الجمعة 3 مايو / مايو 2024

رغم الإيجابية في التعاطي مع مفاوضات فيينا.. إيران تحذّر من "تسييس" الملف النووي

رغم الإيجابية في التعاطي مع مفاوضات فيينا.. إيران تحذّر من "تسييس" الملف النووي

Changed

الاتفاق النووي
وقّعت إيران مع الدول الكبرى اتفاقًا لتنظيم برنامجها النووي عام 2015 (غيتي)
شدد رئيس مكتب روحاني على أن إرادة الحكومة الحالية تتمثل بانتهاء المفاوضات في أسرع وقت ممكن؛ "لأن ذلك يصبّ في مصلحة الشعب والحكومة المقبلة".

رغم الجدل الذي أحدثه تصريح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي حول برنامج إيران النووي، تستمر طهران في التعاطي بإيجابية مع المحادثات النووية في فيينا.

فقد أكد محمود واعظي، رئيس مكتب رئيس الجمهورية الإيراني حسن روحاني، أن تقدّم محادثات فيينا كان "إيجابيًا للغاية"، معتبرًا أن نجاح المفاوضات يعتمد على الإرادة السياسية.

وشدد واعظي، في مقابلة مع وكالة "إيرنا" الرسمية اليوم الثلاثاء، على أن إرادة الحكومة الحالية تتمثل بانتهاء المفاوضات في أسرع وقت ممكن، لأن ذلك يصبّ في مصلحة الشعب والحكومة المقبلة.

ويأمل الدبلوماسيون في اختتام المحادثات حول إحياء الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى عام 2015، قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المرتقبة في 18 يونيو/ حزيران المقبل.

والاتفاق مهدد بشكل جدي منذ انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في 2018، حيث أعيد فرض عقوبات مشددة على إيران. وردًا على ذلك، أوقفت إيران تنفيذ بعض التزاماتها الواردة في الاتفاق بشأن أنشطتها النووية.

تحذير للوكالة الدولية

وتزامن تصريح واعظي مع الجدل الذي أحدثه تصريح غروسي حول ازدياد الصعوبة في التوصل لاتفاق مع إيران حول تمديد اتفاق عمليات التفتيش.

فقد حذّر مندوب إيران لدى المنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب آبادي من مغبة "تسييس" نشاطات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال غريب آبادي في تصريح لوسائل الإعلام: إن تقرير الوكالة يتعارض مع ماضي التعاون الذي أبدته إيران باستمرار.

ووصف التقرير الصادر عن الوكالة الدولية بأنه غير دقيق، لأنه يقوم على مصادر "غير معتمدة ولا يمكن الوثوق بها"، لأنها لم تعكس جميع جوانب التعاون والتقدم المنجز.

وأضاف: "إن التعاطي البنّاء يتطلب بيئة إيجابية، والابتعاد عن إصدار أحكام مسبقة وإبداء مشاعر قلق مصطنعة وتجنب التضخيم لمواضيع جانبية لا تكتسب أي أهمية".

وشدد غريب آبادي على ضرورة اتخاذ الوكالة موقفًا شفافًا إزاء "التهديد النووي الإسرائيلي".

الوضع خطير

وأعلن غروسي، أمس الإثنين، أن تمديد اتفاق عمليات التفتيش المؤقت مع إيران "يزداد صعوبة"، فيما تحاول طهران والقوى الكبرى إنقاذ الاتفاق النووي.

وفي فبراير/ شباط الماضي، علّقت إيران بعض عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ ما أدى إلى التوصل لاتفاق مؤقت لثلاثة أشهر، يتيح لها مواصلة أنشطتها رغم خفض مستوى الوصول إلى المواقع.

وفي أواخر مايو/ أيار تم تمديد الترتيب الخاص حتى 24 يونيو/ حزيران الجاري، فيما وصف غروسي الوقت المتبقي بأنه "قصير جدًا". وقال في بداية الاجتماع الفصلي لمجلس حكام الوكالة: "يمكنني أن أرى أنّ هذه المسافة تضيق".

وجدّد غروسي القول: إنّ الوضع في إيران "خطير". وأضاف: "نحن إزاء دولة لديها برنامج نووي متطور جدًا وطموح وتقوم بتخصيب اليورانيوم بمستويات عالية جدًا، وقريبة جدًا من المستوى المطلوب لصنع أسلحة".

تحذير أميركي جديد

من جهتها، حذرت واشنطن من اقتراب طهران من صنع "سلاح نووي" إذا واصلت انتهاكاتها للاتفاق النووي، مؤكدة أنها لا تزال تجهل إن كانت الجمهورية الإسلامية تريد فعلًا العودة إلى احترام التزاماتها.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال جلسة استماع برلمانية في واشنطن: "لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت إيران راغبة ومستعدة لفعل ما يلزم للعودة للالتزام بالاتفاق النووي المبرم عام 2015".

وأشار بلينكن إلى أنّ "برنامج طهران النووي يسير بسرعة إلى الأمام"، مضيفًا: "كلما استمر ذلك لفترة أطول تقلص الوقت اللازم لصنع مادة انشطارية، وقد انخفض الآن، حسب التقارير العامة، إلى بضعة أشهر في أحسن الأحوال".

إيران ملتزمة بالاتفاق

بدوره، ردّ وزير الخارجية محمد جواد ظريف على تصريحات بلينكن، وقال ظريف: "لم يتضح بعد ما إذا كان الرئيس الأميركي جو بايدن وبلينكن مستعدَين للتخلي عن سياسة "الضغوط القصوى" والتوقف عن استخدام الإرهاب الاقتصادي باعتباره وسيلة ضغط للمساومة".

وأضاف: "إيران ملتزمة بالاتفاق النووي فيكفي أن تقرأ فقط الفقرة 36، فقد حان الوقت لتغيير المسار".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close