من المرتقب أن يدعو الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الجمعة إلى إنهاء العلاقات التجارية العادية مع روسيا، وتمهيد الطريق لزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الروسية، على ما أفاد مصدر مطلع لوكالة "رويترز".
وكان بايدن أعلن الثلاثاء، حظر جميع واردات النفط الروسي إلى الولايات المتحدة، ردًا على الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وجاء الحظر لأسباب منها تزايد الضغط من الحزبَين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس، رغم تداعيات القرار المحتملة على أسعار النفط المحلية المرتفعة أساسًا.
كما اعتبرت الخارجية الأميركية، الثلاثاء، أنّ خط أنابيب "نورد ستريم 2"، الذي يربط روسيا بألمانيا والمستهدف بتدابير عقابية فرضتها برلين وواشنطن ردّاً على الهجوم الروسي بات "ميتاً" ولا مجال لـ"إحيائه".
وفي بداية مارس/ آذار، أعلن بايدن عن خطوة جديدة بحظر استخدام الرحلات الجوية الروسية المجال الجوي الأميركي، وجهود من وزارة العدل لمصادرة يخوت وشقق فاخرة وطائرات خاصة لأثرياء روس تربطهم صلات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
مساعدات لأوكرانيا
وفي إطار دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، وافق مجلس الشيوخ الأميركي يوم الخميس على تشريع يتضمن تمويلًا قدره 1.5 تريليون دولار للحكومة الاتحادية حتى 30 من سبتمبر/ أيلول، وتخصيص مساعدات بقيمة 13.6 مليار دولار لأوكرانيا.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض: إنّ الرئيس جو بايدن يتطلع إلى توقيع التشريع بما يتضمنه من "دعم تاريخي للشعب الأوكراني في دفاعه عن بلده وديمقراطيته".
وسوف تستخدم المساعدات المخصصة لأوكرانيا في تمويل إمدادات من الذخائر وإمدادات أخرى، فضلًا عن الدعم الإنساني.
وكان بايدن قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أن سيواصل "دعم الشعب الأوكراني الشجاع الذي يقاتل في سبيل وطنه".
We're going to continue to support the brave Ukrainian people as they fight for their country. I call on Congress to pass the $12 billion Ukraine assistance package.
— Joe Biden (@JoeBiden) March 9, 2022
ما سر الصمود الروسي أمام العقوبات؟
وفي هذا الإطار، أوضح محلل الشؤون الاقتصادية في "العربي" علي الرواشدة أن الرئيس فلاديمير بوتين يعرف قدرات بلاده الاقتصادية جيدًا، وأنه يعتمد في حربه على معلومات أو بيانات اقتصادية، وهو يعرف أن الولايات المتحدة والدول الغربية غير قادرة على حظر جميع الصادرات الروسية من السلع الأساسية.
ومن بين السلع التي ذكرها الرواشدة القمح التي تورده روسيا بالإضافة إلى أوكرانيا بنسبة 30% من احتياجات العالم، وتصدير نحو 5 ملايين برميل من النفط يوميًا إلى الأسواق، فضلًا عن الغاز الروسي الذي يلبي 40% من احتياجات أوروبا.
وأكد الرواشدة لـ"العربي"، أن تعويض الصادرات الروسية في الأسواق العالمية غير ممكن في الوقت الحالي.
وكان الكرملين أشار أمس الخميس إلى أن الاقتصاد الروسي يتعرض "لصدمة"، وأن إجراءات تتخذ لتخفيف أثر ما وصفه بحرب اقتصادية "غير مسبوقة على الإطلاق" تشن على موسكو.
وكان الكرملين قد ندد، الأربعاء، بـ"حرب اقتصادية" تشنّها الولايات المتحدة على روسيا. وقالت روسيا إنها تعكف على تجهيز رد واسع النطاق على العقوبات سيكون سريعًا ومؤثرًا وينال من معظم القطاعات المهمة.
وأطلقت روسيا فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.