقة محاصيلها في المناطق التي احتلتها لاستخدامها في الاستهلاك المحلي أو إعادة بيعها في الخارج.
وأشار المسؤول القضائي الثلاثاء إلى أنّ "الشخص السوري الذي شحنت البضاعة باسمه من أوكرانيا حضر إلى التحقيق وسلم الأوراق والمستندات التي تبين ملكيته للبضاعة".
انطلاق أول سفينة شحن
وتعد أوكرانيا من أكبر منتجي الحبوب في العالم، وعرقل الهجوم الروسي على أوكرانيا، والعقوبات الغربية على موسكو عمليات تصدير الحبوب من البلدين.
وافتتح في مدينة إسطنبول أخيرًا مركز التنسيق المشترك لضمان الشحن الآمن للحبوب من الموانئ الأوكرانية، بموجب وثيقة وقعت في 22 يوليو/ تموز الماضي، بالمدينة برعاية الرئيس رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حول الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية، بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.
وتضمن الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم.
وبموجب ذلك الاتفاق الدولي، غادرت أمس الإثنين، أول شحنة حبوب أوكرانية ميناء أوديسا عند الساعة 06:17 بتوقيت غريينتش، ومن المتوقع أن تصل اليوم إلى إسطنبول لتفتيشها بموجب شروط الاتفاق، قبل أن تغادر إلى لبنان.
وكانت وزارة الدفاع التركية، قد أعلنت أن سفينة رازوني غادرت ميناء أوديسا باتجاه مرفأ طرابلس في لبنان.
ويسمح الاتفاق بين ممثلين عن روسيا وأوكرانيا، فضلًا عن تركيا والأمم المتحدة بتصدير الحبوب الأوكرانية تحت إشراف دولي.
ومن شأن هذا الاتفاق التخفيف من وطأة الأزمة الغذائية العالمية التي أدت لارتفاع صاروخي في الأسعار في بعض من أفقر دول العالم بسبب توقف الحركة في الموانئ الأوكرانية جراء الهجوم الروسي.
