الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

حالته "مستقرة".. كيف تُقرأ محاولة اغتيال عمران خان في باكستان؟

حالته "مستقرة".. كيف تُقرأ محاولة اغتيال عمران خان في باكستان؟

Changed

نافذة إخبارية تناقش دلالات استهداف موكب رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان (الصورة: تويتر)
أدان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف حادث إطلاق النار على عمران خان وأمر وزير الداخلية بفتح تحقيق عاجل في الحادثة التي وصفها الرئيس الباكستاني بـ"الشنيعة".

تعرض رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان إلى إطلاق نار في هجوم وصفه الرئيس الباكستاني بأنه "محاولة اغتيال شنيعة". وأصابت رصاصة قدم خان البالغ 70 عامًا خلال تجمع سياسي الخميس لكنه في حالة مستقرة.  

ومنذ الجمعة الماضي، كان خان يتقدم مسيرة من مدينة لاهور نحو العاصمة إسلام أباد في إطار حملة للمطالبة بانتخابات جديدة بعدما أقصي من منصبه في أبريل/ نيسان. وخلال ما أسماه "مسيرة طويلة"، يلقي خان خطابات من حاوية مفتوحة أمام الحشود في مدن وبلدات في طريقه إلى العاصمة.

وقال رؤوف حسن أحد كبار مساعدي خان لوكالة "فرانس برس": "إن خان أصيب حين أطلقت النيران من الحشد قرب مدينة غوجرانوالا، مضيفًا أن "حالته مستقرة، وهذه كانت محاولة لقتله، لاغتياله". وأفاد حسن أنه تم قتل أحد المهاجمين واعتقال آخر.

وفي تغريدة على "تويتر"، وصف الرئيس الباكستاني عارف علي إطلاق النار بأنه "محاولة اغتيال شنيعة". وكتب: "أشكر الله أنه بخير لكنه أصيب ببضع رصاصات في رجله، وهي إصابة نأمل في أنها غير حرجة". 

كما أدان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف حادث إطلاق النار على عمران خان وأمر وزير الداخلية بفتح تحقيق عاجل في الحادثة. 

المهاجم أخطأ هدفه

وقال وزير الإعلام السابق في حكومة خان فؤاد شودري لوكالة "فرانس برس": "كان هناك شخص أمام الحاوية يحمل هذا المسدس الأوتوماتيكي. أطلق رشقة، وأصيب كل من كان يقف في الصف الأمامي". 

وأشار إلى أن أشخاصًا حاولوا ضبط السلاح، مضيفًا: "خلال المشادة، أخطأ هدفه. وكان هناك الكثير من الدماء على الحاوية". ولفت إلى أن ستة أشخاص كانوا يقفون على الحاوية أصيبوا وقتل متفرج.

وقال مسؤولون من حزب خان "باكستان تحريك انصاف" إن خان نقل إلى المستشفى في لاهور لتلقي العلاج.

وظهر في فيديو بث على وسائل التواصل الاجتماعي وهو في المستشفى مع ضمادة ملفوفة حول رجله اليمنى.

الحكومة الحالية هي المستفيدة

ويعتبر عبدالكريم شاه من مركز إسلام آباد للدراسات السياسية أنّ المستفيد من محاولة اغتيال خان هو "الحكومة الحالية"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى عدم توجيه أصابع الاتهام لأحد.

وفي حديث إلى "العربي" من إسلام آباد، يلفت شاه إلى أن الجيش يتعاطف مع الحكومة الحالية لأن عمران خان يتهم المؤسسة العسكرية أنها كانت وراء الإطاحة بحكمه. 

ويشير عبد الكريم إلى أن حالة غضب تسود الشارع الباكستاني في اعقاب محاولة الاغتيال حيث خرجت احتجاجات في عدة مناطق.

ويوضح أن خان يتمتع بشعبية كبيرة حيث لبت حشود كبيرة دعوته للمسيرة الاحتجاجية التي بدأها قبل أسبوع. 

ويعتبر أن خان لا يرى أن الحكومة التي تولت الحكم في باكستان تمثل الشعب، ولذلك يدعو إلى انتخابات مبكرة تأتي بممثلين حقيقيين للشعب.

ويضيف: "نتمنى ألا تؤدي محاولة اغتيال خان إلى اضطراب الوضع وتهديد الأمن العام".  

وأقصي خان، بطل الكريكت السابق، عن السلطة في أبريل/ نيسان بناء على اقتراح بحجب الثقة عن حكومته، بعد انشقاق بعض شركائه من التحالف لكنه لا يزال يحظى بتأييد شعبي كبير في البلاد.

الموت في سبيل باكستان

ووصل خان إلى السلطة في 2018 على أساس حملة لمكافحة الفساد وأيدته قاعدة ناخبة سئمت من السياسة المتوارثة من قبل عائلات. لكن سوء إدارته للاقتصاد وتدهور علاقته مع الجيش ساهمت في الإطاحة به.

وبدأ منذ ذلك الحين بمهاجمة المؤسسة وحكومة رئيس الوزراء شهباز شريف، معتبرًا أنها فرضت على باكستان من خلال "مؤامرة" تشارك بها الولايات المتحدة. وقال خان تكرارًا لمؤيديه إنه مستعد "للموت في سبيل البلاد"، كما حذّر مساعدوه منذ فترة طويلة من تهديدات غير محددة لحياته.

وندد مرارًا بالمؤسسة العسكرية التي اتهمها بمحاولة تهميشه بينما تقدّم بعدة طعون قضائية منذ الإطاحة به.

وحكم الجيش باكستان على مدى معظم تاريخها البالغ 75 عامًا، ولطالما اعتُبر انتقاد المؤسسة الأمنية خطًا أحمر.

وقال خان الجمعة عند إطلاقه مسيرته الطويلة: "هذه الأمة مستعدة لتقديم كل التضحيات لكنها لن تقبل بالسارقين. هدف المسيرة هو أن يتخذ الشعب القرارات بنفسه". 

وتأتي مسيرة خان في وقت تكافح الحكومة الائتلافية لإنعاش الاقتصاد المتدهور والتعامل مع تداعيات الفيضانات المدمرة التي أغرقت ثلث البلاد وتقدّر كلفتها بثلاثين مليار دولار تقريبًا.

المصادر:
العربي- وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close