أعلنت أوكرانيا، اليوم الإثنين، أنها تأمل أن يبدأ هذا الأسبوع تنفيذ الاتفاق الذي جرى بوساطة الأمم المتحدة وتركيا بهدف تخفيف نقص الغذاء العالمي عبر استئناف صادرات الحبوب من منطقة البحر الأسود.
واستضافت إسطنبول، الجمعة، مراسم توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية"، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
أول شحنة حبوب
وعبّر مسؤولان حكوميان أوكرانيان كبيران في مؤتمر صحافي عن أملهما في أن تكون أول شحنة حبوب بموجب الاتفاق من ميناء تشورنومورسك هذا الأسبوع، وأن يتسنى تصدير الشحنات من جميع الموانئ المشمولة في الاتفاق في غضون أسبوعين.
ولفت وزير البنية التحتية، أولكسندر كوبراكوف، إلى أنه لا توجد قيود على كمية الحبوب التي يمكن تصديرها بموجب الاتفاق الذي وُقع يوم الجمعة والذي يسمح أيضًا بتصدير واستيراد الأسمدة.
استئناف الصادرات من ميناء تشورنومورسك
وقال يوري فاسيوكوف، نائب وزير البنية التحتية: "نعتقد أننا سنكون مستعدين للعمل على استئناف الصادرات من موانئنا خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة. نتحدث عن ميناء تشورنومورسك، سيكون الأول، ثم أوديسا ويليه ميناء بيفديني".
ويستهدف اتفاق يوم الجمعة السماح بمرور آمن لسفن الشحن داخل وخارج الموانئ الأوكرانية التي يحاصرها الأسطول الروسي في البحر الأسود منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط.
وقد اعتبر انفراجة دبلوماسية ستساعد في كبح أسعار الغذاء العالمية الآخذة في الارتفاع من خلال ترتيب شحنات الحبوب الأوكرانية لإعادتها لمستويات ما قبل الحرب التي كانت تصل إلى خمسة ملايين طن شهريًا.
وأعلنت إدارة الموانئ الأوكرانية أمس الأحد بدء تجمع قوافل سفن الحبوب في موانئ أوديسا وتشورنومورسك ويوجني، مؤكدة في بيان، اكتمال الاستعدادات لاستئناف عمل الموانئ الثلاثة، إثر توقيع الاتفاق.
ولفتت إلى ضرورة تقدم السفن بطلب لضمها إلى القوافل المذكورة، مشيرة إلى أن دخول وخروج هذه السفن إلى الموانئ الثلاثة سيتم تحت قيادة سفينة محددة.
مليار دولار شهريًا لأوكرانيا
وقال وزير البنية التحتية في المؤتمر الصحافي إن فتح موانئ البحر الأسود للتصدير سيجلب لأوكرانيا ما لا يقل عن مليار دولار شهريًا، مؤكدًا أهمية أن "يحصل المزارعون على تمويل هذا العام وأن تُتاح لهم فرصة زراعة المحاصيل للموسم القادم، لأنه بدون ذلك سنخسر الدورة الزراعية بأكملها والقطاع برمته". واعتبر أنها قضية تتعلق ببقاء القطاع الزراعي بشكل كامل.
وعلى الرغم من الهجوم الصاروخي الروسي الذي ضرب ميناء أوديسا السبت، تواصل أوكرانيا جهودها لاستئناف تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود بموجب الاتفاق.
الحرب تدخل شهرها السادس
وقد اعترفت روسيا يوم الأحد أنّ قواتها قصفت سفينة حربية أوكرانية ومخزن أسلحة في أوديسا بصواريخ عالية الدقة. لكنها أكّدت أن هجومها لا يؤثر على الاتفاق.
وقال وزير البنية التحتية الأوكراني: "رأينا جميعًا بوضوح يوم السبت أن قصف البنية التحتية للميناء لا يمثل مشكلة بالنسبة لهم. وهذا هو الخطر الرئيس (للاتفاق)، ونحن نتفهم أنه يمكن أن يخيف السوق".
ودخلت الحرب الأوكرانية شهرها السادس وتستمر على جبهات عدة وتتركز شرقي البلاد. وقد أعلن الجيش الأوكراني رصد قصف أوسع نطاق في دونباس وأن هناك تحذيرات من القصف على مدينة جديدة هي باخموت الواقعة شرقي البلاد.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية استهداف أسلحة أميركية في منطقة خميلنيتسكي غربي أوكرانيا.
وتسعي كييف إلى حصد المزيد من الدعم العسكري الغربي، لتنفيذ هجوم مضاد ضد روسيا، لكن هذا الدعم لن يصل إلى صواريخ بعيدة المدى تجنبًا لحرب عالمية ثالثة، بحسب واشنطن.