وجدت دراسة جديدة أن جرعة أسبوعية من دواء تمت الموافقة عليه مؤخرًا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج مرض السكري من النوع 2، قد تساعد البالغين المصابين بالسمنة وغير المصابين بالسكري على إنقاص وزنهم.
فقد تمت دراسة عقار Tirzepatide، الذي يباع تحت الاسم التجاري Mounjaro، عند الأشخاص غير المصابين بالسكري في ثلاث جرعات: 5 و10 و15 مليغرام.
وتعد السمنة مرضًا خطيرًا في المجتمعات ولا سيما الغربية، حيث تسبب السمنة 1.2 مليون حالة وفاة في أوروبا كل عام، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
ولطالما تركزت الجهود المبذولة لمعالجة زيادة الوزن على النظام الغذائي وممارسة الرياضة، لكن العديد من الأشخاص الذين يفقدون الوزن بهذه الطريقة يجدون أنهم يستعيدونه بمرور الوقت.
20% من الوزن
ويقول الباحثون الآن إن دواء السكري الجديد، الذي يستخدم جنبًا إلى جنب مع نمط حياة صحي، يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من السمنة على تغيير حياتهم، إذ فقد المشاركون في التجربة التي استمرت 72 أسبوعًا ما يصل إلى 20% من وزنهم.
وكتب الفريق الدولي الذي أجرى الدراسة في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميدسين" أنهم قسموا بشكل عشوائي 2539 مشاركًا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة إلى أربع مجموعات متساوية.
وفي المتوسط، كان وزن المشاركين 104.8 كيلوغرامات، 94.5% منهم يعانون من السمنة المفرطة، ولم يكن أي منهم مصابًا بمرض السكري.
وبالمقارنة، وجدت الدراسات التي أجريت على مرضى السكري الذين استخدموا tirzepatide أنهم فقدوا ما معدله 15% من وزنهم.
من جهتها، شرحت البروفيسورة راشيل باترهام خبيرة السمنة في جامعة لندن أن "تيرزيباتيد" يعمل عن طريق محاكاة هرمونين في الجسم يساعدان الناس على الشعور بالشبع بعد الأكل وغالبًا ما تكون عند مستويات منخفضة لدى الأشخاص المصابين بالسمنة.
رابط بين البدانة وداء السكري
في سياق متصل، تؤكد كل الدراسات العلمية على وجود ارتباط وثيق بين السمنة وداء السكري. وبحسب غنى صنديد اختصاصية التغذية فإن 85% من مرضى السكري من النوع الثاني يعانون أيضًا من البدانة.
وتابعت صنديد في حديث سابق لها مع "العربي": "كل ما ارتفع عدد الناس المصابين بزيادة في الوزن؛ ارتفعت نسبة الناس التي ستصاب بالسكري من النوع الثاني".
وتتفرع أسباب السكري من النوع الثاني إلى قسمين، والقسم الأول وفق اختصاصية التغذية هو "الشق الذي لا تأثير لنا عليه"، مثل الجينات وتاريخ العائلة الصحي، والعرق، والعمر.
أما القسم الثاني من المصابين بهذا النوع من السكري وهم القسم الأكبر، فيرتبط بشكل مباشر بزيادة الوزن والخمول وقلة الحركة، والتدخين والتوتر، ونوعية الأكل المستهلك.