الأحد 5 مايو / مايو 2024

بولندا تتهم روسيا بالإرهاب.. أميركا: موسكو تريد تدمير أوكرانيا

بولندا تتهم روسيا بالإرهاب.. أميركا: موسكو تريد تدمير أوكرانيا

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلط الضوء على تطورات الحرب الروسية على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
رفض زعيما فرنسا وألمانيا تكرار اتهامات الرئيس الأميركي لروسيا بارتكاب "إبادة جماعية" ضدّ الأوكرانيين، محذرين من أنّ التصعيد الكلامي لن يساعد في إنهاء الحرب.

برّرت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء الاتهام الذي وجّهه الرئيس جو بايدن إلى روسيا بارتكاب "إبادة جماعية" في أوكرانيا، بأنّ القوات الروسية تريد فعلًا "تدمير أوكرانيا وسكانها المدنيين".

وكان بايدن فاجأ الجميع الثلاثاء بقوله إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يرتكب "إبادة جماعية" في أوكرانيا، مشدّدًا في الوقت نفسه على أن "الأمر يعود للمحامين الدوليين أن يقرروا، ما إذا كانت الجرائم المرتكبة في أوكرانيا هي فعلاً إبادة جماعية أم لا".

والأربعاء، قالت المسؤولة الثالثة في وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند عبر شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية: "أعتقد أنّه بمجرد أن نتمكن من جمع كل الأدلة، سنخلص في النهاية إلى نفس النتيجة التي توصل إليها الرئيس بايدن، لأن ما يحدث على الأرض ليس صدفة".

وأضافت: "هذا قرار متعمّد اتخذته روسيا وقواتها لتدمير أوكرانيا وسكانها المدنيين".

وبموجب "اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها"، المعاهدة التي أقرتها الأمم المتحدة عام 1948، فإن الإبادة الجماعية تعني الجرائم المرتكبة "بقصد التدمير الكلّي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه".

ويحاذر الحقوقيون كثيرًا بشأن استخدام هذا المصطلح كما ينقسم القادة الغربيون حياله.

"موقف أخلاقي"

من جانبه، اعتبر الكرملين أن توجيه بايدن مثل هذا الاتّهام إلى روسيا هو أمر "غير مقبول".

لكن الدبلوماسية الأميركية حاولت التقليل من تداعيات الاتهام الرئاسي، مؤكدة أن ما قاله بايدن هو قبل كل شيء موقف "أخلاقي".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين الأربعاء: إن "الرئيس كان يتحدث عن شعوره وهو يشاهد الصور المروعة التي رأيناها جميعًا من أماكن مثل ماريوبول، مثل بوتشا، مثل خاركيف ومثل أماكن أخرى".

وأضاف أن "المهم ليس ماذا نسمي هذه الأفعال، بل كيف نرد عليها ونستجيب لها بطريقة حازمة من خلال تزويد شركائنا الأوكرانيين بما يحتاجون إليه للدفاع عن أنفسهم".

وتابع: "سواء أكانت جرائم حرب أم فظائع أم إبادة جماعية، فإن هذا لا يغيّر شيئًا في إستراتيجيتنا، ولا تمنحنا المزيد من القوة".

"موقف مؤلم"

وفي سياق متصل، ندّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء برفض نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وصف أعمال القتل في أوكرانيا بأنّها "إبادة جماعية" وكذلك أيضًا بإشارته إلى الروس على أنهم شعب "شقيق".

وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف مع رؤساء بولندا ودول البلطيق الثلاث: إن "مثل هذه الأشياء مؤلمة للغاية بالنسبة إلينا، لذلك بالتأكيد سأبذل كل ما بوسعي لمناقشة هذه المسألة معه".

ورفض زعيما فرنسا وألمانيا الأربعاء تكرار اتهامات الرئيس الأميركي جو بايدن لروسيا بارتكاب "إبادة جماعية" ضدّ الأوكرانيين، محذرين من أنّ التصعيد الكلامي لن يساعد في إنهاء الحرب.

وردًا على سؤال عبر قناة "فرانس 2" بشأن تصريحات بايدن الثلاثاء، أجاب ماكرون بأنه يريد "توخي الحذر باستخدام المصطلحات".

وأضاف: "أقول إن روسيا شنت حربًا عنيفة من جانب واحد، وإنه ثبت حاليًا أن الجيش الروسي ارتكب جرائم حرب، وعلينا حاليًا العثور على المسؤولين".

وتابع: "ما يحصل جنون، إنها وحشية لا تُصدق. لكن في الوقت عينه أنظر إلى الوقائع وأريد بذل أقصى ما يمكن ليبقى بالإمكان وقف الحرب وإعادة بناء السلام، لذلك لست متأكدًا من ان تصعيد الكلام يخدم القضية".

"إرهاب روسي"

وفي غضون ذلك، وصف الرئيس البولندي أندري دودا خلال زيارة إلى كييف الأربعاء رافقه فيها نظراؤه في دول البلطيق الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا بـ"الإرهاب".

وقال دودا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "هذه ليست حربًا، هذا إرهاب. إذا أرسل أحدهم طائرات وجنودًا لقصف مناطق سكنية وقتل مدنيين فهذه ليست حربًا. هذه وحشية ولصوصية وإرهاب".

وزار دودا ونظراؤه الليتواني ييتاناس ناوسيدا والإستوني آلار كاريس واللاتفي إيغيلز ليفيتس كييف حيث التقوا نظيرهم الأوكراني.

وكان الرئيس الليتواني قال في بيان إثر وصوله إلى أوكرانيا: إنّه "من الصعب تصديق أن مثل هذه الأعمال الوحشية يمكن أن ترتكب في أوروبا القرن الحادي والعشرين لكن هذا هو الواقع. هذه حرب يجب أن ننتصر فيها".

وأضاف: "المكان مليء بالألم والمعاناة. لقد قتل أوكرانيون مدنيون هنا وعذبوا، وقصفت منازل سكنية وغيرها من البنى التحتية المدنية".

وبحسب وارسو فإن زيارة الرؤساء الأربعة إلى كييف هدفها هو "إظهار الدعم للرئيس زيلينسكي والمدافعين عن أوكرانيا في لحظة حاسمة بالنسبة لهذا البلد".

ومنذ الهجوم على أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي، فشلت القوات الروسية في السيطرة على مدينة رئيسة واحدة وتكبدت خسائر فادحة.

وبسبب الهجوم الروسي، وهو أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ عام 1945، فر أكثر من 4.6 ملايين شخص إلى خارج أوكرانيا وقتل أو جرح الآلاف وأصبحت روسيا معزولة بصورة متزايدة على المسرح العالمي.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة