الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

بعد وفاة مهسا أميني.. اتساع نطاق الاحتجاجات في إيران وارتفاع عدد القتلى

بعد وفاة مهسا أميني.. اتساع نطاق الاحتجاجات في إيران وارتفاع عدد القتلى

Changed

تقرير لـ"العربي" حول عودة الجدل في إيران بشأن إلزامية ارتداء الحجاب بعد وفاة الشابة مهسا أميني (الصورة: غيتي)
قتل 3 أشخاص بينهم أحد أفراد قوات الأمن، خلال الاضطرابات التي تجري في إيران، بعد وفاة مهسا أميني التي ألقت شرطة الأخلاق في طهران القبض عليها الأسبوع الماضي.

أعلنت السلطات الإيرانية اليوم الأربعاء مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم أحد أفراد قوات الأمن، خلال الاضطرابات التي تجتاح البلاد، حيث أثار الغضب من وفاة شابة أثناء احتجاز الشرطة لها موجة احتجاجات لا تزال تتواصل لليوم الخامس.

وذكرت منظمات حقوقية أن شخصًا آخر على الأقل قتل أمس الثلاثاء، مما يرفع عدد القتلى إلى سبعة على الأقل.

وأثارت وفاة مهسا أميني (22 عامًا) التي ألقت شرطة الأخلاق في طهران القبض عليها الأسبوع الماضي بسبب ملابس وصفت بأنها "غير لائقة"، غضبًا عارمًا بشأن قضايا من بينها الحريات في الجمهورية الإسلامية والاقتصاد الذي يعاني تحت وطأة العقوبات.

ودخلت أميني في غيبوبة وتوفيت أثناء انتظارها مع محتجزات أخريات لدى شرطة الأخلاق، التي تعني بتطبيق قواعد صارمة في الجمهورية الإسلامية تطالب النساء بتغطية شعرهن وارتداء ملابس فضفاضة في الأماكن العامة.

وأوضح والدها أنها لم تكن تعاني من مشاكل صحية وأنها أصيبت بكدمات في ساقيها في الحجز، وحمّل الشرطة المسؤولية عن وفاتها. ونفت الشرطة إيذاءها.

وكانت الاحتجاجات انطلقت السبت خلال تشييع جنازة أميني في إقليم كردستان بإيران، ولا تزال متواصلة في معظم أنحاء البلاد، مما أثار مواجهات في ظل سعي قوات الأمن لقمع المظاهرات.

ولم يشر الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي للاحتجاجات -التي تعد من بين أسوأ الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ الاشتباكات التي شهدتها شوارعها العام الماضي بسبب شح المياه- خلال خطاب ألقاه اليوم الأربعاء في ذكرى الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988.

وكان أحد كبار مساعدي خامنئي قد قدم التعازي لأسرة أميني هذا الأسبوع، ووعد بمتابعة القضية. وقال إن الزعيم الأعلى تأثر وشعر بالألم لوفاتها.

وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) أن "معاون شرطة" توفي متأثرًا بجروح أصيب بها أمس الثلاثاء في مدينة شيراز بجنوب البلاد.

وقالت الوكالة: إن "أشخاصًا اشتبكوا مع أفراد الأمن، وأسفر ذلك عن مقتل أحد معاوني الشرطة. وفي الواقعة نفسها، أصيب أربعة من أفراد الأمن". ونقلت الوكالة عن مسؤول قوله إنه جرى إلقاء القبض على 15 متظاهرًا في شيراز.

وفي كرمانشاه، نقلت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية عن شهرام كرامي المدعي العام للمدينة قوله: إن "شخصين قتلا أمس الثلاثاء في أعقاب احتجاجات في المدينة الواقعة بغرب إيران.

وأضاف: "لسوء الحظ قتل شخصان في أعمال شغب يوم أمس في كرمانشاه. نحن على يقين من أن عناصر معادية للثورة قامت بذلك لأن الضحايا قتلوا بأسلحة لم يستخدمها جهاز الأمن".

وأفادت منظمتان لحقوق الإنسان أن رجلًا يبلغ من العمر 43 عامًا لقي حتفه بنيران قوات الأمن أمس الثلاثاء في مدينة أورمية بإقليم أذربيجان بغرب إيران.

ولم يصدر تأكيد رسمي بشأن هذه الوفاة.

احتجاجات في طهران

في سياق متصل، تشارك النساء بكثافة في الاحتجاجات، وتلوح كثيرات منهن بحجابهن أو يقمن بحرقه أو بقص شعرهن في الأماكن العامة.

كما أظهرت مقاطع مصورة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي متظاهرين وهم يسيئون لرموز الجمهورية الإسلامية.

وفي أحد المقاطع قام شخص بتسلق واجهة مبنى البلدية في مدينة ساري بشمال إيران ومزق صورة آية الله الخميني الذي أسس النظام الإسلامي الإيراني بعد ثورة 1979.

وأظهر مقطع آخر احتشاد الناس مجددًا في طهران اليوم حيث هتف المئات "الموت للديكتاتور" عند جامعة طهران.

وقالت منظمة حقوقية كردية إن الإنترنت انقطع تمامًا في إقليم كردستان حيث تشتد الاحتجاجات بشكل خاص، وحيث يوجد تاريخ للحرس الثوري في قمع الاضطرابات.

كما أفادت بمقتل رجل آخر أمس الثلاثاء في بيرانشهر الواقعة أيضًا بإقليم أذربيجان، بينما قالت إن آخر توفي متأثرًا بجروح أصيب بها يوم الإثنين في سقز مسقط رأس أميني.

ولم يصدر تأكيد رسمي لهذه الوفيات.

وقالت المنظمة الحقوقية: إن جميع المدنيين الذين أفادت بمقتلهم من الأكراد.

وحمل حاكم إقليم كردستان جماعات إرهابية لم يحددها المسؤولية عن مقتل ثلاثة أشخاص في الإقليم، بينما قالت المنظمة إنهم قتلوا عندما فتحت قوات الأمن النار.

وقال حاكم طهران إن السلطات حددت هوية 1800 شخص "شاركوا من قبل في أعمال شغب، من بينهم 700 لديهم سوابق خطيرة لدى مختلف مؤسسات الشرطة والأمن والقضاء".

المصادر:
رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close