الإثنين 7 أكتوبر / October 2024

جونسون مودعًا أنصاره لدى مغادرته "داونينغ ستريت": للوقوف وراء تراس

جونسون مودعًا أنصاره لدى مغادرته "داونينغ ستريت": للوقوف وراء تراس

شارك القصة

حلقة من "للخبر بقية" تبحث في قدرة ليز تراس على إخراج بريطانيا من أزماتها (الصورة: غيتي)
حض جونسون حزبه المحافظ الحاكم على تنحية الخلافات داخل صفوفه للتعامل مع أزمة الطاقة التي يبدو أنها ستطغى على عهد ليز تراس.

تعهد رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون بدعم خليفته ليز تراس عند مغادرته "داونينغ ستريت" قبل أن يقدم استقالته من منصبه.

وودّع جونسون الذي تخللت ولايته لحظات مفصلية على رأسها بريكست وكوفيد وانتهت قبل أوانها بفعل الفضائح، أنصاره الذين هتفوا وصفقوا له قبل أن يتوجّه للقاء الملكة إليزابيث الثانية.

وقال في خطاب وداعي خارج مقر إقامته الرسمي: "ما أقوله لزملائي المحافظين، حان الوقت لإنهاء المشاحنات السياسية. حان الوقت لنا جميعًا للوقوف وراء ليز تراس وفريقها وبرنامجها".

كما حضّ حزبه المحافظ الحاكم على تنحية الخلافات داخل صفوفه للتعامل مع أزمة الطاقة التي يبدو أنها ستطغى على عهد تراس.

وأضاف: "إذا كان بإمكان ديلين (كلبه) ولاري (هرّ داونينغ ستريت) تجاوز الصعوبات التي تطغى على العلاقة بينهما بين حين وآخر، فبإمكان الحزب المحافظ أيضًا القيام بذلك".

عملية انتقال سريعة

ويُعتبر أمر تسليم السلطة في بريطانيا عملية سريعة إذ يتوجّه القادة الذين يغادرون مناصبهم والقادمين على حد سواء إلى قصر باكينغهام في وسط لندن.

لكن سيتعيّن على جونسون وتراس هذه المرة قطع مسافة 1600 كلم للتوجّه إلى منتجع الملكة النائي في بالمورال في مرتفعات اسكتلندا.

واختارت الملكة عدم العودة من عطلتها الصيفية السنوية لحضور مراسم تسليم السلطة المقتضبة بعدما واجهت مشاكل صحية أثّرت على قدرتها على المشي والوقوف.

وأُعلن فوز تراس (47 عامًا) بعد انتخابات داخلية ضمن صفوف الحزب المحافظ الإثنين، في أعقاب حملة انتخابية بدأت في يوليو/ تموز.

وستتركز جميع الأنظار على عودتها إلى العاصمة البريطانية ويُتوقع أن تدلي بأول خطاب لها كرئيسة للوزراء، خارج داونينغ ستريت بعد ظهر الثلاثاء إذا سمح الطقس بذلك.

ومن المقرر أن يتم الانتهاء من التعيينات قبل استضافتها أول اجتماع للحكومة الجديدة وإجابتها على أسئلة النواب في البرلمان الأربعاء.

قائمة مضنية

ويتوقع أن يتولى وزير الأعمال كواسي كوارتينغ منصب وزير المالية وأن تسلّم حقيبة الداخلية إلى المدعية العامة سويلا برافرمان، بينما سيتولى جيمس كليفرلي وزارة الخارجية. وفي حال تأكدت التعيينات، فسيعني الأمر أن أيًا من الوزارات الرئيسية الأربع لن تسلّم إلى رجل أبيض لأول مرة في التاريخ.

وأمام تراس قائمة مضنية لأمور ينبغي إنجازها، في وقت تشهد المملكة المتحدة أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود.

وبلغ معدل التضخم أعلى مستوى له منذ 40 عامًا ليسجل 10,1 في المئة في ظل توقعات بأن القادم أسوأ بينما يخيّم شبح الركود مع دخول فصل الشتاء.

وسيعاني السكان من زيادة نسبتها 80 في المئة في فواتير الغاز والكهرباء اعتبارًا من أكتوبر/ تشرين الأول في وقت تحذر الأعمال التجارية من أنها قد تنهار في حال ارتفاع التكاليف بشكل أكبر.

وتعهّدت تراس التي تسوّق لنفسها على أنها من المدافعين عن الأسواق الحرة خفض الضرائب لتحفيز النمو، رغم التحذيرات من أن زيادة قد تفاقم التضخم.

وذكرت وسائل إعلام بريطانية الثلاثاء أنها ستمنع رفع فواتير الطاقة.

وأحدث تعارض نهجها مع ذاك الأكثر حذرًا الذي تبناه ريشي سوناك، منافسها في الانتخابات للوصول إلى رئاسة الوزراء، شرخًا جديدًا في صفوف الحزب المحافظ المنقسم أساسًا جرّاء استقالة جونسون.

وتشير استطلاعات للرأي أجريت مؤخرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من البريطانيين لا يثقون بقدرتها على حل أزمة تكاليف المعيشة. وكشف استطلاع جديد أعده معهد "يوغوف" أن 14 في المئة فقط يتوقعون أن يكون أداء تراس أفضل من جونسون.

رغبة في العودة

وعلى الرغم من الاتهامات المتكررة بالفساد والمحسوبية خلال ولايته وفرض الشرطة عليه غرامة غير مسبوقة لخرقه قواعد الإغلاق التي وضعها بنفسه، يقال إن جونسون ممتعض من اضطراره للاستقالة. وتفيد توقعات بأنه سيستعد للعودة خصوصًا إذا واجهت تراس صعوبات في تجاوز المشاكل العديدة التي تواجهها البلاد.

لكنه أعرب الإثنين عن دعمه الكامل لخليفته وقال إن "الوقت حان ليصطف جميع المحافظين خلفها بنسبة مئة في المئة".

في غضون ذلك، أكد الكرملين الثلاثاء أن روسيا لا تتوقع أي تغييرات في علاقاتها الفاترة مع بريطانيا في عهد رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف وفق ما نقلته عنه وكالة "تاس" الرسمية: "بالنظر إلى التصريحات التي صدرت عن السيدة تراس عندما كانت لا تزال وزيرة للخارجية.. يمكن القول بقدر كبير من التأكيد بأنه من غير المتوقع حدوث أي تغييرات نحو الأفضل".

وكانت بريطانيا في عهد رئيس الوزراء المنتهية ولايته بوريس جونسون من أشد الداعمين لأوكرانيا بعدما أطلقت موسكو هجومها على الجمهورية السوفياتية السابقة.

ويتوقع أن تواصل تراس، التي تولت رئاسة الوزراء رسميًا اليوم الثلاثاء، سياسة المواجهة مع روسيا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close