أصدر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، اليوم الأحد، عفوًا عن "عشرات الآلاف" من المسجونين من بينهم كثيرون ألقي القبض عليهم لاتهامات لها علاقة بالأمن خلال المظاهرات المناوئة للحكومة مؤخرًا، حسبما أفاد التلفزيون الرسمي في إيران.
وأفادت وسائل إعلام رسمية بأنه "سيتم العفو عن السجناء الذين لا يواجهون اتهامات بالتجسس لصالح وكالات أجنبية أو بوجود صلة مباشرة تربطهم بعملاء في الخارج أو بتعمد القتل أو التسبب في الإصابة أو بالتسبب في دمار وإحراق ممتلكات الدولة أو من لا يوجد مدع خاص في قضاياهم".
وستُعلن قرارات العفو بمناسبة ذكرى قيام الثورة الإسلامية عام 1979.
وتقول وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا): إنّ السلطات اعتقلت نحو 20 ألف شخص في الاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي خرجت بعد مقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني وهي رهن الاحتجاز لدى الشرطة.
وقتل مئات بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. كما أوقف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءًا كبيرًا منها "أعمال شغب" ينخرط فيها "أعداء" الجمهورية الإسلامية.
"استخدام متزايد لعقوبة الإعدام"
وأواخر الشهر الماضي، كشفت منظمة حقوق الإنسان في إيران، التي تتخذ من النرويج مقرًا لها، أنّ السلطات في طهران أعدمت 55 شخصًا حتى الآن عام 2023، معتبرة أنّ الاستخدام المتزايد لعقوبة الإعدام يهدف إلى "بثّ الخوف في ظل الاحتجاجات التي تشهدها البلاد"، حسب قولها.
بدورها، أفادت منظمة العفو الدولية بأنّ ثلاثة رجال حُكم عليهم بالإعدام بسبب الاحتجاجات - أصغرهم يبلغ 18 عامًا - تعرّضوا لـ"تعذيب شنيع" أثناء احتجازهم.
ومع تزايد استخدام إيران لعقوبة الإعدام في السنوات الأخيرة، أشارت منظمة حقوق الإنسان في إيران إلى أن "كل عملية إعدام من قبل الجمهورية الإسلامية هي سياسية" لأن الهدف الرئيسي منها "هو خلق الخوف والرعب في المجتمع"، وفق وصفها.
#إيران تعدم المسؤول السابق بوزراة الدفاع علي رضا أكبري 👇 pic.twitter.com/dJccgDsGvx
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 15, 2023
وكشفت منظمة العفو الدولية الجمعة أن ثلاثة رجال حُكم عليهم بالإعدام في ديسمبر/ كانون الأول تعرضوا للتعذيب "بما في ذلك الجلد، والصعق بصدمات كهربائية، والتعليق من القدمين والتهديد بالقتل بالسلاح".
وأضافت المنظمة في بيان أن هؤلاء أدينوا بالتحريض على الحرق المتعمّد والتخريب خلال احتجاجات في سبتمبر في محافظة مازندران في شمال إيران.
والشهر الماضي، أعلنت إيران تنفيذ عقوبة الإعدام بحق المسؤول السابق في وزارة الدفاع الإيرانية علي رضا أكبري، وهو إيراني بريطاني أدين بتهمة التجسس لحساب أجهزة الاستخبارات البريطانية، وهو الأمر الذي أثار شجب الدول الغربية ومنظمات غير حكومية.
