السبت 18 مايو / مايو 2024

"خط الدفاع الأول لروسيا".. ما مصير كالينينغراد بحال نشوب حرب مع الناتو؟

"خط الدفاع الأول لروسيا".. ما مصير كالينينغراد بحال نشوب حرب مع الناتو؟

Changed

تقرير إخباري من أرشيف "العربي" عن تهديدات روسية بنشر صواريخ قادرة على بلوغ "دول معادية" (الصورة: تويتر)
تخشى السويد من هجوم بحري من كالينينغراد على جزيرة غوتلاند. كما يخشى الناتو أن تغزو روسيا بولندا وليتوانيا لإنشاء ممرّ بري من تلك الأراضي إلى بيلاروسيا.

في مايو/ أيار الماضي، أجرى الجيش الروسي في مدينة كالينينغراد محاكاة لعملية إطلاق صواريخ نووية على مواقع معادية متخيلة في أوروبا.

وتخشى السويد من هجوم بحري من كالينينغراد على جزيرة غوتلاند في بحر البلطيق. كما يخشى حلف شمال الأطلسي "الناتو" أن تغزو روسيا بولندا وليتوانيا لإنشاء ممرّ بري من تلك الأراضي إلى بيلاروسيا.

ولكن في حالة نشوب حرب مع "الناتو"، ما هو مصير كالينينغراد؟

مدينة كالينينغراد هي منطقة روسية واقعة بين ليتوانيا وبولندا على بحر البلطيق. ولذلك تعتبر "خنجر روسيا في خاصرة أوروبا".

وتبلغ مساحة المدينة مساحة أيرلندا الشمالية. وعلى عكس العديد من الموانئ الروسية، فإن كالينينغراد لا تزال خالية من الجليد على مدار العام، وموطن للأسطول الروسي في البلطيق. 

والمنطقة مليئة بأنظمة الرادار التي توفّر المراقبة الجوية لوسط أوروبا. وعام 2012، نشرت موسكو فيها نظام الدفاع الصاروخي الروسي "أس-400". وفي 2016، نشرت موسكو صواريخ "إسكندر" قصيرة المدى، وهو ما يجعل الرؤوس الحربية النووية قريبة بشكل "غير مريح" من المدن الأوروبية.

 وزعم الكرملين أن هذه الخطوة كانت ضرورية لمواجهة الوجود العسكري الأميركي المتزايد في المنطقة.

ومنذ عام 2019، هدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنشر صواريخ قادرة على على بلوغ مراكز صنع القرار في دول معادية.

ميناء كالينينغراد

علم 1255، أنشأ فرسان الجرمان (Teutonic Knights) ميناء كالينينغراد. وازدهرت المدينة باعتبارها العاصمة التجارية لشرق بروسيا كونيغسبرغ لعدة قرون.

في نهاية الحرب العالمية الثانية، خسرت ألمانيا أراضيها أمام الاتحاد السوفيتي. أعيد ضمّها إلى روسيا وبيلاروسيا، وسُميّت على اسم ميخائيل كالينين، وهو سياسي بلشفي. وعندما حصلت جمهوريات البلطيق على استقلالها عام 1991، تم عزل الإقليم وسكانه البالغ عددهم 950.000 نسمة عن بقية روسيا. لم تكتسب الحركة الانفصالية للمنطقة أي زخم؛ وبعد احتجاجات عام 2010 ضد مرشحي الكرملين لمنصب الحاكم، شنّت روسيا حملة على وسائل الإعلام المحلية والمجتمع المدني.

ماذا لو اندلعت الحرب؟

وقال جوناس كيلين، المحلل في " foi"، وهي وكالة أبحاث دفاعية حكومية سويدية، لمجلة "ايكونوميست" البريطانية، إن كالينينغراد "منطقة عازلة طبيعية" توفر خط الدفاع الأول لروسيا من الغرب. لكن في حالة نشوب حرب، لن يترك موقع المنطقة القريب من دول "الناتو" سوى مجال ضئيل للقوات الروسية لكي تتفرق.

من جهته، أوضح مايكل كوفمان، مدير برنامج الدراسات الروسية في مؤسسة "CNA" الأميركية، للمجلة، أنه سيكون من الصعب أيضًا إعادة إمداد كالينينغراد، كونها مليئة بعناصر الاستخبارات الغربية أكثر من أي مكان آخر.

وإذا انضمت السويد وفنلندا إلى "الناتو"، فسيصبح جيب كالينينغراد محاطًا بأعضاء "الناتو" من عدة جوانب.

وحذّر كيلين من أن ذلك قد يصبح "أقرب نقطة تفاعل" بين قوات الناتو وروسيا، مشيرًا إلى أنه "إذا وقعت حادثة ما (بين الناتو وروسيا)، فمن المرجح أن تكون في بحر البلطيق".

وعلى الرغم من محاولات الحكومة الروسية لتحفيز اقتصاد الجيب، إلا أن كالينينغراد كافحت في العقود الأخيرة. كان الدعم المالي والحوافز الضريبية للاستثمار الأجنبي الممنوح عام 1996، غير كافٍ لدعم الاقتصاد الصناعي المتدهور.

وتسبّبت الحرب الروسية على أوكرانيا في فرض عقوبات غربية، وأدت إلى توتر العلاقات التجارية مع البولنديين والليتوانيين.

وأصبحت الرحلات الجوية من وإلى باقي أنحاء البلاد باهظة الثمن للغاية، حيث تم إغلاق الكثير من المجال الجوي لأوروبا أمام شركات النقل الروسية، وفرضت ليتوانيا شروطًا صارمة على تصاريح العبور. وهذا ما أثر أيضًا على سكان كالينينغراد.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close