الخميس 2 مايو / مايو 2024

خدمة للنظام.. روسيا ترفض تجديد التفويض لإدخال مساعدات سوريا عبر الحدود

خدمة للنظام.. روسيا ترفض تجديد التفويض لإدخال مساعدات سوريا عبر الحدود

Changed

يناقش "للخبر بقية" مخرجات مؤتمر المانحين لدعم سوريا في بروكسل (الصورة: غيتي)
انتقد نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة الغرب لفرضه شروطًا سياسية غير مقبولة على المشاركة المالية المحتملة في مشاريع إعادة الإعمار في سوريا.

في وقت تسعى فيه روسيا لانتشال النظام السوري من أزمته الاقتصادية عبر جعله متحكمًا بالمساعدات الأممية، اعتبرت موسكو، اليوم الجمعة، أنها لا ترى سببًا لتجديد تفويض الأمم المتحدة في يوليو/ تموز لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا الذي يأوي نحو أربعة ملايين نازح، من دون موافقة النظام.

وخلال اجتماع لمجلس الأمن، قال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي إن بلاده لا ترى "سببًا لمواصلة هذه الآلية عبر الحدود" التي "تنتهك سيادة سوريا ووحدة أراضيها"، حسب قوله.

انتقادات روسية للغرب

وسيكون صوت روسيا حاسمًا خلال التصويت المنتظر مطلع يوليو/ تموز القادم، لامتلاكها حق نقض قرارات مجلس الأمن (فيتو).

وأعرب بوليانسكي عن أسفه لعدم اتخاذ خطوات ضد الجماعات التي تسيطر على ما أسماه بـ"الجيب الإرهابي" في إدلب في شمال غرب سوريا، الذي يجري تزويده بالمساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا.

كما انتقد الدبلوماسي الروسي الغرب لفرضه شروطًا سياسية غير مقبولة على المشاركة المالية المحتملة في مشاريع إعادة الإعمار في سوريا، وهي وجهة نظر تشاركها الصين.

وينتهي تفويض الأمم المتحدة لإيصال المساعدات عبر الحدود في 10 يوليو/ تموز 2022، إذ تسعى موسكو لتغيير آلية وصول المساعدات الدولية إلى سوريا، وتريد عبورها عبر النظام السوري، الأمر الذي تعتبره الدول "ورقة ابتزاز سياسي" جديدة، تريد روسيا منحها للنظام السوري، التي تدخلت قبل ثماني سنوات عسكريًا لمنع رئيسه بشار الأسد من السقوط بعد ثورة شعبية تفجرت عام 2011.

وتسري آلية المساعدات عبر الحدود منذ عام 2014 ويستفيد منها حاليًا أكثر من ثلاثة ملايين شخص في شمال غرب سوريا الذي لا يزال خارج سيطرة النظام السوري.

وصارت الآلية اعتبارًا من عام 2020 تنفذ فقط عبر معبر باب الهوى بعد إسقاطها من ثلاثة معابر أخرى بضغط من روسيا.

تحذير أممي

من جهته، أكد نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أن "العمليات عبر خطوط الجبهة من ناحية النظام السوري، لا يمكن في ظل الظروف الحالية أن تعوّض حجم أو نطاق عملية الأمم المتحدة الكبيرة عبر الحدود".

وحذّر غريفيث من أن "عدم تجديد التفويض (في تموز/ يوليو) سيعطل المساعدات المنقذة لحياة أشخاص يعيشون في الشمال الغربي، بينهم أكثر من مليون طفل".

وأدلت طبيبة أمراض النساء وعضو الجمعية الطبية السورية الأميركية فريدة المسلم بشهادة مفجعة عن تجربتها في العمل بمستشفى حلب الذي تعرض لقصف بالكلور.

وأعربت الطبيبة عن أسفها لعدم وجود عقوبات بحق المسؤولين عن تلك الهجمات، مشدّدة على الاحتياجات الإنسانية التي "تستمر في الازدياد في حين تتضاءل الأموال (المخصصة للمساعدات)"، في إشارة إلى أكثر من أربعة ملايين شخص في الشمال يحتاجون إلى المساعدة، بزيادة كبيرة عن العام السابق.

وأضافت فريدة المسلم أن "تأثير المساعدات عبر خطوط الجبهة" الآتية من دمشق "ظل ضئيلًا".

وأيّدت غالبية أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك الإمارات والدول الغربية، تجديد الآلية العابرة للحدود التي وصفتها الدول الإفريقية في المجلس بأنها "شريان حياة".

وكان المانحون الدوليون من أجل سوريا، قدموا مساعدات مالية تجاوزت أكثر من 6 مليارات دولار، خلال اجتماع بين 9 - 10 مايو/ أيار الجاري، في العاصمة البلجيكية بروكسل بهدف جمع التبرعات الدولية لدعم اللاجئين والنازحين السوريين والمجتمعات المضيفة في دول الجوار السوري، فيما مُنعت روسيا من الحضور بسبب الحدث الأوكراني. 

وفي هذا الإطار، سبق أن تحدّث مراسل "العربي" من بروكسل، عن أن غياب روسيا هو مؤشر أساسي على حدة المعركة الدبلوماسية المتوقعة في يوليو/ تموز المقبل حول إقرار مجلس الأمن لتجديد آلية دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى، وهو ما يمكن أن تعرقله موسكو عبر استخدام حق النقض "الفيتو".

ولفت المراسل إلى أن ممثلي المجتمع المدني أكدوا على الحاجة الماسة لمرور المساعدات إلى السوريين عبر معبر باب الهوى، لكون البديل عنه هو مرورها عبر مناطق النظام السوري قبل أن تصل إلى مناطق المعارضة، وهو ما سيتعرض لاعتبارات سياسية في حال إغلاق المعبر.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close