الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

تصعيد صيني في مضيق تايوان.. بيلوسي: لن نسمح بعزل تايبيه

تصعيد صيني في مضيق تايوان.. بيلوسي: لن نسمح بعزل تايبيه

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش دلالات تصعيد الصين لقدراتها العسكرية قرب مضيق تايوان (الصورة: غيتي)
أوضحت بيلوسي أن جولتها التي دفعت الصين إلى إجراء تدريبات عسكرية لا تهدف إلى تغيير الوضع القائم في تايوان، مشددة على أنها لن تسمح بعزل تايبيه.

أعلنت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الجمعة، أن الولايات المتحدة "لن تسمح" للصين بعزل تايوان، وذلك بعد زيارة إلى هذه الجزيرة أثارت غضب بكين.

وعلى الرغم من التحذيرات الحازمة من جانب بكين، زارت رئيسة مجلس النواب الأميركي التي تنتقد الصين بشدة، الجزيرة الثلاثاء والأربعاء وبدأت الخميس زيارة إلى اليابان، المحطة الأخيرة في جولتها الآسيوية.

وتعتبر بكين مبادرة بيلوسي، أعلى مسؤول أميركي منتخب يزور تايبيه منذ 25 عامًا، استفزازًا ونقضًا للوعود التي قطعتها الولايات المتحدة للصين.

وتعتبر الصين الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي ويبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة جزءًا لا يتجزأ من أراضيها. وقد ردت على الزيارة بتدريبات عسكرية الخميس واسعة غير مسبوقة حول الجزيرة، لا سيما بإطلاق صواريخ بالستية كان يمكن أن يسقط بعضها في المنطقة.

"عزل تايوان"

وقالت بيلوسي خلال زيارتها الأولى لليابان منذ 2015: إن "الصينيين قاموا بعمليات إطلاق النار هذه ربما بحجة زيارتنا على الأرجح".

وأضافت المسؤولة الأميركية في مؤتمر صحافي في طوكيو الجمعة أنهم "حاولوا عزل تايوان"، مشيرة إلى أن بكين رفضت في الربيع دعوة الولايات المتحدة للسماح بمشاركة تايوان في الاجتماع السنوي لمنظمة الصحة العالمية.

وأضافت: "لن يعزلوا تايوان عبر منعنا من الذهاب إلى هناك. قمنا بزيارات على مستوى عال، ولن نسمح لهم بعزل تايوان". وشددت على أنهم "لا يملكون قرار تحديد تحركاتنا".

وتابعت بيلوسي: "قلنا منذ البداية" إن هذه الجولة "لا تهدف إلى تغيير الوضع القائم هنا في آسيا، أو تغيير الوضع القائم في تايوان".

ومنذ 1979 تعترف واشنطن بحكومة صينية واحدة فقط هي حكومة بكين، بينما تواصل تقديم الدعم للسلطات التايوانية، لا سيما عبر مبيعات كميات كبيرة من الأسلحة.

وأوضحت بيلوسي أن هذه الزيارة "تتعلق بقانون العلاقات مع تايوان" الذي صوت عليه الكونغرس في 1979 ويحكم العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان، وكذلك "بالسياسة بين الولايات المتحدة والصين وبكل التشريعات والاتفاقات التي أرست طبيعة علاقتنا".

وأضافت أن "الأمر يتعلق بالاحتفاء بتايوان لما هي عليه من ديموقراطية عظيمة مع اقتصاد مزدهر ومع احترام لكل سكانها"، وبـ"إحلال السلام في مضيق تايوان وبجعل الوضع القائم يسود".

وحول العلاقات الصينية الأميركية، قالت بيلوسي إن "الولايات المتحدة لم تعبر عن موقفها بشأن حقوق الإنسان في الصين بسبب مصالحنا التجارية، فسنخسر كل سلطة معنوية للتحدث عن حقوق الإنسان في أي مكان في العالم".

"مشكلة خطرة تؤثر بأمننا القومي"

من جهته، ندد رئيس الوزراء الياباني الجمعة بإطلاق الصين، خلال مناورات عسكرية حول تايوان، صواريخ بالستية تعتقد طوكيو أن خمسة منها سقطت في منطقتها الاقتصادية الخالصة.

وقال فوميو كيشيدا للصحافة بعد لقائه رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي: إطلاق الصواريخ يمثل "مشكلة خطرة تؤثر في أمننا القومي وسلامة مواطنينا".

وأضاف: "تصرفات الصين هذه المرة لها تأثير خطير على السلام والاستقرار في منطقتنا وعلى المجتمع الدولي. دعونا إلى الإلغاء الفوري للمناورات العسكرية".

وذكر كيشيدا أنه ناقش مع بيلوسي القضايا الجيوسياسية بما في ذلك مسائل متعلقة بكوريا الشمالية والصين وروسيا، إضافة إلى الجهود المبذولة من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية.

بدوره، صرح رئيس وزراء تايوان سو تسينع تشانع اليوم الجمعة بأن "الجارة الشريرة" للجزيرة تستعرض قوتها "عند بابنا"، في إشارة إلى التدريبات العسكرية التي تجريها الصين حول تايوان هذا الأسبوع.

وأضاف سو للصحفيين في تايبه، ردًا على سؤال بشأن إطلاق الصين صواريخ: إنها تدمر بتعسف الممر المائي الأكثر استخدامًا في العالم من خلال التدريبات العسكرية.

وتابع قائلًا إن دول الجوار والعالم يدينون تصرفات الصين.

صواريخ صينية فوق تايوان

في غضون ذلك، حلقت صواريخ صينية فوق تايوان خلال التدريبات العسكرية الأخيرة التي تجريها بكين حول الجزيرة ردًا على زيارة بيلوسي، كما ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية الجمعة.

ولم تؤكد بكين رسميًا حتى الآن ما إذا كانت الصواريخ قد حلقت فوق الجزيرة أثناء التدريبات، بينما رفضت تايبيه تأكيد أو نفي ذلك لأسباب تتعلق بالاستخبارات.

لكن وزارة الدفاع اليابانية قالت إن من بين تسعة صواريخ رصدتها "يعتقد أن أربعة صواريخ حلقت فوق جزيرة تايوان الرئيسية".

من جانبه، قال مينغ شيانغتشينغ الأستاذ في جامعة الدفاع الوطني الصينية التابعة للجيش لقناة التلفزيون الحكومية "سي سي تي في": إن "تدريباتنا شملت هذه المرة اختبارات لإطلاق ذخيرة حية وهذه هي المرة الأولى التي تعبر فيها جزيرة تايوان"، مشيدًا بقدرات بكين.

تجري الصين تدريبات عسكرية ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي
تجري الصين تدريبات عسكرية ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان - غيتي

وأضاف أنها مرت عبر مجال جوي يتم فيه نشر صواريخ باتريوت بكثافة، وهو نظام صاروخي أرض-جو يفترض أن يشكل دفاعًا حاسمًا ضد الطائرات الحربية الصينية.

وقال مينغ إن التدريبات الأخيرة مثلت أيضًا أقرب مناورات لجيش التحرير الشعبي من الجزيرة وتطويقها للمرة الأولى وإقامة ميدان للرماية في شرق تايوان.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الجيش "أطلق أكثر من مئة طائرة حربية بينها مقاتلات وقاذفات قنابل" خلال التدريبات، بالإضافة إلى "أكثر من عشر مدمرات وفرقاطات".

"طائرات وسفن حربية صينية" عبرت "الخط الأوسط"

وفي سياق متصل، أعلن الجيش التايواني أن "طائرات وسفنًا حربية صينية" عبرت "الخط الأوسط" لمضيق تايوان الجمعة، مؤكدًا أن المناورات التي تجريها بكين ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي "استفزازية للغاية".

وذكرت وزارة الدفاع التايوانية في بيان، أنه "اعتبارًا من الساعة الحادية عشرة صباحًا، أجرت مجموعات عدة من طائرات حربية وسفن حربية صينية تدريبات حول مضيق تايوان وعبرت الخط الأوسط للمضيق".

وأضافت أن "هذه التدريبات العسكرية الصينية سواء كانت إطلاق صواريخ بالستية أو عبورًا متعمدًا للخط الأوسط للمضيق، هي عمل استفزازي للغاية".

والخط الأوسط هو حدود غير رسمية لكن يتم الالتزام بها إلى حد كبير وتمتد على طول منتصف المضيق الفاصل بين تايوان والصين.

ومن النادر أن تعبر طائرات وسفن حربية الخط الأوسط على الرغم من التوغلات الصينية التي أصبحت تتكرر منذ إعلان بكين في 2020 أن الحدود غير الرسمية لم تعد موجودة.

وعبور الخط الأوسط مسألة حساسة لأن مضيق تايوان ضيق ولا يتجاوز عرضه 130 كيلومترًا (81 ميلاً) في أضيق نقطة فيه، وتزيد عمليات التوغل من مخاطر وقوع حوادث عسكرية.

هل تنزلق الأمور نحو مواجهة عسكرية؟

وفي هذا الإطار، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر حسن البراري: إن "الصين تريد أن تبعث برسالة واضحة بأنها مستعدة لتوظيف القوة العسكرية للدفاع عن مصالحها، وهي تُعرف ذلك من خلال "الصين الواحدة"، في حين أن الولايات المتحدة من جانب آخر تلتزم لفظيًا بسياسية الصين الواحدة لكنها تدعم تايوان تجاريًا وأمنيًا".

وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة الأردنية عمّان، أن الصين لا تريد مواجهة عسكرية مع تايوان، يمكن أن تنجر إليها الولايات المتحدة وحلفاؤها، كما أن أميركا لا تريد إعطاء الصين ذريعة لتوظيف القوة العسكرية.

وأوضح أن ما يجري الآن هو محاولة صينية من أجل رسم خطوط حمراء جديدة، حتى يأخذها المجتمع الدولي بعين الاعتبار، وتحديدًا الولايات المتحدة.

وتابع البراري أن الولايات المتحدة والصين لا بد أن يكون بينهما في الوقت الراهن ما يسمى "الخط الأحمر"، من أجل توضيح الأمور، حتى لا تنزلق الأوضاع وتدفع الجانبين إلى مواجهة لا يريدها أي طرف.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close