بعد استدعائه من قبل السلطات التونسية، مثل رئيس حركة "النهضة" ورئيس البرلمان المنحلّ راشد الغنوشي أمام قاضي تحقيق لمكافحة الإرهاب اليوم الثلاثاء لاستجوابه بشبهة التحريض على الشرطة وهو ما تنفيه الحركة.
وقال الغنوشي في تصريحات صحافية، إن حملة الاعتقالات التي تشهدها البلاد مؤخرًا، "تهدف إلى صرف الشعب عن مشكلاته الحقيقية التي تتمثل في الديكتاتورية وتغييب الأحزاب ومحاولة السيطرة على الصحافة".
وأدلى الغنوشي بهذه التصريحات لدى وصوله إلى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بالعاصمة تونس، للتحقيق معه في "التهمة التي وجهتها له إحدى النقابات الأمنية بتكفير أمنيين"، بحسب ما أعلنه مستشاره رياض الشعيبي في مقطع فيديو بثه على "فيسبوك" أمس الإثنين.
دعوى "فارغة وملفقة"
ووصف الغنوشي الدعوى المرفوعة ضده بأنها "فارغة وملفقة واستمرار للاستهداف السياسي لخصوم قيس سعيد". وكان في استقباله العشرات من مؤيديه ونشطاء خارج المحكمة.
وأفاد الغنوشي بأن "الاستهداف السياسي للمعارضة كان وفق ملفات فارغة، وهو استهداف لن يحل مشاكل تونس الاقتصادية ومشاكل المديونية ومشاكلها الحقيقية".
من جديد.. استدعاء رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي للتحقيق#تونس تقرير: خليل كلاعي pic.twitter.com/b0ALLxIf8h
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 21, 2023
وأضاف أن "التحقيق معه يعد حلقة أخرى من حلقات الاستهداف السياسي للمعارضة"، موضحًا أن "تونس تعرضت لانقلاب شديد جعلها اليوم أمام خطر المجاعة وتفريق الصف الوطني". وتابع الغنوشي: "نحن على يقين بأن الشعب الذّي قام بثورة مباركة سيستعيدها وأن تونس ستنتصر".
وكان القضاء التونسي قد أجّل في 29 ديسمبر/ كانون الأول 2022، الاستماع للغنوشي في القضية نفسها إلى 21 فبراير/ شباط 2023.
وفي تصريحات سابقة قال عضو هيئة الدفاع عن الغنوشي سمير ديلو إن "القضية جاءت على خلفية شكوى تقدمت بها إحدى النّقابات الأمنية (لم يذكرها) بعد كلمة تأبين أحد أعضاء حركة النهضة بتطاوين بالجنوب التونسي من قبل الغنوشي".
وكانت "النهضة" قد اعتبرت أن "الاستماع إلى الغنوشي يأتي على خلفية اتهامه زورًا وبهتانًا بنعت الأمنيين بالطاغوت"، وفق "الأناضول".
وخلال تأبين القيادي في الحركة فرحات العبار في فبراير/ شباط 2022، قال الغنوشي إن الراحل "كان شجاعًا لا يخشى فقرًا ولا حاكمًا ولا طاغوتًا".
وقبل أيام، شنت السلطات حملة اعتقالات شملت قيادات حزبية وقاضيين معزولين ورجل الأعمال المعروف كمال لطيف ومحاميًا وناشطًا، ما أثار ردود فعل مختلفة في الداخل التونسي وخارجه، فيما تراوحت التهم الموجهة إلى الموقوفين بين التآمر على أمن الدولة وقضايا متعلقة بالإرهاب.
سلسلة اعتقالات تطال إعلاميين وسياسيين ورجال أعمال في #تونس#العربي_اليوم pic.twitter.com/ihfYcoswRT
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 16, 2023
وكانت حركة النهضة قد نددت بحملة التوقيفات هذه ووصفتها بالاستهداف العشوائي للمعارضين في رغبة من الرئيس بتصفية كل خصومه.
حكم بسجن مدير إذاعة "موزاييك"
في غضون ذلك، حكم القضاء التونسي بسجن مدير إذاعة "موزاييك" الخاصة نور الدين بوطار، الموقوف على ذمة التحقيق منذ أسبوع بتهمة "الإساءة لأعلى هرم في السلطة"، وفق ما أعلنت الإذاعة.
والإثنين، ذكرت الإذاعة أن "محامي النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أيوب الغدامسي قال إن قاضي التحقيق بالقطب القضائي الاقتصادي والمالي (مختص بقضايا الفساد المالي) أصدر الاثنين بطاقة سجن بحق نور الدين بوطار"، دون ذكر مدة الحكم ولا تفاصيله.
ووفق المصدر ذاته، فإن الحكم بالسجن جاء بتهمة "استعمال الخط التحريري للإذاعة في الإساءة لأعلى هرم في السلطة ورموز الدولة وتأجيج الوضع في البلاد".
وقال المحامي: "تمنينا أن يتخذ قاضي التحقيق قرارًا شجاعًا بناء على معطيات قانونية في الملف وقرائننا تثبت أن التهمة كيدية لكن ذلك لم يحدث"، وفق ما نشرت الإذاعة.
