الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

تشاؤم بعد التفاؤل.. هل يشعل ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل الحرب؟

تشاؤم بعد التفاؤل.. هل يشعل ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل الحرب؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تسلط الضوء على تطورات مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، وتناقش حدود المواجهة والتصعيد (الصورة: غيتي)
بعد حديث عن قرب توقيع الاتفاق، عاد التشكيك بإمكان انتهاء ترسيم الحدود البحرية إلى الواجهة بعد رفض إسرائيل ملاحظات لبنان على مسودة الاتفاق.

بعد ساعات من رفض حكومة يائير لابيد التعديلات التي اقترحها لبنان على مسودة اتفاق الترسيم البحري، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس تعليماته للجيش بالاستعداد لسيناريو "التصعيد" على الحدود الشمالية مع لبنان.

في المقابل، كان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي قال خلال زيارة للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي إن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل يعني تفادي حرب أكيدة، مبديًا تفاؤله من أن الاتفاق على مشارف الإنجاز.

هذا التفاؤل إزاء ملف الترسيم تقاسمه ميقاتي مع عدد كبير من الساسة اللبنانيين.

من جانبه رد كبير المفاوضين اللبنانيين في الملف، نائب رئيس مجلس النواب إلياس أبو صعب على التصريحات الإسرائيلية مشيرًا إلى أن لبنان على اتصال بالوسيط الأميركي في الملف آموس هوكستين لحل القضايا المتبقية مع وصول المفاوضات إلى نقطة حاسمة.

وشدد على أنه لن يتعامل مع التقارير الإعلامية المحملة بتصريحات مسؤولين إسرائيليين رفضوا التعديلات، مصرًا على أن الاتفق أبرم بنسبة 90% لكن العشرة المتبقية هي الحاسمة على حد تعبيره.

وفي حرب التصريحات الإعلامية، تنقل وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي قوله إن لبنان وإسرائيل في مرحلة حاسمة من المفاوضات، لافتًا إلى أن الفجوات تقلصت ومن الممكن التوصل إلى تسوية دائمة.

في غضون ذلك، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الاتفاق يمكن أن يكون قد لفظ أنفاسه الأخيرة.

"تراجع تكتيكي"

وفي هذا الإطار، رأى مدير مركز القدس للدراسات عماد أبو عواد أن الاتفاق الذي كان من الممكن أن يوقع بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية أثار الكثير من الضجة الداخلية في إسرائيل.

وأوضح في حديث إلى "العربي" من رام الله أن "اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو ضغط على حكومة لابيد بكل قوته واستطاع إظهار أن هذه الحكومة تبيع أمن إسرائيل وأنها خضعت لحزب الله ولكل الإملاءات الخارجية".

كما تحدث عن توجه لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية من أجل الاعتراض على هذا الاتفاق كونه اتفاقا إستراتيجيا هاما وسياديا ولا يجب أن يكون في ظل حكومة انتقالية.

أبو عواد أشار إلى أن هذه العوامل وضعت لابيد في الزاوية خاصة بعد تهديدات من شريكه في الائتلاف الحكومي نفتالي بينيت الذي ألمح إلى إمكانية وضع فيتو على الاتفاق.

وشدد أبو عواد على أن هذا الأمر دفع الحكومة إلى البحث عن زاوية تمكنها من التراجع عن الاتفاق، إلا أنه اعتبر أن هذا التراجع تكتيكي وليس إستراتيجيًا، بمعنى أن الحكومة الحالية تريد أن تستغل الوقت حتى الانتخابات من أجل عدم تسجيل نقاط عليها، وأن تزيح هذا الملف جانبًا في ظل استغلاله من قبل المعارضة.

ما هي الملاحظات اللبنانية على الاتفاق؟

بدوره، لفت الكاتب الصحافي إبراهيم حيدر إلى أن الموقف اللبناني العام الذي سجل اليوم بعد المعلومات عن رفض الإسرائيليين للتعديلات اللبنانية على الاتفاق؛ توحي وكأن هناك قناعة بأن موقف تل أبيب على علاقة بالانتخابات وأنه محاولة لتحسين الشروط في الاتفاق واستثماره في هذه الانتخابات.

وأشار في حديث إلى "العربي" من بيروت إلى أن الاتفاق قطع نسبة 90% إلى الإنجاز، بحسب ما أكد المسؤولون اللبنانيون، لافتًا إلى أن نسبة الـ10% المتبقية مهمة جدًا لأنها الغطاء النهائي للاتفاق الذي من الممكن توقيعه خلال الفترة المقبلة.

وشرح أن الملاحظات اللبنانية متعلقة بشكل رئيسي بالترتيبات الأمنية ورفض المنطقة الأمنية الإسرائيلية ورفض خط العوامات الذي وضعته إسرائيل على الخط البحري بعد انسحابها من جنوب لبنان عام 2000 .

وأوضح أن الملاحظات اللبنانية على مسودة الاتفاق تتطرق أيضًا لموضوع الحفر وموضوع السيادة اللبنانية على تحريك سفن التصدير وسفن الحفر، ورفض أي تدخل إسرائيلي في هذا السياق.

وتحدث أيضًا عن ملاحظات تقنية لبنانية أخرى على مسودة هذا الاتفاق.

التأخير لا يؤثر على الاتفاق

مدير مركز التحليل السياسي في معهد هادسون ريتشارد ويتز أكد أن الولايات المتحدة ترغب في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان حول ترسيم الحدود البحرية.

واعتبر لـ"العربي" من واشنطن أن التأخير في هذا الاتفاق لبضعة أسابيع أو شهور لن يؤثر عليه من وجهة النظر الأميركية.

وقال إن واشنطن لن تضغط على الحكومة الإسرائيلية في هذا الشأن قبيل الانتخابات، الأمر الذي قد ينعكس بشكل سلبي على الانتخابات الأميركية.

وأضاف أن الرئيس الأميركي جو بايدن يفضل الانتظار إلى نهاية الانتخابات الأميركية وربما إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية للبت في هذا الملف.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close