الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

تهميش وانقسامات.. هل ينجح مؤتمر "شرق السودان" بوضع خارطة طريق؟

تهميش وانقسامات.. هل ينجح مؤتمر "شرق السودان" بوضع خارطة طريق؟

Changed

نافذة ضمن "العربي" تسلط الضوء على خلفيات انعقاد مؤتمر شرق السودان ومخرجاته (الصورة: غيتي)
تعد أزمات شرق السودان معضلة حقيقية أمام مكونات السلطة والمجتمع المدني في البلاد حيث يبحث المؤتمر المخصص للإقليم تلك القضايا للخروج بخارطة طريق.

بحث مؤتمر "شرق السودان" الذي انعقد منتصف فبراير/ شباط الجاري في الخرطوم، سبل معالجة أزمات الإقليم عبر خارطة طريق تسعى إلى تحقيق استقرار سياسي وأمني في هذه المنطقة.

ويشكو إقليم شرق السودان من التهميش السياسي، والفقر، وضعف التنمية، رغم أنه يمثل المنفذ البحري الوحيد للبلاد على ساحل البحر الأحمر. 

ويضم الإقليم أكبر الشركات لإنتاج الذهب، ما أسهم في اضطرابات سياسية واجتماعية أفضت إلى ظهور تنظيمات جهوية منذ ستينيات القرن الماضي، لجأ بعضها إلى حمل السلاح، قبل أن توقع اتفاقًا مع نظام الرئيس السابق عمر حسن البشير عام 2006. 

من جهته، يرى رئيس تحرير صحيفة "الجريدة" السودانية، أشرف عبد العزيز، في حديث إلى "العربي"، أن شرق السودان يعاني من التهميش، رغم أنه يملك الميناء الرئيس للبلاد على البحر الأحمر، والذي تصدر منه الموارد إلى الخارج، إضافة إلى ضمه العديد من المشروعات الزراعية، ويمتلك ثروات معدنية. 

مناهضة "اتفاق جوبا"

وتعد أزمة إقيلم شرق السودان، إحدى قضايا الاتفاق النهائي العالقة بين الأطراف المدنية والعسكرية، إلى جانب العدالة الانتقالية، والإصلاح الأمني واتفاق جوبا للسلام.

وتعتبر الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد"، أن تخصيص مؤتمر "شرق السودان" مؤشر على الضرورة الملحة للعملية السياسية في البلاد، لمواجهة التحديات التي يواجهها الشرق من مظالم تاريخية. 

وبعد توقيع معاهدة "جوبا" للسلام، عام 2020، في عهد حكومة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، نشأ المجلس الأعلى لنظارات البجا، والعموديات المستقلة، الذي أعلن مناهضة مسار الشرق المنصوص عليه في الاتفاق، وطالب بإلغائه، معتبرًا أن الموقعين عليه من إقليم الشرق يمثلون فئة محدودة. 

انقسام حالي

ويرى عبد العزيز في حديثه من الخرطوم، أنّ المؤتمر يمكن أن يقدم الكثير للشرق ويحقق متطلباته التي يرفعها منذ اندلاع ثورة ديسمبر/ كانون الأول 2018، والكامنة في حلول جذرية لقضيته وأولها إلغاء المسار الذي تضمنه اتفاق جوبا للسلام عام 2020. 

وفي ديسمبر الماضي، وقع المجلس العسكري مع بعض القوى المدنية، اتفاقًا إطاريًا لحل الأزمة السياسية، لكن الاتفاق أرجأ خمس قضايا شملت شرق السودان، بغية مناقشتها عبر ورش عمل، لتضمين توصياتها في الاتفاق النهائي. 

ويعقد اعتذار بعض المكونات السياسية في الشرق، مثل المجلس الأعلى للبجا، الجهود الرامية إلى تفكيك إحدى معضلات الاتفاق الإطاري، على وقع الانقسامات الاجتماعية، والاستقطاب بين نخب الإقليم. 

ويشير عبد العزيز إلى أن الموقف الآن في الشرق ليس موحدًا، وسط "رمال متحركة" سياسية، نتج عنها مجموعات مؤيدة للاتفاق الإطاري، ومخرجات مؤتمر الشرق الحالي، الأمر الذي أدى إلى انقسام المجلس الأعلى لنظارات البجا، وفقدانه قوته التي كان عليها سابقًا. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close