الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

روسيا وأزمة إقليم دونباس.. هل تخفف الجهود الدبلوماسية التوتر؟

روسيا وأزمة إقليم دونباس.. هل تخفف الجهود الدبلوماسية التوتر؟

Changed

أفاد مراسل "العربي" في كييف بأن "احتمالات التصعيد واردة بشكل كبير" في إقليم دونباس في حال فشلت المفاوضات بين روسيا وخصومها الغربيين.

اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن "حل أزمة إقليم دونباس سلميًا لن يكون دون تنفيذ اتفاق مينسك"، محذرة في الوقت ذاته من أنّ الوضع على خط التماس يتجه نحو مزيد من التدهور.

وجاءت تلك التصريحات في وقت أعلنت فيه أوكرانيا عن دعمها للحوار بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" مع روسيا، فيما أرسلت فرنسا ورومانيا فرقاطتين عسكريتين إلى البحر الأسود في إطار مناورات وتدريبات لشركاء حلف الناتو.

"لا صدام مع الغرب"

وتتصاعد المواجهة بين روسيا والغرب حيث تلقي موسكو بمزيد من الحشود العسكرية على الحدود مع أوكرانيا، ويقرأ الغرب تلك التحركات على أنها "قرع طبول الحرب".

ويبرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعزيز قوات بلاده على حدود الجارة الشرقية على أنه "حق سيادي" استعدادًا لأي استفزاز عسكري لروسيا والتأهب لأسوأ الاحتمالات، لكنه يؤكد في الوقت نفسه أن موسكو "لا تريد أي صدام مع الغرب".

فيما تؤكد المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن "حل أزمة دونباس سلميًا لن يكون دون تنفيذ اتفاق مينسك"، التي لم تطبق موسكو أي من بنوده حتى اليوم.

دعم أوكراني للحوار

من الجهة الأخرى، لفت وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى أنّ بلاده تدعم حوار الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي مع موسكو، شريطة أن يفضي إلى "إنهاء حرب روسيا على أوكرانيا".

وأكد الوزير الأوكراني أن الأمن الأوروبي مرتبط ببلاده، لذلك يجب أن تكون أوكرانيا ضمن المفاوضات مع موسكو.

وفي إطار مناورات وتدريبات لشركاء حلف شمال الأطلسي، أبحرت اليوم الجمعة سفينة فرنسية وأخرى رومانية في البحر الأسود، والهدف هو تحقيق توازن مع روسيا إلا أنّ السفينتين ترصدتهما سفينة روسية من دون أن تتدخل، كما حلقت طائرتان روسيتان من طراز "سوخوي" فوق السفينة الفرنسية.

وفي رد فعل أميركي على تصريحات الجانب الروسي بعدم رغبته في بدء صراع جديد في أوكرانيا، أعلن البيت الأبيض أنّ الولايات المتحدة "جاهزة" لبدء حوار دبلوماسي مع روسيا من خلال قنوات عدة. إلا أنّ العقوبات الأميركية "جاهزة" على طاولة المفاوضات كورقة تهديد مرهونة بما يقوم به الروس.

احتمالات التصعيد واردة

وأفاد مراسل "العربي" في كييف صابر أيوب بأن "احتمالات التصعيد واردة بشكل كبير" في حال فشلت المفاوضات بين روسيا وخصومها الغربيين، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن ذلك سينعكس على شرقي أوكرانيا عبر زيادة "الدعم الروسي للانفصاليين في دونباس".

ولفت المراسل إلى أنّ "أوكرانيا تحاول أن تكون ضمن المفاوضات وبمحيطها وليس على الطاولة كملف باعتبار أن موسكو ترفض التفاوض مع كييف حول مصير حوض دونباس المشكل من جمهوريتين غير معترف بهما هما لوغانسك ودونيتسك".

وأوضح أنّ روسيا تطالب بحل هذا الإشكال بتفاوض مباشر بين "رئيسي لوغانسك ودونيتسك مع الرئيس الأوكراني من أجل تقرير مصير هاتين الجمهوريتين غير المعترف بهما".

وأشار كذلك إلى أنّ أوكرانيا تريد أن تكون ضمن مفاوضات منصة منظمة التعاون والأمن الأوروبية مع روسيا التي رعت اتفاق مينسك. كما أن كييف ترى أنها "ستخسر" في حال اتفقت روسيا مع خصومها الغربيين بشأن خطوطها الحمراء، وفق مراسل "العربي".

وأكد مراسل "العربي" أن إطلاق النار لا يزال مستمرًا في إقليم دونباس، إضافة إلى استخدام المدفعية الثقيلة، وذلك خلافًا لما تنص عليه اتفاقية مينسك.

العقوبات وسيلة أميركية لمواجهة التحركات الروسية

من جانبه، أفاد مراسل "العربي" من واشنطن عماد الرواشدة نقلًا عن تصريحات لمسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة ستتوجه إلى "فرض عقوبات شديدة ستتسبب في دمار كبير للاقتصاد الروسي في حال أصرّت موسكو على سياستها الحالية وقامت بغزو أوكرانيا".

ووفق المراسل، فقد اعتبرت الناطقة باسم البيت الأبيض أن تصريحات الرئيس الروسي حول محاولات الناتو الاعتداء على روسيا "طريفة"، وقالت إنّ حلف شمال الأطلسي دفاعي بالدرجة الأولى وأنه لا يوجد أيّ دليل على أن الحلف هو "حلف عدواني".

وأوضح أن الإدارة الأميركية الحالية "لا ترغب في إثارة صراعات سواء في الشرق الأوسط أو أوروبا أو في مناطق أخرى"، مذكّرا بانسحابها من أفغانستان وإنهاء دعمها لحرب اليمن. وقال إنّ هذه الإدارة تحاول "تخفيف التوتر في فلسطين وليبيا وغيرها من المناطق".

وأشار إلى أنّ الأولوية الآن لدى البيت الأبيض تكمن في "إعادة بناء الاقتصاد الأميركي لمواجهة الصين"، لافتًا إلى الخطة الاقتصادية التي تقدر بنحو ثلاثة تريليونات دولار تركز أساسًا على إعادة بناء البنية التحتية والقطاع الصحي، إضافة إلى "إعادة تأهيل الولايات المتحدة في المجال الرقمي العسكري لمواجهة الصين".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close