الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

تركيا تشيع ضحايا الهجوم.. أبعاد وتوقيت تفجير إسطنبول

تركيا تشيع ضحايا الهجوم.. أبعاد وتوقيت تفجير إسطنبول

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تلقي الضوء على خلفيات وأبعاد تفجير إسطنبول (الصورة: غيتي)
توعد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو بالرد على الهجوم الإرهابي القاتل، مؤكدًا مواصلة بلاده الحرب على الإرهاب.

شيّعت تركيا، اليوم الإثنين، ضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف منطقة تقسيم في إسطنبول أمس الأحد، والذي راح ضحيته 6 قتلى وما يقارب الـ 80 جريحًا بينهم اثنان في حالة حرجة.

وشارك في مراسم تشييع ضحايا تفجير شارع الاستقلال، مسؤولون أتراك وبرلمانيون وممثلون عن حزب العدالة والتنمية، فضلًا عن حضور شعبي كبير.

وكان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، قد أعلن إلقاء القبض على المشتبه بها في زرع القنبلة وسط الشارع المكتظ بالسائحين والعائلات، متهمًا حزب العمال الكردستاني بالوقوف خلف الهجوم.

وصرّح الوزير التركي: "تقييمنا أن الأمر بالهجوم الإرهابي القاتل جاء من عين العرب شمالي سوريا حيث يوجد مقر حزب العمال الكردستاني"، متوعدًا "بالرد على كل المسؤولين عن ذلك" ومواصلة بلاده الحرب على الإرهاب.

في المقابل، نفى حزب العمال الكردستاني ضلوعه بتفجير شارع الاستقلال الذي هزّ تركيا بعد انقطاع الهجمات الإرهابية التي ضربت عدّة مناطق في البلاد سابقًا.

لكن عقب ساعات قليلة من الهجوم، أعلنت قوات الأمن في إسطنبول اعتقالها 22 مشتبهًا بهم، من بينهم المشتبه بها بزرع القنبلة أسفل حوض زهورٍ وسط شارع الاستقلال، والتي تبين لاحقًا خلال التحقيقات أنها تحمل الجنسية السورية كما اعترفت بعلاقتها بوحدات حماية الشعب الكردية، وحزب العمال الكردستاني.

 أبرز الهجمات على تركيا

ويأتي تفجير تقسيم، بعد سلسلة تفجيرات دموية بين عامي 2013 و2017، وفي وقت يبعد عن الانتخابات التركية أقل من 8 أشهر، وفي منطقة سياحية يقصدها الملايين من الزوار للاستمتاع والتبضع.

وأعاد هجوم أمس إلى الذاكرة، سلسلة من الهجمات التي أصابت مدنًا تركية عديدة، ومن أبرزها هجوم الريحانية في مايو/ أيار 2013 والذي أودى بحياة 53 شخصًا بتفجير سيارتين مفخختين أمام مبنى البلدية، وحينها اتهمت أنقرة نظام بشار الأسد.

أما الهجوم الأعنف، فهو الذي ضرب العاصمة أنقرة بتفجيرين قرب محطة القطار المركزية في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2016، حيث أسفر عن سقوط 103 قتلى وإصابة أكثر من 500 آخرين.

واستهدف هذا التفجير المزدوج الذي نفذ إحداها انتحاري، مسيرةً لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي والتي كانت تندد بالقتال المستمر بين الأكراد والجيش.

وفي شهر يناير/ كانون الثاني من العام نفسه، ومع تصاعد تهديدات تنظيم "الدولة" تجاه تركيا، قضى 10 أشخاص غالبيتهم من الألمان في استهداف منطقة السلطان أحمد.

فقد فجر انتحاري سوري يتبع التنظيم، نفسه في ساحة المسجد الواقع في إحدى أهم المناطق السياحية في إسطنبول.

كما تلقت أنقرة هجومًا آخر، في شهر فبراير/ شباط عام 2016 أسفر عن مقتل 28 شخصًا وإصابة أكثر من 340 آخرين، وحصل ذلك بتفجير سيارة مفخخة قرب موقف الحافلات الرئيس بالعاصمة.

وآنذاك، حملت السلطات التركية حزب العمال الكردستاني مسؤولية الهجوم الإرهابي.

ويبقى أحد أصعب الضربات التي وجهها تنظيم "الدولة" لتركيا، في شهر يونيو/ حزيران عام 2016، حيث نفذ هجمات على مطار أتاتورك سقط خلالها 46 قتيلًا وأصيب أكثر من 160 آخرين.

وقتها، نفّذت العملية على 3 مراحل أولها إطلاق نار عند مدخل المطار، ثم قيام انتحاريين بتفجير نفسيهما عند صالة الوصول.

في حين أسفر هجوم الملهى الليلي في الأول من يناير عام 2017 في منطقة بشكتاش، الذي وقف خلفه تنظيم "الدولة" أيضًا، عن مقتل 39 شخصًا وجرح أكثر من 65، بعد قيام مسلح أوزباكستاني بإطلاق النار بواسطة سلاح رشاش على الساهرين.

توقيت عودة الاختراق الأمني

ومن إسطنبول، يتحدث أستاذ العلاقات الدولية سمير صالحة عن أن الحرب التي تشنها تركيا على المجموعات الإرهابية تستهدف بشكل أكبر اليوم حزب العمال الكردستاني وفروعه في شمال شرق سوريا، إلى جانب تنظيم "الدولة" والجماعات التي خرجت عنها.

ويردف في حديث مع "العربي": طيلة فترة السنوات الـ 6 الأخيرة لم نشهد أعمالًا إرهابية بهذا الثقل والنوع، ويبدو أن تفجير أمس كان يتطلع إلى سقوط أكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى.. إلا أن شارع الاستقلال مراقب بشكل جيد من قبل قوات الأمن التركية التي ضيقت الخناق على خطة الإرهابيين.

وعن أبعاد استهداف منطقة تقسيم تحديدًا في ظل الأوضاع الاقتصادية المضطربة التي تعصف بتركيا، يرى صالحة أن هدف منفذي الهجوم لم يكن فقط القيام بعمل إرهابي لإيقاع قتلى وجرحى، فمن بين أهدافهم برأيه المساس بالاقتصاد التركي والموسم السياحي في البلاد، وشنّ حرب نفسية ضد المدن.

رغم ذلك، لحظ أستاذ العلاقات الدولية أن ردّ السلطات الأمنية التركية بهذه السرعة أفشل خطط اللعب بورقة الإضرار بالسياحة والاقتصاد التركي، وأكبر دليل على ذلك كان عودة الحركة بشكل طبيعي تقريبًا إلى شارع الاستقلال بعد أقل من 24 ساعة على التفجير، على حدّ قوله.

ويضيف صالحة: "هذا يعني أن المواطن التركي لن يقبل إطلاقًا بالاستسلام والتنازل للمخططات الإرهابية من هذا النوع".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close