الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

تركيا متمسكة بموقفها.. بايدن يبحث مع فنلندا والسويد الانضمام إلى الناتو

تركيا متمسكة بموقفها.. بايدن يبحث مع فنلندا والسويد الانضمام إلى الناتو

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش المخاوف الروسية من انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو (الصورة: غيتي)
صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "أبلغنا أصدقاءنا برفضنا انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ونتمسك بهذا الموقف".

يجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيسة وزراء السويد والرئيس الفنلندي اليوم الخميس، بعد أن تخلى البلدان عن حيادهما طويل الأمد، وتحركا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ردًا على الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وتقدمت فنلندا والسويد، أمس الأربعاء، رسميًا بطلب العضوية إلى حلف شمال الأطلسي، ويستغرق الانضمام إلى الناتو أشهرًا عدة، إذ يتطلب مصادقة برلمانية من أعضاء الحلف الثلاثين، فيما توقعت السويد أن تستغرق العملية عامًا كحد أقصى.

ومنذ بداية الحرب الأوكرانية، ارتفع في السويد وفنلندا عدد مؤيدي الانضمام إلى الحلف الأطلسي بشكل كبير، وقد قرر البلدان الالتحاق بالناتو لمواجهة قدرة روسيا على مهاجمة أحد جيرانها عسكريًا.

وقبل ساعات من أول جولة يقوم بها في آسيا منذ توليه منصبه، سيجتمع بايدن مع رئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسون والرئيس الفنلندي سولي نينيستو في البيت الأبيض لمناقشة طلبيهما الانضمام إلى الحلف الأطلسي.

معالجة مخاوف تركيا

من جهته، قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض: "هذا حدث تاريخي، لحظة فاصلة في الأمن الأوروبي. دولتان تلتزمان الحياد منذ زمن بعيد ستنضمان إلى أقوى حلف دفاعي في العالم".

وأثارت تركيا تساؤلات بخصوص ضم فنلندا والسويد للحلف، مطالبة السويد بوقف دعمها للمسلحين الأكراد الذين تعتبرهم جماعة إرهابية، كما طالبت البلدين برفع الحظر على بعض مبيعات الأسلحة لتركيا.

وفي هذا الإطار، قال سوليفان للصحافيين أمس الأربعاء إن المسؤولين الأميركيين واثقون من إمكانية معالجة مخاوف تركيا. وتلزم موافقة جميع أعضاء الحلف الثلاثين على انضمام أي عضو جديد.

ويأتي اجتماع بايدن في وقت يسعى فيه إلى الحصول على موافقة الكونغرس الأميركي على تقديم 40 مليار دولار مساعدة لأوكرانيا لتوفير الأسلحة والمساعدات الإنسانية لها حتى سبتمبر/ أيلول.

وكان بايدن أكد الأربعاء أن بلاده ستعمل مع فنلندا والسويد لمواجهة أي تهديدات لأمنهما المشترك خلال نظر منحهما عضوية حلف شمال الأطلسي.

وأضاف بايدن في بيان، أنه يدعم بقوة طلبي فنلندا والسويد الانضمام للحلف، قائلًا إن ذلك "سيعزز تعاوننا الدفاعي ويفيد كل التحالف عبر الأطلسي".

سياسة التوازن

وعلى المقلب الآخر، كرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي.

وفي تصريحات أدلى بها خلال لقاء مع عدد من الشباب التركي في مكتبة الأمة بالعاصمة أنقرة، قال الرئيس التركي: "أبلغنا أصدقاءنا برفضنا انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ونتمسك بهذا الموقف".

وأوضح أردوغان أن بلاده تنتهج سياسة التوازن في علاقاتها مع روسيا وأوكرانيا، "ولا ننوي قطع الروابط مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أو (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي هدد بعرقلة انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، حض الأربعاء دول الحلف على "احترام" مخاوف أنقرة إزاء انضمام هذين البلدين اللذين تتهمهما تركيا بتقديم ملاذ "لإرهابيي حزب العمال الكردستاني".

ومنذ الجمعة، عبر الرئيس التركي عن معارضته توسيع حلف شمال الأطلسي ليشمل هذين البلدين، ويكرر موقفه هذا رغم تصريحات مهدئة صدرت عن أوساطه.

"محادثات إيجابية"

وعقب لقائه نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في نيويورك أمس الأربعاء، وصف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الاجتماع بأنّه "إيجابي للغاية".

وتطرّق الوزيران في محادثاتهما إلى ملف انضمام السويد وفنلندا إلى "الناتو"، والتهديدات التي أطلقتها أنقرة بمنع البلدين الإسكندينافيين من نيل عضوية التحالف العسكري الذي لا يمكن توسيعه إلا بإجماع أعضائه ومن بينهم تركيا.

وقال تشاووش أوغلو: إنّ "بلينكن أكد أنّ الولايات المتحدة ستنقل الرسائل الضرورية لتبديد مخاوف تركيا" بشأن هذا الموضوع.

وشدد تشاووش أوغلو على أنه "من غير المقبول أن يدعم حلفاء، أو أولئك الذين يريدون الانضمام إلى التحالف، منظمات إرهابية تستهدفنا".

وأضاف: "من غير المقبول أيضًا أن يفرضوا قيودًا على بيع أسلحة لحليف".

"القلق الروسي"

من جهته، أوضح الباحث المتخصص في الشؤون السياسية جو معكرون أن القلق الروسي ليس نابعًا من انضمام السويد وفنلندا للناتو، بقدر ما يقلقها نشر الصواريخ الدفاعية الإستراتيجية على الحدود معها.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة الفرنسية باريس، أن الحرب الروسية على أوكرانيا كان لها تداعياتها العكسية، لافتًا إلى أن فنلندا التي حافظت على حيادها لعقود بدأت تستشعر بالخطر الإستراتيجي، وتطالب بالانضمام إلى الناتو.

ولفت معكرون إلى أنّ عملية الانضمام قد تستغرق عامًا كاملًا، لكنها قد تحدث قبل ذلك، إن حدث تغير في الموقف التركي، أو في حال ضغطت الولايات المتحدة أكثر في هذا الاتجاه.

واستبعد أن تفتح روسيا معركة أخرى بسبب صعوبة الحرب في أوكرانيا، مضيفًا أن على روسيا أن تغير خطابها لطمأنة بعض الدول مثل فنلندا والسويد.

وحول الموقف التركي، لفت إلى أن الرئيس أردوغان يحاول أن يقايض من خلال موقفه للحصول على بعض الأمور من أميركا والدول المعنية السويد وفنلندا، ولا سيما بما يتعلق بدعم الأكراد.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close