الإثنين 17 يونيو / يونيو 2024

تحالف أوبك بلس.. ما هو وكيف يؤثر على أسعار النفط؟

تحالف أوبك بلس.. ما هو وكيف يؤثر على أسعار النفط؟

Changed

الهدف الرئيسي لتحالف "أوبك بلس" هو تنظيم إمدادات النفط إلى السوق العالمية
الهدف الرئيسي لتحالف "أوبك بلسس" هو تنظيم إمدادات النفط إلى السوق العالمية - غيتي
يمثل إنتاج تحالف أوبك بلس نحو 41% من إنتاج النفط العالمي، والهدف الرئيسي له هو تنظيم إمدادات النفط إلى السوق العالمية.

أسست العراق وإيران والكويت والسعودية وفنزويلا منظمة "أوبك" عام 1960 في بغداد، بهدف تنسيق السياسات النفطية وضمان أسعار عادلة ومستقرة. وتضم الآن 12 دولة معظمها من الشرق الأوسط وإفريقيا، وتنتج نحو 30% من النفط العالمي.

وواجه نفوذ أوبك بعض التحديات على مر السنين، مما أثار في كثير من الأحيان انقسامات داخلية. ويمكن أن يؤدي الاتجاه العالمي نحو مصادر الطاقة النظيفة وخفض استهلاك الوقود الأحفوري إلى تقليص هيمنتها في نهاية المطاف.

وشكلت أوبك ما يُعرف بتحالف "أوبك بلس" مع عشر من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم من خارج المنظمة، ومنها روسيا، في نهاية عام 2016.

أسست العراق وإيران والكويت والسعودية وفنزويلا منظمة "أوبك" عام 1960 في بغداد
أسست العراق وإيران والكويت والسعودية وفنزويلا منظمة "أوبك" عام 1960 في بغداد - غيتي/ رشيف

ويمثل إنتاج تحالف أوبك بلس نحو 41% من إنتاج النفط العالمي. والهدف الرئيسي للتحالف هو تنظيم إمدادات النفط إلى السوق العالمية، وتقوده السعودية التي تنتج نحو 9 ملايين برميل يوميًا، وروسيا التي تنتج نحو 9.3 ملايين برميل يوميًا.

وانسحبت أنغولا، التي انضمت لأوبك في 2007، من المنظمة في بداية العام الجاري، وعزت ذلك إلى خلافات بشأن مستويات الإنتاج. وانسحبت الإكوادور من أوبك في 2020 وقطر في 2019.

كيف تؤثر أوبك على أسعار النفط العالمية؟

تقول أوبك إن صادرات الدول الأعضاء فيها تشكل نحو 49% من صادرات الخام العالمية. وتقدر أن الدول الأعضاء تمتلك نحو 80% من احتياطيات النفط العالمية المؤكدة.

ونظرًا لتمتعها بتلك الحصة السوقية الكبيرة، يمكن أن تؤثر القرارات التي تتخذها أوبك على أسعار النفط العالمية. ويجتمع أعضاؤها بانتظام لتحديد كمية النفط التي سيبيعونها في الأسواق العالمية.

ونتيجة لذلك، تميل أسعار النفط إلى الارتفاع عندما تقرر أوبك خفض الإمدادات نتيجة تراجع الطلب، بينما تتجه الأسعار إلى الانخفاض عندما تقرر المجموعة ضخ المزيد من النفط في السوق.

ويخفض تحالف أوبك بلس الإنتاج حاليًا بمقدار 5.86 مليون برميل يوميًا، بما يوازي نحو 5.7% من الطلب العالمي.

ويشمل الخفض 3.66 ملايين برميل يوميًا من إنتاج الدول الأعضاء في أوبك بلس حتى نهاية 2024. وهناك خفض طوعي إضافي 2.2 مليون برميل يوميًا من بعض الدول الأعضاء ينتهي في نهاية يونيو/ حزيران.

وأفادت مصادر "رويترز" أن الاجتماع الذي سيعقد في الثاني من يونيو لمنظمة أوبك بلس، قد يشهد اتخاذ تلك الدول قرارًا بتمديد الخفض الطوعي لعدة أشهر.

وتقود السعودية الخفض الطوعي إذ تقلص إنتاجها بواقع مليون برميل يومًيا.

وعلى الرغم من تلك التخفيضات القوية في الإنتاج، يجري تداول خام برنت قرب أقل مستوى للأسعار لهذا العام عند 81 دولارًا للبرميل انخفاضًا من ذروة بلغها في أبريل/ نيسان عندما سجل 91 دولارًا. وجاء هذا التراجع بضغط من صعود الأسهم ومخاوف بشأن نمو الطلب العالمي على الخام.

كيف تؤثر قرارات أوبك على الاقتصاد العالمي؟

كان لبعض قرارات خفض الإنتاج آثار كبيرة على الاقتصاد العالمي، فخلال حرب 1973، فرضت الدول العربية الأعضاء في أوبك حظرًا على شحنات النفط إلى الولايات المتحدة، ردًا على دعمها للجيش الإسرائيلي، وشمل القرار دولًا أخرى دعمت إسرائيل. وشمل الحظر الصادرات البترولية لتلك الدول وأدى لخفض الإنتاج.

وضغط الحظر على الاقتصاد الأميركي الذي كان يعاني بالفعل ويعتمد وقتها على النفط المستورد. وقفزت أسعار النفط مما تسبب في ارتفاع تكلفة الوقود للمستهلكين ونقصه في الولايات المتحدة. كما دفع الحظر الولايات المتحدة ودولًا أخرى إلى شفا ركود عالمي.

وخلال عمليات الإغلاق المتعلقة بجائحة كورونا في أنحاء العالم عام 2020، تراجعت بقوة أسعار النفط الخام. وعلى إثر ذلك، خفضت أوبك بلس إنتاج النفط بنحو 10 ملايين برميل يوميًا، وهو ما يعادل 10% تقريبًا من الإنتاج العالمي في مسعى لدعم الأسعار.

وأسعار البنزين مسألة سياسية مهمة في الولايات المتحدة التي تجرى فيها انتخابات رئاسية هذا العام، مما دفع واشنطن لأن تطالب مرارا أوبك بلس بزيادة الإنتاج.

وتقول أوبك إن مهمتها هي تنظيم العرض والطلب أكثر من مسألة الأسعار. وتعتمد الدول الأعضاء في المنظمة بقوة على إيرادات النفط. ووفقًا لتقديرات متعددة استندت الموازنة السعودية على سعر نفط يتراوح بين 90 و100 دولار للبرميل.

معضلة الطاقة الإنتاجية

إضافة إلى مسألة تخفيضات الإنتاج، من المقرر أن يناقش تحالف أوبك بلس الطاقة الإنتاجية للدول الأعضاء هذا العام وهي قضية مثيرة للخلاف منذ فترة طويلة.

وكلف التحالف ثلاث شركات مستقلة هي آي.إتش.إس ووودماك وريستاد لتقييم الطاقة الإنتاجية لكل الدول الأعضاء في أوبك بلس بنهاية يونيو.

وتساعد تقديرات الطاقة الإنتاجية أوبك بلس على تحديد معدلات الإنتاج الأساسية التي يتم إجراء التخفيضات منها.

وتحاول الدول الأعضاء الدفع بتقديرات أعلى للطاقة الإنتاجية بحيث يكون معدل إنتاجها الأساسي أعلى، وبالتالي تكون لها في نهاية المطاف حصص أعلى من الإنتاج بعد تطبيق الخفض بما يعني بالضرورة إيرادات أكبر.

وتأتي الحاجة لتحديد حصص جديدة في وقت تزيد فيه دول في المنظمة مثل الإمارات والعراق طاقتها الإنتاجية بينما تقلص السعودية، أكبر منتج في أوبك، تعزيز طاقتها الإنتاجية.

أما روسيا العضو في أوبك بلس فقد شهدت تقليصًا بشكل عملي لطاقتها الإنتاجية بسبب الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية.

الدول الأعضاء في أوبك وأوبك بلس؟

الدول الأعضاء حاليًا في أوبك هي: السعودية والإمارات والكويت والعراق وإيران والجزائر وليبيا ونيجيريا والكونغو وغينيا الاستوائية والغابون وفنزويلا.

أما الدول المشاركة في تحالف أوبك بلس وليست من أعضاء أوبك فهي روسيا وأذربيجان وكازاخستان والبحرين وبروناي وماليزيا والمكسيك وسلطنة عمان وجنوب السودان والسودان.

المصادر:
رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close