الأحد 5 مايو / مايو 2024

بموازاة تفشي كورونا.. عام 2020 شهد تزايد مقاومة أنواع بكتيريا للأدوية

بموازاة تفشي كورونا.. عام 2020 شهد تزايد مقاومة أنواع بكتيريا للأدوية

Changed

تقرير لـ"العربي" في وقت سابق من ديسمبر الجاري حول تحذير منظمة الصحة العالمية من ارتفاع جديد للإصابات بكورونا (الصورة: غيتي)
ساهم الاستخدام المفرط أو إساءة استخدام المضادات الحيوية في أن تصبح الميكروبات مقاومة للعديد من الأدوية فيما تقل فيه وتيرة تطوير العلاجات البديلة.

شهد عام 2020، الذي عرف بداية تفشي فيروس كورونا، تزايد مقاومة بكتيريا مسبّبة لعدوى في مجرى الدم للأدوية، حتى المضادات الحيوية التي يتم اللجوء لها كملاذ أخير، وفق ما أظهره تقرير لمنظمة الصحة العالمية يستند إلى بيانات جُمعت من 87 دولة.

وساهم الاستخدام المفرط أو إساءة استخدام المضادات الحيوية في أن تصبح الميكروبات مقاومة للعديد من الأدوية، في وقت تقل فيه وتيرة تطوير العلاجات البديلة بشكل ينذر بالخطر.

ولفت المشاركون في التقرير اليوم الجمعة، إلى أن مستويات مرتفعة من المقاومة، تفوق 50%، رُصدت في بكتيريا - تتسبّب عادة في عدوى خطرة في مجرى الدم تهدد الحياة - في مستشفيات، مثل بكتيريا الكلبسيلا الرئوية ونوع من البكتيريا الراكدة.

وتستلزم مثل تلك العدوى عادة علاجًا بمضادات "الملاذ الأخير"، وهي عقاقير تُستخدم عندما تفشل كل المضادات الحيوية الأخرى في العلاج.

"لا تزال مرتفعة جدًا"

وقالت مديرة نظام منظمة الصحة العالمية لمراقبة مقاومة مضادات الميكروبات الدكتورة كارميم بيسوا-سيلفا في مؤتمر صحفي: إن معدلات مقاومة مضادات البكتيريا لا تزال مرتفعة جدًا، لكن المضادات الحيوية التي تُستخدم كملاذ أخير بدأت تفقد الفاعلية أخيرًا فحسب. 

وأضافت: "لدينا فرصة محدودة للغاية.. للتعامل مع ذلك التهديد".

وعلى الرغم من وجود جهود منسقة للحد من الاستخدام غير المبرر للمضادات الحيوية، لا تزال وتيرة الأبحاث الجديدة بطيئة.

وأدّت عوامل من بينها الجهد والتكلفة والوقت الذي يتطلبه إقرار مضاد حيوي جديد وعائد الاستثمار المحدود لعزوف شركات تصنيع الأدوية عن الأمر، إذ يجب تسعير الأدوية بأثمان رخيصة، وهي أصلًا مصممة للاستخدام في أضيق الحدود للحد من مقاومة الأمراض للأدوية.

ونتيجة لذلك، هناك معامل معدودة تابعة لشركات أدوية حيوية لها نصيب الأسد من أبحاث وعمليات تطوير مضادات حيوية، إذ تركز الشركات الأخرى الأكبر على أسواق ومنتجات أكثر ربحية.

ولم يتبقَ إلا بضع شركات كبرى في هذا المجال، انخفاضًا من أكثر من 20 شركة في ثمانينيات القرن الماضي.

وخلصت دراسة تحليلية عالمية مهمة نُشرت نتائجها هذا العام، إلى أن 1.2 مليون شخص توفّوا في 2019 بسبب عدوى بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية، بما يجعل ذلك سببًا من الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم بأعداد أكبر مما يتسبّب فيه مرض نقص المناعة المكتسب "إتش.آي.في/ إيدز" أو الملاريا.

تحذير من التراخي

وأشار المشاركون في تقرير منظمة الصحة، إلى "حاجة لمزيد من الأبحاث لتحديد أسباب القفزة في مقاومة تلك البكتيريا للمضادات الحيوية في الفترة التي شملتها الدراسة، ولمعرفة لأي مدى يرتبط ذلك بتزايد استخدام المضادات الحيوية خلال الجائحة".

وأودى فيروس كورونا بحياة ستة ملايين شخص حول العالم، وتسبّب باضطراب عالمي غير مسبوق.

وبينما تتخفف الدول من القيود التي فرضها الفيروس، حذرت منظمة الصحة العالمية من التراخي وظهور متحور جديد من كورونا مع ارتفاع الإصابات في بريطانيا ومناطق من الصين.

وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إن انخفاض اليقظة يترك الباب مفتوحًا أمام ظهور متحور آخر  من فيروس كورونا "سارس كوف 2" لينتشر ويحل محلّ متحور أوميكرون، السائد حاليًا.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية في إحاطة صحافية: "اقتربنا للغاية من القول إن مرحلة طوارئ الجائحة انتهت، لكننا لم نصل بعد إلى ذلك الهدف، الفجوات في الاختبار والتلقيح تواصل تهيئة الظروف المناسبة لظهور متحوّر جديد مقلق قد يتسبب في حدوث حالات وفاة كثيرة".

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close