وسط تصعيد جديد بين جماعة الحوثي والجيش اليمني في مدينة تعز، حذرت فرنسا، من عواقب وخيمة للهجمات التي يشنها الحوثيون، ودعت إلى تجديد الهدنة في البلاد.
وعقد السفير الفرنسي في اليمن جان ماري صفا، مباحثات مكثفة على مدى ساعتين مع وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك في العاصمة السعودية الرياض، وفق بيان للسفارة مساء أمس الأربعاء.
وأضاف بيان السفارة الفرنسية أن "المباحثات ناقشت الوضع في أعقاب الهجمات الإرهابية التي شنتها جماعة الحوثي على موانئ في اليمن وكانت لها عواقب وخيمة على البلاد والسكان".
دعوة لتمديد الهدنة
وحثت فرنسا جميع الأطراف اليمنية على تمديد الهدنة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وتحقيق مفاوضات سياسية برعاية الأمم المتحدة تصب في مصلحة البلد، وفق ما جاء في البيان.
وفشلت الأطراف اليمنية في تمديد اتفاق هدنة بالبلاد، بدأ في 2 أبريل/ نيسان الماضي وانتهى في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.
وإزاء ذلك، طلبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، من جماعة الحوثي وقف هجماتها في اليمن فورًا و"الالتزام بالقانون الدولي، وبوقف هذه الهجمات فورًا، وأن يحترموا التزاماتهم بموجب القانون الدولي، وأن يتعاونوا تعاونًا كاملًا مع الجهود الأممية الرامية إلى تثبيت سلام واستقرار طويلي المدى لكافة اليمنيين".
وأكد البيان: "دعم فرنسا لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة في جهودهما لاستعادة دولة تعمل من أجل خدمة جميع اليمنيين".
كما أعربت فرنسا عن قلقها من "تجاوزات نظام الحوثيين تجاه النساء والأطفال وموظفي الدولة وحرية التعبير في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، داعية إلى احترام الحقوق الأساسية في البلاد بأسرها".
وأشار البيان إلى أن "الحكومة اليمنية أكدت على التزامها بمفاوضات السلام مع الحوثيين برعاية الأمم المتحدة والحفاظ على المساعدات الإنسانية وتقديمها لجميع اليمنيين".
معارك جديدة
وكانت جماعة الحوثي أعلنت أمس الأربعاء مقتل 3 من عناصرها بينهم ضابط برتبة عقيد في معارك مع الجيش اليمني، فيما قال الأخير إن قواته تخوض "معارك عنيفة" مع الحوثيين في مدينة تعز.
وصعد الحوثيون في الآونة الأخيرة هجمات على مواقع حيوية في اليمن عبر شنهم هجمات على 3 موانئ نفطية، هي الضبة والنشيمة وقنا في محافظتي حضرموت وشبوة شرقي اليمن، وسط إدانات محلية ودولية.
وتشهد البلاد معارك متجددة منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل في 2017 بمواجهات مع مسلحي الجماعة إثر انتهاء التحالف بينهما.
وازدادت ضراوة الحرب منذ مارس/ آذار 2015، بعد أن تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
وأسفرت الحرب حتى نهاية 2021 عن مقتل 377 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة، فضلًا عن خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في وقت يعتمد معظم السكان البالغ عددهم 30 مليونًا على المساعدات.