تحوّل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى شخصية عالمية محبوبة وصفت بالبطل، وذلك بسبب مقاومته العنيدة للهجوم الروسي على بلاده، لدرجة أن شركة أميركية ترجمت هذا الإعجاب بالقائد الأوكراني عبر صنع تماثيل صغيرة من "الليغو" عنه.
فقد ابتكرت شركة الألعاب الأميركية "سيتيزن بريك" التي تتخذ من شيكاغو مقرًا لها، تماثيل لزيلينسكي مصممة على طراز "الليغو"، حيث اعتمدت إظهار ملامحه المتهالكة بسبب الحرب ولحيته غير المشذبة وزيه العسكري الزيتي.
ووفق "الواشنطن بوست"، لا تهدف الشركة الأميركية إلى استغلال الحرب في أوكرانيا لتحقيق مكاسب مادية، بل تهدف هذه المبادرة إلى تصنيع وبيع تماثيل فولوديمير زيلنسكي التي صممها جو تروبيا لجمع المساعدات المالية لضحايا الحرب المستمرة.
فجو تروبيا هو صاحب شركة Citizen Brick لتصنيع الألعاب، حيث يأخذ شخصية "الليغو" التقليدية، ويطبع عليها تصميماته الخاصة التي تحاكي ملامح الرئيس زيلينسكي.
وعلى الرغم من أنه ليست لديه صلات شخصية بالحرب، إلّا أن تروبيا شعر بأنه عليه المساعدة، فقال "للواشنطن بوست": "لقد شعرت أنه يجب أن أتصرف باستخدام ما لدي".
نتيجة ذلك، قرر الفنان تصميم نوعين من النماذج التي اعتقد أنها ترمز إلى "شجاعة البلاد في مواجهة الاستبداد"، وهما: الرئيس الأوكراني، وزجاجات مولوتوف صغيرة الحجم.
وعن زيلينسكي يقول تروبيا للصحيفة الأميركية: "إنه رجل كان بإمكانه الفرار من البلاد بحقيبة مليئة بالمال وبدلًا من ذلك اختار البقاء مع شعبه.. لقد تأثرت كثيرًا بصموده والأمل الذي يبدو أنه يمنحه للناس".
أما تماثيل المولوتوف الحارقة، فاختارها المصمم الأميركي، كعلامة على تمرد الناس العاديين، ومواجهتهم هجومًا عسكريًا ضخمًا بأسلحة يدوية الصنع.
LEGO Citizen Brick released a figure of @ZelenskyyUa and Molotov cocktails to raise money for #Ukraine. They fundraised $16540 for the @DirectRelief fund which specializes in rapid medical response. Who do you like? pic.twitter.com/xxMKJgrkCw
— zaborona_media (@zaborona_media) March 15, 2022
ومنذ إطلاقها يوم 5 مارس/ آذار، بيعت تماثيل زيلينسكي مقابل 100 دولار، والمولوتوف مقابل 10 دولارات لكل منهما، فجمعت الشركة لغاية الآن 145388 دولارًا، فيما بيعت كل المجموعة في غضون ساعات.
وأعلنت Citizen Brick يوم الخميس الفائت، أنها باعت كل تماثيلها الخاصة بأوكرانيا، وتبرعت بجميع عائداتها لمنظمة Direct Relief الخيرية، والتي تستجيب للنداءات الإنسانية لأوكرانيا.
وأصبح زيلينسكي مؤخرًا وجهًا مألوفًا للجمهور الدولي يربط البعض اسمه بالشجاعة والوطنية، ولا سيما بسبب نشره مقاطع فيديو باستمرار على وسائل التواصل الاجتماعي يتحدّى فيها روسيا بزيه العسكري، ويتباهى بمقاومة الأوكرانيين للهجوم.
ففيما انهالت العروض لإجلائه من العاصمة الأوكرانية، نشر زيلينسكي أولى أيام الحرب، مقطعًا مصورًا يؤكد وجوده في كييف، بعد أن انتشرت شائعات عن دعوته الجنود للاستسلام وإلقاء السلاح عقب الهجوم الروسي على بلاده.
وظهر من أمام مقرّ الرئاسة الأوكرانية وسط كييف، قائلًا: "أنا هنا. لن نلقي السلاح وسندافع عن بلادنا".
وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء الهجوم العسكري الروسي، لا يزال زيلينسكي في كييف، وظهر اليوم السبت في مقطع فيديو نشر على فيسبوك وتم تصويره في أحد الشوارع المهجورة ليلًا.
وقال في رسالته إن "مفاوضات حول السلام والأمن لأوكرانيا هي الفرصة الوحيدة لروسيا لتقليل الضرر الناجم عن أخطائها".