لم يخرج إلى العلن بيان رسمي يفيد بإقالة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، لكن خبرًا نشرته وكالة أنباء البحرين تحدّث عن تعيين ملك البلاد خليفة لها، هو الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة، الخميس الماضي.
والتكليف الجديد ترافق مع معلومات متداولة حول أسباب إقالة الشيخة مي، وفيها بحسب تقارير صحافية أن الإجراء تم على خلفية رفضها مصافحة السفير الإسرائيلي في العاصمة المنامة.
ووسط ردود الفعل التي أحدثتها هذه المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي، خرجت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار السابقة بتغريدة عبّرت فيها عن شكرها للرسائل التي وصلتها.
وكتبت: "من القلب ألف شكر لكل رسالة وصلتني، وحدها المحبة تحمينا وتقوّينا".
من القلب ألف شكر لكل رسالة وصلتني، وحدها المحبة تحمينا وتقوّينا
— ميّ بنت محمد (@Mai_AlKhalifa) July 22, 2022
وكانت الأخبار المتداولة بشأن خلفية إقالة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، قد أثارت الكثير من التعليقات المؤيدة للموقف الذي يُعد الأبرز رسميًا في إطار رفض التطبيع مع إسرائيل داخل البحرين.
وبحسب الروايات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضت الشيخة مي مصافحة السفير الإسرائيلي في المنامة، إيتان نائيه، خلال مناسبة عزاء أقامها السفير الأميركي ستيفن بوندي في منزله في العاصمة البحرينية، في منتصف يونيو/ حزيران الماضي.
وكانت المنامة وقعت معاهدة أبراهام مع تل أبيب في سبتمبر/ أيلول من العام 2020، تحت رعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وبعد عام، زارها وزير الخارجية الإسرائيلي في حينه يائير لبيد لفتح سفارة لتل أبيب في البحرين، فخرجت في الشوارع مظاهرات مناهضة لإسرائيل وترفض التطبيع معها.
تأييد لـ"الموقف البطولي"
وفي الساعات الماضية، أثنت المواقف التي حملت إلى جانب وسم باسم الشيخة مي هاشتاغ #التطبيع_خيانة، بموقف المسؤولة المقالة، واصفة إياه بـ"البطولي".
والموقف حظي بترحيب فلسطيني، حيث عدّه المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حازم قاسم، "تعبيرًا حقيقيًا عن مواقف الشعب البحريني الأصيل الداعمة للحق الفلسطيني والرافضة لدمج الاحتلال في المنطقة باعتباره العدو المركزي".
أما رئاسة المجلس التشريعي في فلسطين، فرأت أنه "يعبّر عن أصالة الشعب البحريني الشقيق، ويؤكد دعمه وارتباطه بالقدس".
من هي مي بنت محمد آل خليفة؟
يعرّف موقع هيئة البحرين للثقافة والآثار عن الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بالقول إنها "شخصية رائدة في المشهد الثقافي والفني العربي"، لافتًا إلى أنها "قادت الجهود الوطنية الرامية إلى تطوير البنية التحتية الثقافية في مملكة البحرين للحفاظ على التراث وتنمية السياحة المستدامة".
والشيخة مي بنت محمد آل خليفة، الباحثة والكاتبة في مجال التاريخ، كانت قد شغلت منصب وزيرة الثقافة بين عامي 2010 و2014، وعُدت أول وزيرة خليجية تشغل هذا المنصب. وقد سمتها مجلة "فوربس" ضمن قائمة أقوى الشخصيات العربية عام 2005.
وتولت الوزيرة السابقة منصب رئيسة "هيئة البحرين للثقافة والآثار" عام 2015، كما أسّست مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، وهي تشغل رئاسة مجلس أمنائه منذ العام 2002.
وحصدت آل خليفة لقاء إنجازاتها عددًا من الأوسمة والتكريمات، من بينها وسام جوقة الشرف برتبة فارس من الجمهورية الفرنسية، ووسام النجم الإيطالي من جمهورية إيطاليا.
