الأحد 10 نوفمبر / November 2024

بعد لقاء السيسي وعبد اللهيان.. ما مآلات التقارب بين مصر وإيران؟

بعد لقاء السيسي وعبد اللهيان.. ما مآلات التقارب بين مصر وإيران؟

شارك القصة

"للخبر بقية" يناقش مآلات العلاقات بين القاهرة وطهران في أعقاب تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن لقاء دار بين عبد اللهيان والسيسي (الصورة: غيتي)
ديدن العلاقات المصرية الإيرانية الفتور منذ أكثر من 4 عقود، عقب فرار شاه إيران محمد رضا بهلوي إلى مصر بعد الإطاحة به.

كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني عن لقاء جرى بين وزير الخارجية أمير حسين عبد اللهيان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على هامش مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عُقد في الأردن الشهر الماضي.

ووصف كنعاني هذا اللقاء بـ"الإيجابي"، مشيرًا إلى لقاءات أخرى عُقدت بين المسؤولين من القاهرة وطهران بشأن القضايا القنصلية.

كما أعرب المتحدث الإيراني عن ترحيب طهران بالمساعدة التي عرضها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، لترتيب لقاءات بين مسؤولي البلدين.

تحريك المياه الراكدة

وديدن العلاقات المصرية الإيرانية الفتور منذ أكثر من 4 عقود، عقب فرار شاه إيران محمد رضا بهلوي إلى مصر بعد الإطاحة به.

لكن إشارات أُرسلت خلال الفترة الماضية بالرغبة في تحريك المياه الراكدة؛ من بين الإشارات الملتقطة كشف العراق عن وساطات يجريها بين الطرفين وسط معلومات عن لقاءات أمنية ضمّت البلدين.

كما أرسلت طهران قبل 5 أشهر إشارة عبر وزير خارجيتها، الذي قال إن تعزيز علاقات البلدين يصب في مصلحة المنطقة والعالم الإسلامي.

أما أبرز إشارات القاهرة، فقد تمثلت وفق مصادر دبلوماسية بتحفظها على المشاركة في أي تحالفات إقليمية ضد طهران.

ويقول سياسيون إن متغيرات عدة ساهمت بترطيب أجواء العلاقات بين مصر وإيران؛ أبرزها تغير خريطة التموضعات والتحالفات في منطقة الشرق الأوسط، ومن ذلك زوال مخاوف بعض الدول العربية الحليفة لمصر، ومنها أيضًا تقارب القاهرة مع طهران في ظل انفتاح هذه الدول ذاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وفي ظل خريطة التحالفات الجديدة، تستوي قاعدة المصالح بين الدول، حيث يدرك كل من قادة مصر وإيران الحاجة للآخر في ظل ثقل البلدين الإقليمي وموقعيهما الإستراتيجي.

أرسلت إشارات بالرغبة في تحريك المياه الراكدة في العلاقات المصرية الإيرانية خلال الفترة الماضية - غيتي
أرسلت إشارات بالرغبة في تحريك المياه الراكدة في العلاقات المصرية الإيرانية خلال الفترة الماضية - غيتي

"الكثير من الفوائد الهامة للبلدين"

ويرى الباحث السياسي محمد صالح صدقيان، أنه ما زال هناك تحديات أمام عودة العلاقات الطبيعية الدبلوماسية بين طهران والقاهرة. 

وبينما يذكر في حديثه إلى "العربي" من طهران، بوجود مكتب لرعاية المصالح في كلا العاصمتين، يقول: "على الرغم من أن هناك رغبة عند الجانبين في رفع مستوى التعاون الدبلوماسي، لكن لم تتمكن مصر وإيران من زيادة العلاقات الدبلوماسية، بحيث تكون طبيعية بينهما".

ويلفت إلى أن الجانب الإيراني، وتحديدًا حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي، تسعى إلى ترطيب العلاقة مع الدول العربية، سواء في المنطقة الخليجية أو شمال إفريقيا وتحديدًا مصر.

ويشير إلى أن إيران تعتقد بأن مصر دولة مهمة في المحيط العربي والإسلامي والدولي أيضًا، وأنها تستطيع التعاون مع القاهرة من أجل خدمة مصالح البلدين وكل التحديات التي تواجه العالمين العربي والإسلامي، متحدثًا عن الكثير من الفوائد الأمنية والسياسية والاقتصادية الهامة جدًا للبلدين.

متغيرات عدة ساهمت بترطيب أجواء العلاقات بين مصر وإيران
متغيرات عدة ساهمت بترطيب أجواء العلاقات بين مصر وإيران - الأناضول

"المساعي قد تؤدي إلى النجاح"

بدوره، يرى نائب رئيس مركز "الأهرام" للدراسات السياسية والإستراتيجية عمرو هاشم ربيع، أنه في ظل المحاولة العراقية للوساطة بين الطرفين، فإن هذه المساعي قد تؤدي إلى النجاح.

ويشير في حديثه إلى "العربي" من القاهرة، إلى "مساع مشابهة مع المملكة العربية السعودية منذ أبريل/ نيسان 2021، وأدت إلى نوع من الدفء النسبي في العلاقات بين البلدين"، مذكرًا أيضًا بعودة السفراء بين الإمارات وإيران.

ويقول إن "الفتور" الذي لاقاه الرئيس الأميركي جو بايدن في قمة جدة منذ نحو 6 أشهر، "كل هذه الأمور تشكل نوعًا من المناخ الأكبر والأهم وهو احتواء المد الصهيوني في المنطقة".

ويذكر بأن "هذا المد يصوّر إيران للدول العربية على أنها العدو الرئيسي لتذويب القضية الفلسطينية وتمييعها، والإكثار من "اتفاقات التطبيع الإبراهيمية".

ويعتبر أن "الأموال الكبيرة التي أُنفقت على صفقات السلاح، التي توجّه ضد ما يمكن أن يُقال إنه تهديدات خارجية للبلدان العربية من بلدان خارج الإقليم باستثناء إسرائيل: التهديدات الإيرانية بالأساس وبشكل صريح"، لو وُضعت لاحتواء إيران بالمعنى الإيجابي، لكان الأمر مختلفًا تمامًا.     

"رغبة لدى الطرفين بالتقارب"

من جانبه، يعتبر أستاذ الإعلام السياسي بالجامعة العراقية فاضل البدراني، أن الموقع الإستراتيجي للعراق هو ما يحتم أن يكون هو من يحمل رسالة السلام والوساطة الدبلوماسية بين مصر وإيران. 

ويذكر في حديثه إلى "العربي" من بغداد، بأن "لحضارة وادي الرافدين تأثيرا واندماجا مع حضارة وادي النيل والحضارة الفارسية".

ويرى أن إستراتيجية حكومة العراق، ولا سيما رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، تبدو منفتحة على ملفات سياسية دبلوماسية إيجابية في محاولة لخلق انفراجة بين بلدان المنطقة. 

ويعرب عن اعتقاده بأن كلا من مصر وإيران لديه الرغبة بالتقارب. 

وبينما يلفت إلى أن العراق شريك مع مصر في تحالف سياسي يضم الأردن أيضًا، يذكر بحجم التبادل التجاري مع إيران وكذلك بموقع العراق الجغرافي القريب جدًا منها. ويضيف أن "الحكم السياسي الآن فيه قريب من إيران".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close