في الوقت الذي يجتمع به قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسيل لبحث سبل مواجهة أزمة الطاقة في أوروبا وملفات، يكثر الحديث عن الطاقة المتجددة أو النظيفة، التي يقصد بها الابتعاد بإنتاج الطاقة عن كل مصادر تلوث البيئة من الوقود الأحفوري.
فيعد الوقود النووي والطاقة المائية والشمسية، وطاقة الرياح، بعضًا من هذه المصادر النظيفة للطاقة.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة يعتمد أكثر من 80% أي ما يقارب 6 مليار إنسان في العالم على الوقود الأحفوري، حيث يعيشون في بلدان تستورده.
في المقابل، تؤكد وكالة الطاقة توافر مصادر طاقة متجددة بجميع دول العالم، وفي هذا الإطار ترى الوكالة أنه لم يتم استغلال هذه الإمكانات بشكل كامل، في وقت يمكن فيه إنتاج ما يقارب من 90% من كهرباء العالم من الطاقة المتجددة بحلول 2050.
بيد أن الحروب والأزمات أبقت تكاليف الاعتماد على النظيفة مرتفعة في عام 2022، بسبب ارتفاع تكاليف الشحن وتأمين خطوط الإمدادات.
تجارب عربية
أما عربيًا، فتبرز تجارب واعدة في المغرب الذي وضع نفسه على خارطة دول العالم التي تتبنى نهج الطاقة النظيفة، إذ تشير البيانات الحكومية إلى وجود نحو 111 مشروعًا من الطاقة النفطية في طور الاستغلال والتطوير مع استحواذ الطاقة المتجددة على حصة 37% من القدرات الكهربائية في المملكة خلال العام الماضي.
ومن المتوقع أن ترتفع هذه الحصة إلى أكثر من 52% بحلول العام 2030.
كذلك، تتجه دولة قطر نحو الطاقة النظيفة بافتتاحها منذ يومين محطة الخرسعة للطاقة الشمسية وهي أول محطة من نوعها في البلاد بسعة تصل إلى 800 ميغاواط.
وتبلغ مساحة هذه المحطة التي تعتبر واحدة من أكبر المحطات في المنطقة أكثر من 10 كيلومترات مربعة، وتتضمن ما يزيد عن مليون و800 ألف لوحة شمسية، توفر ما يعادل 10% من الطاقة الكهربائية للدولة وقت الذروة.
توجه عالمي نحو الطاقة النظيفة
وفي سياق آخر، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الزيادة في الإنتاج النفطي الأميركي يجب ألا يتأخر انتقال الولايات المتحدة إلى الطاقة النظيفة، مشيرًا إلى أنه من الضروري تمرير تشريعات التحول إلى الطاقة النظيفة بكافة أنواعها.
وفي هذا الخصوص، يقول الباحث في شؤون الطاقة أحمد حياصات، أن التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة بدأ منذ مطلع القرن حيث وضعت إستراتيجيات كبيرة في أوروبا والمنطقة العربية لزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، التي من شأنها أن تخفف من الانبعاثات الكربونية وتخدم مكافحة تغير المناخ.
معوقات أمام التحول إلى الطاقة المتجددة
ويشرح حياصات من عمان، أن بعض الدول الأوروبية وصل اعتمادها على الطاقة المتجددة إلى نسبة 100% مثل آيسلاندا، و97% في النروج، إلى جانب 50% في السويد والبرتغال.
أما ما يعوق الوصول إلى نسبة 100% لمعظم البلدان لحد الآن رغم، فهو صعوبة التخزين الطاقة النظيفة إذ إن إنتاج الكهرباء خلال النهار يجب أن تستهلك في نفس الوقت، وليس هناك مجال للتخزين، بحسب الباحث في شؤون الطاقة.
ويردف في حديث مع "العربي": "هناك أبحاث ودراسات قائمة حاليًا حول التخزين، لتطوير بطاريات تحفظ هذه الطاقة المولدة، إلا أنها ما زالت مكلفة جدًا مما يقلل قدرة الدول على الاعتماد على الطاقة النظيفة".