السبت 9 نوفمبر / November 2024

تصعيد غير مسبوق.. "إكس" تُهدّد بمقاضاة مركز اتهمها بزيادة خطاب الكراهية

تصعيد غير مسبوق.. "إكس" تُهدّد بمقاضاة مركز اتهمها بزيادة خطاب الكراهية

شارك القصة

نافذة إخبارية عن تحوّل "تويتر" إلى منصّة لنشر الأخبار المُضلّلة وخطاب الكراهية (الصورة: أسوشييتد برس)
نشر المركز عدة تقارير تنتقد إدارة ماسك لتطبيق "إكس"، وتوضح بالتفصيل زيادة في خطاب الكراهية، بالإضافة إلى معلومات مضلّلة عن المناخ.

هدّدت شركة "إكس" (تويتر سابقًا)، بمقاضاة مجموعة من الباحثين المستقلّين الذين وثّقوا زيادة في خطاب الكراهية بالتطبيق، منذ استحواذ الملياردير الأميركي إيلون ماسك عليه العام الماضي.

وأرسل محامٍ يُمثّل موقع التواصل الاجتماعي، رسالة إلى مركز مكافحة الكراهية الرقمية (CCDH) في 20 يوليو/ تموز الماضي، مهدّدًا باتخاذ إجراء قانوني بشأن بحث أجرته المنظمة غير الربحية في الكلام الذي يحضّ على الكراهية والإشراف على المحتوى.

وزعمت الرسالة أنّ البحث يهدف إلى "الإضرار بأعمال التطبيق، من خلال إبعاد المعلنين عن المنصة بادعاءات مثيرة".

وماسك هو من دعاة حرية التعبير المطلق، وقد رحّب بعودة المتعصّبين البيض ورافضي نتائج الانتخابات الرئاسية الماضية إلى المنصة. لكنّه أثبت حساسيته تجاه الخطاب النقدي الموجّه إليه أو لشركاته.

"خطاب كراهية ومعلومات مضلّلة"

ومركز مكافحة الكراهية الرقمية (CCDH) هو منظمة غير ربحية، تضمّ مكاتب في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وتنشر بانتظام تقارير عن خطاب الكراهية، أو التطرّف، أو السلوك الضارّ على منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل "إكس"، و"تيك توك"، و"فيسبوك".

ونشر المركز عدة تقارير تنتقد إدارة ماسك للتطبيق، وتوضح بالتفصيل زيادة في خطاب الكراهية ضد السود، و"المتحوّلين جنسيًا"، ومجتمع "الميم"، بالإضافة إلى معلومات مضلّلة عن المناخ منذ شرائه.

وتشير أبحاث المركز إلى أن "تويتر" لا يُعاقب التغريدات المسيئة التي ينشرها مشتركو "تويتر بلو".

وتتوافق هذه النتائج مع نهج المنصّة الجديد الذي يقوم على "حرية التعبير لا الانتشار"، بحيث لا يحذف التغريدات المسيئة، بل يقول إنه يحدّ من انتشارها.

واستشهد خطاب محامي "إكس" بتقرير واحد محدّد صدر في يونيو الماضي، وجد أن النظام الأساسي فشل في إزالة محتوى النازيين الجدد، والمعادين لمجتمع الميم، من المستخدمين المعتمدين الذين انتهكوا قواعد النظام الأساسي.

وشكّك محامي "إكس" أليكس سبيرو في رسالته، بخبرة الباحثين، متهمًا المركز بمحاولة الإضرار بسمعة المنصّة.

كما أشارت الرسالة إلى أنّ المركز تلقّى أموالًا من بعض منافسي "إكس"، على الرغم من أن المركز نشر أيضًا تقارير تنتقد "تيك توك" و"فيسبوك"، ومنصّات أخرى.

اتهامات تلاحق ماسك

وذكر المركز، في بيان، أنّ "تصرّفات إيلون ماسك هي محاولة وقحة لإسكات النقد الصادق، والبحث المستقلّ، على أملٍ يائسٍ في أن يتمكّن من وقف موجة التقارير السلبية وإعادة بناء علاقته مع المعلنين".

كما قال عمران أحمد، المؤسس والرئيس التنفيذي للمركز، لوكالة أسوشييتد برس، إنّ مجموعته لم تتلق أبدًا استجابة مماثلة من أي شركة تكنولوجيا، على الرغم من تاريخ المركز في دراسة العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي وخطاب الكراهية والتطرّف.

"حرب مفتوحة"

وأضاف أّن المستهدفين من انتقادات المركز عادة ما يستجيبون بالدفاع عن عملهم، أو الوعد بمعالجة أي مشاكل تم تحديدها.

وأبدى أحمد قلقه من أنّ استجابة "إكس" لعمل المركز قد يكون لها تأثير مخيف، إذا شعر باحثون آخرون بالخوف من إجراء دراسات عن المنصّة، أو أن تنتهج منصّات أخرى إستراتيجية "إكس" نفسها.

وقال: "هذا تصعيد غير مسبوق من قبل شركة تواصل اجتماعي ضد باحثين مستقلين. لقد أعلن ماسك للتو حربًا مفتوحة. وإذا نجح ماسك في إسكاتنا، فسيأتي دور الباحثين الآخرين تاليًا".

وهذه ليست المرة الأولى التي يردّ فيها ماسك على النقاد.

في العام الماضي، أوقف حسابات العديد من الصحفيين الذين غطوا استحواذه على تويتر. كما علّق حساب مستخدم آخر لتتبّعه طائرة ماسك الخاصة، وهدّد بمقاضاة المستخدم قبل السماح له بالعودة إلى المنصة في ظل قيود معينة.

وفي البداية، وعد ماسك بالسماح بنشر أي خطاب على منصته، وقال: "آمل أن يظل حتى أسوأ منتقديَّ على تويتر، لأن هذا هو ما تعنيه حرية التعبير".

غير أنّ تهديد ماسك الأخير برفع دعوى قضائية ضد المركز، أثار قلق النائب الأميركي آدم شيف، الذي قال في بيان: "بدلًا من مهاجمتهم، يجب عليه (ماسك) مهاجمة المحتوى المزعج بشكل متزايد على تويتر".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أسوشييتد برس
Close