الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

"حزم رياضي" ضد روسيا.. هل تعاملت الاتحادات بالمثل مع القضايا الأخرى؟

"حزم رياضي" ضد روسيا.. هل تعاملت الاتحادات بالمثل مع القضايا الأخرى؟

Changed

تغطية خاصة حول تعليق عضوية المنتخب والأندية الروسية على المستوى الدولي والأوروبي (الصورة: غيتي)
أثار "الحزم الرياضي" في مواجهة روسيا علامات استفهام تجاه قضايا سياسية وإنسانية عالمية سابقة لم تُتخذ تجاهها نفس الإجراءات، بل تعرّض من دعموها لعقوبات رياضية.

أعادت مواقف الفيفا والاتحادات الرياضية الأخرى من حول العالم، والتي جاءت لتعاقب روسيا التي تشن هجومًا منذ خمسة أيام ضد أوكرانيا، استحضار مواقف للمؤسسات نفسها من قضايا عدة بينها القضية الفلسطينية والحرب في سوريا وما يتعرّض له الإيغور.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد اتخذ قرارات غير مسبوقة ضد موسكو، بسبب الهجوم العسكري على أوكرانيا.

ونصّت هذه القرارات على "منع لعب أي منافسة دولية على أراضٍ روسية، ولكن على أرض محايدة دون متفرجين".

وأشارت أيضًا إلى أن "المنتخب الوطني لن يشارك تحت اسم روسيا، بل تحت مسمى الاتحاد الروسي لكرة القدم، فيما لن يُسمح بعلم أو نشيد روسيا الوطني في المباريات".

بدوره، أعلن الاتحاد البولندي لكرة القدم أنه "لن يلعب ضد روسيا في تصفيات كأس العالم".

وفيما من المقرر أن تلعب السويد أو جمهورية التشيك ضد الفائز في المباراة بين بولندا وروسيا في 29 مارس/ آذار المقبل، أعلنتا عن امتناعهما عن اللعب ضد روسيا.

أما اتحاد كرة القدم الإنكليزي، فأكد أن "منتخب بلاده لن يلعب أي مباريات دولية ضد روسيا في المستقبل المنظور".

وأثار "الحزم الرياضي" في مواجهة روسيا علامات استفهام تجاه قضايا سياسية وإنسانية عالمية سابقة لم تُتخذ تجاهها نفس الإجراءات، بل تعرّض من دعموها لعقوبات رياضية.

توقيف وغرامات.. عقب دعم فلسطين

اضطُر بطل الجودو الجزائري فتحي نورين إلى الاعتزال نهائيًا، بعدما أوقفه الاتحاد الدولي للجودو 10 سنوات عن المشاركة في أي نشاطات أو مسابقات ينظمها الاتحاد أو الاتحادات المنضوية تحت لوائه.

وانسحب قرار التوقيف على مدرب نورين، عمّار بن يخلف، بدعوى "إخلالهما بلوائح الميثاق الأولمبي".

وجاء ذلك عقب إعلان نورين انسحابه من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية "طوكيو 2020"، بعدما أوقعته القرعة في مواجهة لاعب إسرائيلي.

وقبل أيام، علّق اتحاد الجودو نفسه رئاسة بوتين الفخرية له بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وفي السياق نفسه، غُرّم نادي "سلتيك" الأسكتلدني عام 2016 بنحو 11500 دولار بسبب رفع جماهيره أعلام فلسطين خلال مباراته ضد "هابويل بئر السبع" الإسرائيلي، في تصفيات دوري أبطال أوروبا.

ورجوعًا إلى العام 2008، فرض الاتحاد الإسباني لكرة القدم على نجم نادي "إشبيلية" والمنتخب المالي فريديريك عمر كانوتيه غرامة قدرها 3000 يورو.

أتى ذلك بسبب كتابة كانوتيه كلمة فلسطين بعدة لغات على قميصه، بعد تسجيله هدفًا أمام لاكورونيا في ذهاب دور الـ16 من كأس الملك.

وعقب ارتدائه قميصًا كُتب عليه شعار "تعاطفًا مع غزة" بعد تسجيله هدفًا ضد السودان في كأس الأمم الإفريقية، وتكرر الأمر نفسه عام 2008 مع نجم المنتخب المصري محمد أبو تريكة، والذي جاء تضامنه بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ووجه الاتحاد لأبو تريكة في حينه تحذيرًا بزعم "خرق لوائح الاتحاد القاضية بمنع رفع أي شعار سياسي أو ديني خلال المباريات".

ماذا عن تدخل روسيا في سوريا؟

إضافة إلى ذلك، لم تتخذ الاتحادات الرياضية أي إجراءات ضد روسيا، رغم تدخلها العسكري في سوريا إلى جانب النظام، وقيامها بتنفيذ عمليات قصف جوي واسعة النطاق.

وتشير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلى أن تلك العمليات تسبّبت في مقتل نحو 7 آلاف مدني من بينهم أكثر من ألفي طفل.

وعلاوة على ذلك، سمحت الاتحادات الرياضية لمنتخب النظام السوري بمواصلة المشاركة في الأنشطة الرياضية العالمية تحت علم النظام.

وفي السياق ذاته، غرّم الفيفا لاعبَي المنتخب السويدي ذوي الأصول الكوسوفية شاكيري وتشاكا، بعدما رسما بأيديهما رمز نسر ألبانيا خلال مباراة أمام المنتخب الصربي، عقب إحراز كل منهما هدفًا في كأس العالم 2018.

ويشير هذا الرمز إلى عمليات التطهير العرقي والقمع، الذي تعرّض له ألبان كوسوفو في التسعينيات.

ومن ناحيته، تعرّض اللاعب الألماني مسعود أوزيل للتجميد من قبل نادي "أرسنال" الإنكليزي لأشهر.

وعزت تقارير السبب إلى "ما كتبه أوزيل عن معاناة مسلمي الإيغور في ديسمبر/ كانون الأول 2019". وكان أوزيل قد وصف مسلمي الإيغور بأنهم "محاربون يقاومون الاضطهاد" الصيني.

وفيما نأى "أرسنال" بنفسه عن تصريحات اللاعب، نقلت "بي. بي. سي" عن النادي تأكيده أن الفريق "ملتزم بعدم الانخراط في قضايا سياسية".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close