الإثنين 13 مايو / مايو 2024

"تحت وطأة الحرب".. كيف يحيي مسلمو أوكرانيا شهر رمضان؟

"تحت وطأة الحرب".. كيف يحيي مسلمو أوكرانيا شهر رمضان؟

Changed

تقرير لـ "العربي" عام 2021 يعرض أبرز تقاليد الأوكرانيين خلال شهر رمضان (الصورة: غيتي)
يُعد الإسلام الديانة الثانية في أوكرانيا، حيث يقارب عدد المسلمين في البلاد المليون شخص. ويشكّل التتار أكبر جماعة عرقية مسلمة في البلاد.

حلّ رمضان هذا العام في وجه لم يألفه مسلمو أوكرانيا. فالشهر الكريم أتى مصحوبًا بأصوات المدافع، لكن ليس مدفع الإفطار هذه المرة.

وعلى عجل يفطر مسلمو أوكرانيا، ويؤدون فرضهم داخل مسجد في العاصمة كييف، ويحاولون ممارسة حياة طبيعية قبل العودة إلى جبهات القتال.

وفي هذا الإطار، يقول أحد رجال الدين في كييف: "كان هناك قتال عنيف وانفجارات كبيرة لكنها هدأت الآن، ولكن دعونا نعتبر ذلك نعمة من الله، نعمة رمضان علينا".

ولا يبدو الوضع أفضل في أوديسا المدينة الساحلية جنوب البلاد، فقد فرض الحصار صيامه الخاص على السكان.

وجاء رمضان ثقيلًا على من شُرد من منزله أو فقد أحد أحبابه، حاملًا معه معاناة جديدة ومخاوف من خطر لم يعهده الناس.

الإسلام في أوكرانيا

ويُعد الإسلام الديانة الثانية في أوكرانيا، حيث يقارب عدد المسلمين في البلاد المليون شخص. ويشكّل التتار أكبر جماعة عرقية مسلمة في البلاد، واعتُرف بهم رسميًا بوصفهم مجموعة من السكان الأصليين عام 2014. 

وف يما يخصّ عادات المسلمين من الأوكرانيين في الشهر المبارك، درج أن تُسند مهمة الطبخ إلى الرجال فترتاح النساء طيلة رمضان من هذه المهمة.

وذاك تقليد متوارث لدى مسلمي التتار، الذين يجتمعون أيضًا مع مسلمي الأوزبك على تقليد طهو الطعام في الهواء الطلق، في ما يُشبه الدعوة المفتوحة للجيران والمارة للانضمام إليهم ومشاركتهم وجبة الإفطار.  

وبالنسبة للمسلمين الأجانب ـ لا سيما العرب منهم، والذين قدموا إلى البلاد لأغراض مختلفة، على غرار الدراسة أو العمل، فإن مطاعم في أوكرانيا اعتادت أن تقدّم لهم خلال رمضان أطباقًا عربية تحمل بعضًا من أجواء بلدانهم الأم. 

ودرج أن تشمل لوائح الطعام تلك أطباقًا مالحة وأخرى حلوة، ومشروبات رمضانية مختلفة، إلى جانب القهوة.

دور المسلمين في الحرب

وكان انخراط المسلمين من الأوكرانيين في الحرب الدائرة رحاها في بلادهم، قد عكسه "رمزيًا" اختيار مفتي البلاد سعيد إسماعيلوف "نزع عمامته وارتداء زيّ الحرب"، لصدّ الهجوم العسكري الروسي على بلاده.

فقد انضمّ الرجل الذي ينحدر من عرقية التتار، منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب إلى قوات "الدفاع الإقليمي"، للتدرّب على حمل السلاح واستخدامه في وجه القوات الروسية أثناء هجومها.

وشدد المفتي على أن "الحرب الروسية ضدّ أوكرانيا ستقتلنا وتقتل شعبنا كما ستدمّر دولتنا وحريتنا"، مشيرًا إلى أن قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "تقتل المدنيين والنساء والأطفال وتدمر المنازل".

وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا هجومًا عسكريًا على أوكرانيا، تبعته ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتستقبل بولندا وحدها أكثر من نصف عدد اللاجئين الذين فروا من أوكرانيا منذ بدء الهجوم، أي حوالي 6 من كل عشرة لاجئين.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close