الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

دعوات دولية للتهدئة في العراق.. ماذا بعد أحداث بغداد الدامية؟

دعوات دولية للتهدئة في العراق.. ماذا بعد أحداث بغداد الدامية؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلط الضوء على أزمة العراق وتناقش الأسباب الذي أوصلت البلاد إلى هذه المرحلة (الصورة: غيتي)
دعت فرنسا الأطراف العراقية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، فيما حث غوتيريش العراقيين على ضبط النفس واتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع.

طوت اشتباكات المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد صفحتها الميدانية، إلا أن تداعياتها لاتزال مستمرة على المشهدين المحلي والدولي.

وعبّرت فرنسا عن "بالغ قلقها" من سقوط قتلى في احتجاجات بغداد، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "ضبط النفس".

قلق في باريس

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: إن "فرنسا تشعر بقلق بالغ إزاء الأحداث الجارية في بغداد وفي العديد من المحافظات، التي أوقعت العديد من الضحايا".

وأضافت أن "فرنسا تدعو الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتطالبهم بتحمل المسؤولية ووقف الاشتباكات الدامية على الفور".

كما دعت الخارجية الفرنسية "جميع القادة السياسيين العراقيين إلى إعادة تأكيد تمسكهم بالإطار الدستوري العراقي واحترام نزاهة المؤسسات العراقية التي يجب أن تعمل دون عوائق".

وشدد البيان الفرنسي على "ضرورة أن ينخرط جميع الفاعلين السياسيين العراقيين في حوار وطني حقيقي وبناء يخدم مصلحة الشعب العراقي لتلبية تطلعاته إلى السلام والاستقرار والأمن".

غوتيريش يدعو إلى التهدئة وضبط النفس

من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين الأطراف العراقية إلى "ضبط النفس" و"اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع".

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش في بيان: إن الأمين العام "يتابع بقلق التظاهرات التي شهدها العراق اليوم، والتي دخل خلالها المتظاهرون مباني حكومية".

وأضاف أن الأمين العام "يدعو إلى الهدوء وضبط النفس، ويحض كل الجهات الفاعلة ذات الصلة على اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع وتجنب العنف".

ونقل البيان عن غوتيريش دعوته "كل الأطراف والجهات الفاعلة إلى تجاوز خلافاتهم والانخراط، من دون تأخير، في حوار سلمي وشامل".

وفي سياق متصل، حذرت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وجامعة الدول العربية ومصر والجزائر من خطورة تطورات العراق، ودعت المحتجين إلى احترام مؤسسات الدولة وحثت القوى السياسية على التهدئة والحوار لحل الخلافات، بحسب بيانات واتصال هاتفي.

وقُتل ما لا يقل عن 15 من أنصار مقتدى الصدر بالرصاص الحي في  المنطقة الخضراء بوسط بغداد الإثنين في احتجاجات عنيفة أشعلها إعلان الصدر "اعتزاله" العمل السياسي وتخلّلها اقتحام جمع من المحتجين القصر الحكومي وأعقبتها ليلًا اشتباكات بالأسلحة الرشاشة وقصف بقذائف الهاون.

وفي حين فرض الجيش حظر تجول عامًا، سمعت ليلًا رشقات رشّاشة كثيفة ودوي انفجارات في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين والتي تضمّ العديد من المقرّات الحكومية والسفارات.

أزمة العراق

وأمس الإثنين، أعلن زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، اعتزاله العمل السياسي وعدم التدخل في الشؤون السياسية بشكل نهائي وإغلاق المؤسسات التابعة له كافة.

وكان زعيم التيار الصدري قد اقترح، السبت، تنحي جميع الأحزاب السياسية لوضع حد للأزمة في البلاد، حسب بيان نقله عنه صالح محمد العراقي المعروف بـ"وزير الصدر".

ورفضًا لإعلان الصدر اعتزاله العمل السياسي، اقتحم متظاهرون من أنصار التيار الصدري القصر الحكومي بالمنطقة الخضراء، ثم أطلقت قوات الأمن النار بكثافة وأبعدتهم عن محيط القصر.

والإثنين، قال رئيس الكتلة الصدرية البرلمانية المستقيلة حسن العذاري، في تغريدة، إن الصدر "أعلن إضرابًا عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح".

كما حث زعيم تحالف الفتح أحد مكونات "الإطار التنسيقي" هادي العامري، في بيان، جميع الأطراف على التهدئة وناشدها التوقف عن استخدام السلاح، واللجوء إلى الحوار والتفاهم.

ودعا "الإطار التنسيقي" عبر بيان، التيار الصدري للعودة إلى طاولة الحوار والعمل من أجل الوصول إلى تفاهمات مشتركة تضع خارطة طريق واضحة تعتمد القانون والدستور لتحقيق مصالح الشعب.

أزمة الدستور العراقي

وفي هذا الإطار، أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة المستنصرية طالب محمد كريم، أن الدولة العراقية بكل أطيافها ومؤسساتها وأطرافها تواجه تحديًا كبيرًا ينسف الدولة والنظام السياسي بعد 2003.

وتابع في حديث لـ"العربي" من بغداد، أن المشكلة التي يمر بها العراق هي مشكلة بنيوية، تتعلق بطبيعة العملية السياسية التي أدت إلى ما يحصل اليوم في البلاد، مبينًا أن الدستور العراقي الصلب والذي لا يقبل المرونة كشف عن عجزه عن حل الأزمة بسبب مروره بمتغيرات كثيرة من المفترض أن تعالج من خلال بنوده أزمة البلاد.

وأردف أن المواطن العراقي أصبح أكثر وعيًا في ما يتعلق بالدستور، واكتشف أن من الأهمية الوقوف أمام الدستور، وكيفية تعديل بعض المواد التي تعيق حتى الفائز في الانتخابات.

ويشهد العراق أزمة سياسية زادت حدتها منذ 30 يوليو/ تموز الماضي، حيث بدأ أتباع التيار الصدري اعتصاما مازال متواصلًا داخل المنطقة الخضراء، رفضًا لترشيح "الإطار التنسيقي" محمد السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، ومطالبةً بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close