السبت 18 مايو / مايو 2024

"زخم غير مسبوق"..  أزمة الطاقة تصب بمصلحة المصادر المتجدّدة

"زخم غير مسبوق"..  أزمة الطاقة تصب بمصلحة المصادر المتجدّدة

Changed

نافذة تناقش تحول العالم إلى الطاقة المتجددة (الصورة: غيتي)
أوضح تقرير الطاقات المتجددة لعام 2022 أنّ العالم من المقرر أن يطوّر طاقات بديلة في السنوات الخمس المقبلة، بما يساوي ما جرى تطويره خلال السنوات العشرين الماضية.

قالت وكالة الوكالة الدولية للطاقة إن أزمة الطاقة ولّدت "زخمًا غير مسبوق" لصالح انتشار مصادر الطاقات المتجدّدة، الذي من المتوقع أن يتضاعف خلال السنوات الخمس المقبلة. 

وأوضح تقرير الطاقات المتجددة لعام 2022 الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة، أنّ العالم من المقرر أن يطوّر طاقات بديلة في السنوات الخمس المقبلة، بما يساوي ما جرى تطويره خلال السنوات العشرين الماضية.

وستصبح الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على وجه الخصوص المصدر الرئيسي للكهرباء في العالم بحلول عام 2025، عبر التخلّص من الفحم حيث تسعى الدول إلى تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، خصوصًا بعد هجوم روسيا على أوكرانيا.

توقعات إيجابية 

ووفقًا للمحلّلين في وكالة الطاقة الذين ذكرهم تقرير الطاقات المتجددة السنوي، فمن المتوقع أن تكسب الطاقة المتجدّدة العالمية 2400 جيغاوات خلال الفترة بين العامين 2022 و2027، أي ما يساوي قدرة الطاقة الكهربائية الحالية في الصين، وأكثر بالثلث ممّا توقّعه الخبراء قبل عام واحد فقط.

وتشير الوكالة، التي تقدّم المشورة للدول بشأن سياسات الطاقة الخاصّة بها، إلى "السرعة التي تمكّنت من خلالها الحكومات من دفع مصادر الطاقة المتجددة أكثر قليلاً". وينطبق ذلك خصوصًا على أوروبا التي تسعى لاستبدال الغاز الروسي، وحيث يجب أن تتضاعف الطاقات البديلة التي أُنشئت بين عامي 2022 و2027 مقارنة بالسنوات الخمس الماضية.

نقطة تحوّل تاريخية

كما تقود الصين والولايات المتحدة والهند الحركة في هذا المجال، بخطط وإصلاحات للسوق لم يكن من المتوقع إتمامها بهذه السرعة.

من جهته، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول: "يُظهر مثال (مصادر الطاقة المتجدّدة) أنّ أزمة الطاقة يمكن أن تشكّل نقطة تحوّل تاريخية نحو نظام طاقة عالمي أنظف وأكثر أماناً". 

كما أشار إلى أنّ مثل هذا "التسريع المتواصل (في اعتماد الطاقة المتجدّدة) أمر بالغ الأهمية إذا أردنا الاحتفاظ بإمكانية الحد من الاحترار إلى 1,5 درجة مئوية" مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.

تجارب عربية واعدة

وتبرز تجارب واعدة في عدد من الدول العربية في مجال الطاقة المتجددة، ومنها المغرب الذي وضع نفسه على خارطة دول العالم التي تتبنى نهج الطاقة النظيفة، وتشير البيانات الحكومية إلى وجود نحو 111 مشروعًا من الطاقة النفطية في طور الاستغلال والتطوير مع استحواذ الطاقة المتجددة على حصة 37% من القدرات الكهربائية في المملكة خلال العام الماضي. ويتوقع ارتفاع هذه الحصة إلى أكثر من 52% بحلول العام 2030.

كما تتجه دولة قطر نحو الطاقة النظيفة حيث افتتحت محطة الخرسعة للطاقة الشمسية وهي واحدة من أكبر المحطات في المنطقة وهي أول محطة من نوعها في البلاد بسعة تصل إلى 800 ميغاواط وتبلغ مساحتها أكثر من 10 كيلومترات مربعة. وتضم المحطة أكثر عن مليون و800 ألف لوحة شمسية، وتزود الدولة بما يعادل 10% من الطاقة الكهربائية وقت الذروة.

وكان الباحث في شؤون الطاقة أحمد حياصات، قد لفت في حديث سابق إلى "العربي" من عمان إلى أن التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة بدأ منذ مطلع القرن، حيث وضعت إستراتيجيات كبيرة في أوروبا والمنطقة العربية لزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، التي تخفف الانبعاثات الكربونية وتخدم مكافحة تغير المناخ.

شتاء قاس يتربص بأوروبا

وأوضح حياصات أن بعض دول أوروبا بلغ اعتمادها على الطاقة المتجددة حد الـ100% مثل آيسلاندا، و97% في النروج، ونسبة 50% في السويد والبرتغال.

وتوقعت الوكالة الدولية للطاقة في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أن تواجه القارة الأوروبية "أزمة كبرى" خلال فصل الشتاء المقبل. كما دعت دولها لضرورة إيجاد سبل للتعامل مع أزمة إمدادات الغاز الطبيعي في الأشهر القادمة.

وأشار رئيس الوكالة إلى أن إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا قد تنتهي تمامًا العام المقبل". وتوقع بيرول أن تخسر روسيا معركة الطاقة، قائلًا: "إن وكالة الطاقة الدولية حسبت أن موسكو ستخسر حوالي تريليون دولار من العائدات بحلول عام 2030 بسبب حربها في أوكرانيا". 

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close