الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

رغم مخاوف الهند.. سفينة أبحاث صينية تصل إلى ميناء سريلانكا

رغم مخاوف الهند.. سفينة أبحاث صينية تصل إلى ميناء سريلانكا

Changed

تقرير حول أزمة سريلانكا الاقتصادية وفرار الرئيس من قصره (الصورة: غيتي)
وصلت سفينة الأبحاث الصينية "يوان وانغ 5" إلى ميناء هامبانتوتا في جنوب سريلانكا، رغم احتجاج الهند ومخاوف من ضلوعها بأنشطة تجسس.

وصلت سفينة صينية اليوم الثلاثاء، إلى ميناء هامبانتوتا الواقع في جنوب سريلانكا الذي تديره الصين في خطوة تضرب عرض الحائط بالمخاوف الهندية والأميركية من ضلوع هذه السفينة في أنشطة تجسّس.

وكان في استقبال السفينة راقصون وعازفو آلات إيقاعية تقليدية وخمسة نوّاب انتظروها على السجاد الأحمر، لكن من دون أن يكون بينهم أيّ مسؤول رفيع المستوى ودون تنظيم أيّ مراسم عسكرية استعراضية.

وفي تصريح للصحافة في الموقع، قال السفير الصيني في سريلانكا، تشي جنهونغ، إن إيفاد "يوان وانغ 5" يندرج في سياق "التبادلات المعهودة بين البلدين"، مؤكّدًا أن "صداقة استثنائية تربط الصين بسريلانكا".

وعلّقت لافتة بالأحمر والأبيض على الجسر العلوي للسفينة المزوّدة بأربعة هوائيات ضخمة كُتب عليها "لتحيَ الصداقة بين الصين وسريلانكا".

وحصلت السفينة "يوان وانغ 5" على الضوء الأخضر للرسو في الميناء، بشرط أن تلتزم بعدم إجراء أيّة أبحاث طيلة وجودها في المياه الإقليمية السريلانكية، بحسب ما قال مسؤولون في المرفأ لوكالة "فرانس برس"، بعد مشاورات مع الهند والولايات المتحدة والصين.

ومن المقرّر أن تبقي "يوان وانغ 5" على نظامها الآلي لتحديد هوية السفن في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لسريلانكا.

و"يوان وانغ 5" هي سفينة أبحاث ومسح، بحسب مواقع متخصصة لكنّ قناة "سي أن أن-نيوز18" الهندية، أفادت بأنها سفينة تجسّس مزدوجة الاستخدام تستخدم لمراقبة المجال الجوي وأنشطة الأقمار الاصطناعية من جهة وكمنصة لإطلاق صواريخ بالستية عابرة للقارات من جهة أخرى.

قلق الهند

وقالت وزارة الخارجية الصينية من بكين الثلاثاء، إن أنشطة الأبحاث البحرية لـ"يوان وانغ 5 تتماشى مع القانون الدولي والممارسات الدولية"، فيما أوضح الناطق باسمها وانغ وينبين أن هذه الأنشطة "لا تمسّ بأمن أيّ بلد أو مصالحه الاقتصادية"، معتبرًا أنه "ينبغي ألا تتدخّل أطراف ثالثة" في المسألة.

وفي يوليو/ تموز الفائت، غادرت السفينة ميناء جيانغيين الصيني وكان من المفترض أن ترسو في المياه العميقة في مرفأ هامبانتوتا الذي تديره شركة صينية في 11 أغسطس/ آب.

غير أن السلطات السريلانكية أرجأت هذا الموعد إثر احتجاج الهند، التي تشعر بالقلق من تنامي نفوذ الصين في المحيط الهندي، وفي سريلانكا.

وبعد مفاوضات دبلوماسية حثيثة، بدّلت كولومبو السبت موقفها مع الإعلان عن سماحها للسفينة بالرسو في مرفأ هامبانتوتا حيث ستبقى حتى 22 أغسطس/ آب. واعتبرت بكين أن "ما من مبرّر على الإطلاق لقيام بعض البلدان" بالتحجّج بـ"مشاكل أمنية" للضغط على سريلانكا.

وفي مطلع الشهر الجاري، حرصت السلطات السريلانكية على طمأنة الهند مع التأكيد أن السفينة الصينية ستتوقّف في المرفأ للتزوّد بالوقود وهي لن تزاول أيّ نشاط. وقال وزير العمل والتوظيف الخارجي مانوشا ناناياكارا إن: سفن الأبحاث الصينية سبق لها أن رست في مياه سريلانكا 18 مرّة.

وحذّرت نيودلهي من "أيّ تداعيات على أمن الهند ومصالحها الاقتصادية التي ستتخذ كلّ الإجراءات اللازمة لصونها".

وصرّح الناطق باسم الحكومة السريلانكية باندولا غوناواردينا أن حكومته تسعى إلى الردّ "دبلوماسيا" على "مخاوف" نيودلهي، مشيرًا إلى أن "الهند والصين تقدّمان لنا المساعدة في هذه المرحلة الصعبة جدًا التي نعاني فيها من أزمة اقتصادية غير مسبوقة".

وعشية وصول السفينة الصينية، قدّمت الهند لسريلانكا طائرة من طراز "دورنير 228" لتعزيز قدرات المراقبة البحرية في الجزيرة. والطائرة مزوّدة بتجهيزات تسمح بمراقبة الإشارات الإلكترونية وتشويشها.

دعم صيني

 في السياق نفسه، كانت كولومبو قد اضطرت عام 2017 إلى منح شركة صينية، امتياز تشغيل ميناء هامبانتوتا لمدة 99 عامًا بعدما عجزت عن تسديد دين لبكين بـ1,4 مليار دولار.

والصين هي أكبر الجهات الخارجية الدائنة لسريلانكا، وكانت هذه الأخيرة قد تخلّفت عن سداد ديونها الخارجية البالغة 51 مليار دولار منتصف أبريل/ نيسان الماضي ونفاد الاحتياطي المركزي من العملات الأجنبية. وتجري الجزيرة حاليًا مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن خطة إنقاذ محتملة.

ودعم بكين للجزيرة الغارقة في أزمة اقتصادية كبرى ضروري للسماح لها بإعادة هيكلة ديونها وبالتالي طلب المساعدة من صندوق النقد.

ومنذ نهاية العام الماضي، تعاني سريلانكا من ارتفاع غير مسبوق في معدلات التضخم ونقص حاد في المواد الأساسية من غذاء ودواء، ثم جاءت الضربة الكبرى بنفاد مخزونها من الغاز ووقود السيارات، وذلك نتيجة شحّ في العملات الأجنبية اللازمة لاستيراد السلع الأساسية.

وأجّجت هذه الأزمة الاحتجاجات في البلاد ودفعت المتظاهرين الغاضبين إلى اقتحام قصر الرئيس السابق غوتابايا راجاباكسا، ما أدى إلى فراره وإعلان استقالته لاحقًا، فيما انتُخب رانيل ويكريميسنغه الذي تولى رئاسة الوزراء ست مرات، خلفًا له.

المصادر:
العربي- أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close