أكدت حركة "حماس" الفلسطينية أن بيان مجلس الأمن يعبر عن هشاشة وضعف الموقف الدولي من جرائم الاحتلال وسياساته الاستيطانية المتواصلة.
وكان مجلس الأمن الدولي أعلن في بيان الإثنين، عن "بالغ القلق والاستياء" إزاء قرار إسرائيل التوسع في بناء المستوطنات.
واستهجنت الحركة في بيان مساء الإثنين ذهاب مجلس الأمن إلى إصدار بيان بدلاً من قرار يدين جرائم الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، ويدين سياساته الاستيطانية.
وعدت الحركة بيان مجلس الأمن تهربًا من تحمل مسؤولياته المنوطة به وفقًا للمواثيق والأعراف الدولية.
وأكدت رفضها لسحب التصويت على مشروع القرار الأممي تحت الضغط الأميركي، والذي كان معدًا لإدانة انتهاكات الاحتلال، ولا سيما النشاط الاستيطاني الإحلالي، وعدّته بمثابة ضوء أخضرَ لاستمرار انتهاكات وجرائم الاحتلال.
ودعت الحركة مجددًا المجتمع الدولي ومجلس الأمن على وجه التحديد إلى اتخاذ إجراءات عملية رادعة ضد الاحتلال وسياسته الاستيطانية، وعدم الاكتفاء بالتنديد والقلق الذي لم يؤثر يومًا في وقف الاستيطان الذي زادت وتيرته في ظل هشاشة الموقف الدولي.
وكانت الرئيسة الدورية للمجلس مندوبة مالطا فانيسا فريزر قد أعربت في بيان عن تنديد المجلس بخطوات إسرائيل الأحادية الجانب التي تهدد حل الدولتين.
وقالت فريزر: إن "مجلس الأمن يعرب عن قلقه واستيائه العميقين من إعلان إسرائيل في 12 فبراير/ شباط هذا العام، عن مزيد من البناء والتوسع في المستوطنات وتقنين البؤر الاستيطانية.
وأضافت أن المجلس يكرر التأكيد على أن استمرار الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية يهدد بشكل خطر جدوى حل الدولتين على أساس حدود 1967.
#واشنطن "منزعجة" من قرار توسيع النشاط الاستيطاني في #الضفة_الغربية المحتلة.. كيف علقت إسرائيل؟ تقرير: حنان البلخي pic.twitter.com/r7bJgw8GNI
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 17, 2023
من جهته، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقف الإدارة الأميركية من الإعلان الذي أصدره مجلس الأمن الدولي، وندد فيه بالاستيطان الإسرائيلي والخطوات الأحادية التي تهدد حل الدولتين.
وقال نتنياهو في بيان مقتضب: إن إعلان مجلس الأمن يسلب ما اعتبرها "حقوق اليهود في العيش بأرضهم"، كما "يتجاهل العمليات التي قتل فيها عشرة إسرائيليين"، على حد تعبيره.
وأضاف نتنياهو أنه ما كان ينبغي لهذا الإعلان أن يصدر، وما كان ينبغي للولايات المتحدة أن توقع عليه.
إسرائيل تتعهد لواشنطن بتجميد الاستيطان
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها لن تصدر ترخيصًا لمستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة خلال الأشهر المقبلة.
وفي 12 فبراير/ شباط الحالي، منحت الحكومة الائتلافية التي يتزعمها نتنياهو ترخيصًا بأثر رجعي لتسعة مواقع استيطانية، ما أثار غضب القيادة الفلسطينية وقوى غربية.
تعرفوا إلى المشاريع الاستيطانية في الضفة و #القدس pic.twitter.com/g9YDuDCCVW
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 12, 2023
في سياق متصل، نقل موقع "بوليتيكو" الأميركي عن ديبلوماسيين أن الولايات المتحدة أقنعت إسرائيل والفلسطينيين بتجميد تفعيل أي قرار أحادي الجانب مدة ستة أشهر.
وأضاف الموقع أن واشنطن أحبطت قرارًا لمجلس الأمن يدين التوسع الاستيطاني الإسرائيلي ويطالب بوقفه.
من جهتها، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن تخلي السلطة الفلسطينية عن طرح التصويت على مشروع قرار ضد الاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن جاء بعد التوصل إلى تفاهمات بتجميد مؤقت للاستيطان بوساطة أميركية.
الموقف الأميركي من الاستيطان
وبشأن الموقف الرسمي الأميركي من ميول الحكومة الإسرائيلية الحالية إلى بناء مزيد من المستوطنات، وكيف أقنعت واشنطن بتوقيفه لفترة مؤقتة، يلفت المستشار السياسي للحزب الديمقراطي الأميركي، كريس ليبتينا، إلى أن واشنطن كانت قد نددت بإعلان إسرائيل ببناء المستوطنات وأكدت أنها تقف ضده.
ويضيف في حديث لـ"العربي" من واشنطن، أن الإدارة الأميركية الحالية والرئيس الأميركي جو بايدن يؤمنان بحل الدولتين، مشيرًا إلى أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب كانت تؤمن بما يريده نتنياهو وحكومة الليكود.
ويوضح كريس ليبتينا أن إدارة بايدن تبدأ من الصفر وتحاول أن تبني زخمًا جديدًا من أجل تحقيق حل الدولتين.
ويرى أنه من الأفضل لبايدن الذي سيخوض الانتخابات أن يقول كما فعل ترمب إنه يدعم ما تريده إسرائيل، بدلًا من محاولة التأثير على عليها وصدها، مثلما يفعل الآن.
ويقول: "كان من السهل على بايدن أن يقول لنتنياهو إذا كنت لا تريد حل الدولتين، لن أفرغها عليك، لكنه لا يفعل ذلك، وإنما يأخذ موقفًا يتمثل في محاولة الوقوف إلى جانب الفلسطينيين في حقهم في دولة حرة".