الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

رسائل أميركية لروسيا والصين.. كيف سيكون الردّ على زيارة بايدن لكييف؟

رسائل أميركية لروسيا والصين.. كيف سيكون الردّ على زيارة بايدن لكييف؟

Changed

نافذة تحليلية ناقشت رسائل واشنطن لروسيا والصين من زيارة بايدن "المفاجئة" إلى كييف (الصورة: غيتي)
حملت زيارة الرئيس جو بايدن إلى كييف رسائل سياسية لكل من روسيا والصين، ناهيك عن تأكيد الموقف الأميركي الثابت تجاه دعم أوكرانيا

كان الرئيس الأميركي جو بايدن يقضي عطلة نهاية أسبوع هادئة في البيت الأبيض، حيث انضم إلى زوجته جيل بايدن لتناول العشاء في مطعم خلال جولة نادرة في واشنطن، يوم السبت.

لكن وراء الكواليس، كان المسؤولون في البيت الأبيض ووكالات أخرى يخطّطون بشكل مكثف لبايدن للقيام برحلة غير معلنة إلى كييف، لإظهار التضامن مع أوكرانيا، قبل أيام من الذكرى السنوية الأولى للحرب الروسية.

وبعد تخطيط على مدى أشهر، قرر بايدن، يوم الجمعة، المضي قدمًا في الرحلة.

وقال مسؤولون بالبيت الأبيض إن بايدن نُقل إلى قاعدة أندروز المشتركة خارج واشنطن وغادر الساعة (09:15 بتوقيت غرينتش)، يوم الأحد، على متن طائرة تابعة لسلاح الجو برفقة عدد من مساعديه. ورافقه وفد إعلامي محدود للغاية لم يضم سوى مراسل ومصور بدلاً من الوفد الكبير المعتاد.

وطار بايدن ليلاً إلى قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية في ألمانيا، حيث زُودت الطائرة بالوقود، قبل أن يتوجه إلى رزيسزو في جنوب شرق بولندا.

وبعد ساعة واحدة بالسيارة، وصل إلى برزيميسل، وهي مدينة تقع على الحدود بين بولندا وأوكرانيا. ثم استقل بايدن القطار، ليل الأحد، إلى كييف في رحلة استمرت عشر ساعات. سار القطار في الظلام وعلى متنه وجود أمني مكثف.

وتوقّف القطار في محطة كييف-باسازهيرسكي في العاصمة الأوكرانية في نحو الساعة (06:00 بتوقيت غرينتش)، أمس الإثنين. ثمّ أُخليت المنطقة المحيطة بالرصيف، حيث كانت تنتظر بايدن السفيرة الأميركية في أوكرانيا بريدغيت برينك.

وقال بايدن بعد نزوله من القطار: "من الجيد أن أعود إلى كييف".

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الذي رافق الرئيس، إن المسؤولين الأميركيين أبلغوا نظراءهم الروس بأن بايدن سيتوجه إلى كييف. وأضاف للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف: "لقد فعلنا ذلك قبل بضع ساعات من مغادرته لأغراض عدم التضارب".

وقال سوليفان إن الرحلة "تطلبت جهدًا أمنيًا وعمليًا ولوجستيًا من المتخصصين في مختلف إدارات الحكومة الأميركية للقيام بمهمة محفوفة بالمخاطر بطبيعتها".

مساعدات جديدة

وعلى وقع صفارات الإنذار، التقى بايدن بنظيره فولوديمير زيلينكسي في العاصمة الأوكرانية، حيث بحثا الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا، في ظل معارك طاحنة بين الجيش الأوكراني والقوات الروسية حول مدينة باخموت شرقي البلاد.

وجدّد بايدن موقف بلاده الداعم لأوكرانيا، في مواجهة ما أسماها الحرب "الوحشية غير العادلة"، معلنًا عن حزمة مساعدات جديدة، وعقوبات إضافية على النخب والشركات التي تحاول التهرّب من العقوبات المفروضة على روسيا.

وتفاءل الشارع الأوكراني بهذه الزيارة لأبرز قائد من حلفاء أوكرانيا في مواجهة روسيا، ولا سيما أنّها تأتي في ظل تحدٍ يفرضه عام جديد من الحرب الروسية على بلادهم.

وعقب انتهاء زيارته، عاد بايدن إلى القطار في رحلة إلى برزيميسل. وبعد وصوله إلى هناك، شق طريقه إلى وارسو التي وصلها ليل الإثنين.

وبالتزامن مع زيارة بايدن، أبلغ الاتحاد الأوروبي الصين أن إرسالها أسلحة إلى روسيا سيكون خطًا أحمر في تحديد العلاقة بين بروكسل وبكين.

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إن لجنة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني أكدت عدم نية بكين إرسال أسلحة إلى روسيا.

وأوضح ولريش بروكنر، أستاذ العلاقات الأوروبية في جامعة ستانفورد، أن زيارة بايدن إلى كييف مؤشر مهم على العلاقات الوثيقة بين واشنطن وكييف، ولكنها في الوقت نفسه رسالة لروسيا والصين.

ولاحظ بروكنر، في حديث إلى "العربي"، من برلين، أن زيارة بايدن تأتي بالتزامن مع انعقاد مؤتمر ميونيخ الذي أكد على عدم السماح للصين بارسال أي مساعدات عسكرية إلى روسيا.

ورأى أنه في حال زوّدت الصين روسيا بمساعدات عسكرية، فانها تنتهك ميثاق الأمم المتحدة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close