الخميس 16 مايو / مايو 2024

تصاعد الأزمة في إسرائيل.. ماذا بعد تعليق نتنياهو مشروع التعديل القضائي؟

تصاعد الأزمة في إسرائيل.. ماذا بعد تعليق نتنياهو مشروع التعديل القضائي؟

Changed

حلقة من "للخبر بقية" تلقي الضوء على تداعيات قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تعليق مشروع التعديلات القضائية (الصورة: رويترز)
في الوقت الذي ضرب الشقاق الائتلاف الحكومي، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش رفع حالة التأهب وزاد التعزيزات بعد فقدان السيطرة وسط عصيان في صفوفه.

تتصاعد حالة الغليان في الشارع الإسرائيلي، مع تدحرج الفريق الحكومي الأشد تطرفًا في التاريخ بقيادة بنيامين نتنياهو نحو فقدان السيطرة.

فقد ضاعفت الاحتجاجات الضغوط على الحكومة، مما أدى إلى تأجيل التعديلات القضائية المثيرة للانقسام، بعد لحاق الجامعات ومرافق عامة وتجارية وحتى السفارات في الخارج بالإضراب.

انشقاقات حكومية

انصاع نتنياهو في النهاية وأصر على التعديلات لكنه قرر تأجيل القراءتين الثانية والثالثة لمشروع القانون.

وكانت أكبر المظاهرات في تل أبيب تلك التي دعت إليها منظمة الاحتجاجات على التعديلات القضائية أمام مبنى الكنيست، والتي تأتي بعد ساعات فقط من إغلاق المتظاهرين طرقًا رئيسية.

وتجمع الآلاف أيضًا أمام منزل نتنياهو مطالبين باستقالته، لتدور اشتباكات مع القوات الأمنية، حيث استقدمت خراطيم المياه لتفريقهم وتدخل عناصر الشاباك لنقل نتنياهو وأسرته لمكان آمن.

وفي الوقت الذي ضرب الشقاق الائتلاف الحكومي، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش رفع حالة التأهب وزاد التعزيزات بعد فقدان السيطرة داخل إسرائيل وسط عصيان في صفوفه.

إصرار المعارضة

وتعمل هيئة الأركان على الاجتماع لدراسة تداعيات الموقف المتأزم، في حين قال القنصل الإسرائيلي في نيويورك، إنه قدّم استقالته احتجاجًا على إقالة نتنياهو وزير الأمن في حكومته.

كما عبّرت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد من الوضع في تل أبيب، داعية إلى إيجاد تسوية على حد وصفها.

وعلى ضوء ما تتناقله وسائل إعلام عبرية من أن نتنياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير اتفقا على تأجيل التعديلات القضائية، ورغم قرار رئيس الحكومة المضي في التعديلات، تتجه الأنظار إلى الشارع.

فيتجهز أنصار التعديلات للتظاهر في تل أبيب والقدس، وسط مخاطر من مواجهات مع المعارضة المصرة على مطالبها.

إجازة الأعياد اليهودية

في هذا السياق، يرى المؤرخ والباحث في الشأن الإسرائيلي جوني منصور أن "نتنياهو يحاول الإظهار بأن الأزمة كبيرة، وأنه رغم تمسكه بالمضي قدمًا في التعديل القضائي، إلا أنه مستعد لتعليق القرار لفترة زمنية محدودة".

ويشير منصور، في حديث إلى "العربي" من حيفا، إلى أن "نتنياهو يشدد في كلامه على أنه لم يلغِ التعديلات بل علّقها لفترة محدودة".

ويوضح الباحث الفلسطيني أن "الكنيست سيعود بعد العطلة اليهودية للدورة الصيفية وسيعود نتنياهو لطرح مشروعه بعد التفاوض مع الأطراف الأخرى".

ويقول: "نتنياهو لم يتنازل عن مشروع التعديل القضائي، وهو متمسك به رغم كل الأصوات المعارضة، وهو يعطي فقط إجازة ليعود ويتابع المشروع في ما بعد".

ميليشيا الحرس القومي

من جهتها، توضح مديرة مركز "مدار" للدراسات الإسرائيلية هنيدة غانم أنه "بالنظر إلى الشعارات المرفوعة، فإن الصراع الموجود حاليًا هو إسرائيلي داخلي حول المشروع الصهيوني".

وتشير غانم، في حديث إلى "العربي" من رام الله، إلى أن "للصراع عمقا مرتبطا بالتصدعات الداخلية والصراعات الموجودة في الفئة المؤسسة للمشروع الصهيوني".

وتقول: "في حال تعطّل المشروع ستكون المعارضة هي المستفيدة الأولى، وفي كل الحالات سيدفع الفلسطينيون الثمن".

وتشير غانم إلى أن "الاتفاق بين بن غفير ونتنياهو على التأجيل قائم على السماح لوزير الأمن القومي بإنشاء ميليشيا الحرس القومي، وهي فرقة مسلحة تتكون من متطرفين وهدفها مواجهة الفلسطينيين".

وتضيف: "بن غفير يؤسس جيشًا خاصًا لمواجهة الفلسطينيين، ولن يكون موجهًا ضد الإسرائيليين، وهذا ثمن التجميد المؤقت".

الموقف الأميركي

بدورها، توضح الباحثة في العلاقات الدولية لوري واتكينز أن "الولايات المتحدة قلقة بشأن التطورات في إسرائيل".

وتشير واتكينز، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن "بايدن حذّر نتنياهو من الوضع الحالي، وطالبه بالاستماع إلى شعبه".

وتقول: "ما نراه اليوم في إسرائيل هو تظاهرات وإغلاق للطرقات والجامعات، لذلك ما هو واضح هو أن الجميع يرفض التعديلات القضائية".

وتضيف: "الحكومة الإسرائيلية ترفض القيام بمسؤوليتها وهذا مرفوض وغير مسبوق".

وتتابع قائلة: "90 عضوًا من الحزب الديمقراطي في الكونغرس حثوا بايدن على إجراء محادثات جدية مع نتنياهو، وإبلاغه بأن واشنطن ترفض إجراءاته".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close