الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

جفاف نهر شبيلي يهدد الصومال.. ما الأسباب والتداعيات على حياة المزارعين؟

جفاف نهر شبيلي يهدد الصومال.. ما الأسباب والتداعيات على حياة المزارعين؟

Changed

فقرة من برنامج "شبابيك" تناقش أسباب وتداعيات جفاف نهر شبيلي في الصومال (الصورة: غيتي)
جفت أجزاء واسعة من نهر شبيلي بالصومال مما انعكس سلبًا على حياة السكان المزارعين، ودفع كثيرًا منهم إلى امتهان أعمال أخرى، والبحث عن فرص عمل بديلة.

أثر تراجع منسوب مياه نهر شبيلي بالصومال الذي كان يغذي شريان الحياة الزراعية في المناطق الوسطى والجنوبية، بشكل كبير على حياة السكان، حيث فاقم من معاناة المزارعين وحدّ من قدرتهم الإنتاجية.

فقد شحت مياه الأنهار في مزارع مدينة أفجوي، لتصبح المحاصيل الزراعية لهذا الموسم مثل الموز والفلفل الأخضر في خطر بعد تراجع منسوب مياه نهر شبيلي لمدة ثمانية أشهر.

وبحسب إحصاءات رسمية تضرر نحو 70% من الأراضي الزراعية بسبب الجفاف، ورغم ذلك تمتد المساحات المزروعة على مد البصر في مدينة أفجوي، ويحاول أصحابها توفير مياه جوفية لمزروعاتهم بعد جفاف أطول نهر في البلاد.

ووفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، يستورد الصومال 80% من السلع الغذائية من الخارج بسبب تراجع الإنتاج الزراعي الناجم عن الجفاف والحروب التي تشهدها البلاد، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب في أسواق العاصمة.

قطاع الزراعة في الصومال يواجه تحديًا كبيرًا

ويختصر المزارع الصومالي عبدي علي الذي يعمل في حقله منذ أعوام، هذه المعاناة، حيث يشير إلى أن انخفاض مستوى منسوب المياه يقلق المزارعين لأن ذلك يهدد حصادهم ويفاقم معاناة العاملين في قطاع الزراعة.

ويقول علي إن "نهر شبيلي الذي كان يمدنا بالمياه جف في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي"، متسائلًا: "ماذا عسانا نفعل دون توفر المياه؟". ويشير إلى أن المياه الجوفية لا تغطي حاجة نصف هكتار من المزروعات.

ونتيجة غياب أساليب حديثة للري والاعتماد على مياه الأمطار والأنهار، يواجه قطاع الزراعة في الصومال تحديًا كبيرًا دفع كثيرًا من ملاك المزارع إلى امتهان أعمال أخرى، والبحث عن فرص عمل بديلة تضمن لهم عيشًا كريمًا.

بدورها، تطالب إدارة جنوب غربي الصومال الفيدرالية المنظمات الدولية والحكومة الفيدرالية بدعم قطاع الزراعة تفاديًا لحدوث أزمة نقص الغذاء في البلاد ودرءًا لخطر المجاعة.

انخفاض مستوى المياه نهر شبيلي يفاقم معاناة المزارعين ويحد من قدرتهم الإنتاجية
انخفاض مستوى المياه نهر شبيلي يفاقم معاناة المزارعين ويحد من قدرتهم الإنتاجية - العربي

ما أسباب جفاف نهر شبيلي؟

وتعليقًا على هذا الموضوع، يوضح المتخصص في البيئة والزراعة عبد الرحمن تانقي أن نهر شبيلي يعد من الأنهار الرئيسية في الصومال ويعتمد عليه مئات آلاف المزارعين في البلاد، ولكنه في السنوات الأخيرة أصبح نهرًا موسميًا أو غير مستمر.

ويعزو في حديث لـ"العربي" من العاصمة الصومالية مقديشو، جفاف نهر شبيلي إلى عوامل عدّة، من بينها قلة الأمطار، وتغير المناخ، وعدم وجود سدود لتخزين المياه في مواسم الأمطار، بالإضافة إلى الزراعة الكثيفة في بعض المناطق، ناهيك عن عدم وجود سياسة أو اتفاقيات مشتركة بين الصومال وإثيوبيا حول حدود أو حصص استخدام مياه نهر شبيلي.

ويلفت تانقي إلى أن جفاف النهر أثر مباشرة على حياة السكان والمزارعين في المناطق المحيطة بالنهر، لأنهم يعتمدون على الزراعة، كما أن جفاف النهر أدى إلى ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية في البلاد، ولا سيما في مقديشو.

ولحل هذه الأزمة، يقترح المتخصص في البيئة والزراعة إنشاء السدود لتخزين مياه الأمطار، واستخدام البيوت المحمية التي يمكن من خلالها استخدام كميات بسيطة من المياه لإنتاج المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى عقد اتفاقيات مشتركة بين الصومال وإثيوبيا.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close