الأحد 5 مايو / مايو 2024

زعماء الحرب الأفغان يحشدون أنصارهم.. مخاوف من حرب أهلية ومسعى أميركي لاتفاق سلام

زعماء الحرب الأفغان يحشدون أنصارهم.. مخاوف من حرب أهلية ومسعى أميركي لاتفاق سلام

Changed

يحشد زعماء الحرب الأفغان التاريخيون أنصارهم
مليشيات أفغانية تحتشد بأسلحتها في منزل إسماعيل خان لدعم قوات الأمن الأفغانية ضد طالبان (غيتي)
انضم آلاف المدنيين في أفغانستان أخيرًا إلى الميليشيات التي شكلتها الحكومة لتعزيز صفوف الجيش، بينما يحشد زعماء الحرب الأفغان التاريخيون أنصارهم.

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم السبت، أن المبعوث الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد بدأ أمس الجمعة، جولة تشمل قطر وباكستان وكازاخستان.

وقالت الوزارة في بيان: إن خليل زاد "سيواصل خلال جولته السعي للتوصل إلى اتفاق سلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان".

"التوافق لا يزال ملحًا"

وأضاف البيان أنه باعتباره جزءًا من دعم الولايات المتحدة المستمر لعملية السلام "سيعمل المبعوث الأميركي مع جميع الأطراف ومع أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين، لتعزيز توافق الآراء بشأن تسوية سياسية".

وأكدت الوزارة أن التوافق السياسي بين جميع الأطراف "لا يزال أمرًا ملحًا"، مضيفة أنه "كلما أسرع الجانبان في الاتفاق على تسوية تفاوضية، كلما أسرعت أفغانستان والمنطقة في جني ثمار السلام، بما في ذلك توسيع الاتصال الإقليمي والتجارة والتنمية".

ولفت البيان إلى أن جولة خليل زاد ستشمل زيارة إلى العاصمة الكازاخستانية طشقند، للمشاركة في مؤتمر دولي حول الترابط الإقليمي.

وبوساطة قطرية، انطلقت في 12 سبتمبر/ أيلول 2020، مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة، بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، بدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عامًا من النزاعات المسلحة.

وقبلها أدت قطر دور الوسيط في مفاوضات واشنطن وطالبان، التي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي أواخر فبراير/ شباط 2020، لانسحاب أميركي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.

استعادة "إسلام قلعة"

إلى ذلك، أكدت السلطات الأفغانية اليوم السبت أنها تستعد لاستعادة معبر "إسلام قلعة" الحدودي الأهم مع إيران غداة استيلاء حركة طالبان عليه.

وقال جيلاني فرهاد المتحدث باسم حاكم هرات: إن السلطات تستعد لنشر قوات جديدة لاستعادة إسلام قلعة، أكبر معبر تجاري بين إيران وأفغانستان.

وأوضح أن "التعزيزات لم تُرسل بعد إلى إسلام قلعة، لكن سيتم إرسالها إلى هناك قريبًا".

وإلى جانب "إسلام قلعة"، أشار المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، إلى أن مقاتلي الحركة استولوا على معبر تورغوندي الحدودي مع تركمانستان.

وصرح وفد من قادة طالبان في موسكو الجمعة أن الحركة تسيطر على نحو 250 من أصل 400 إقليم في أفغانستان، وهي معلومات يصعب التحقق منها بشكل مستقل ونفتها الحكومة.

"استعداد لقتال طالبان"

وسأل المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية فؤاد أمان: "إذا كانوا (يسيطرون) على مثل هذه القطاعات من الأراضي فلماذا يقيم قادتهم في باكستان ولا يمكنهم المجيء إلى أفغانستان؟". وأضاف: "لماذا يرسلون مقاتليهم القتلى أو الجرحى إلى باكستان؟".

وخسرت القوات الأفغانية التي باتت محرومة من الدعم الجوي الأميركي الكثير من الأراضي، لكنها أكدت أمس الجمعة أنها استعادت أول عاصمة ولاية هاجمها مسلحو الحركة هذا الأسبوع، هي قلعة نو (شمال غرب).

وانتشر اليوم السبت مئات من مقاتلي ميليشيا إسماعيل خان في أرجاء مركز هرات، الذي يسيطرون على مداخله.

وكان القيادي السابق في تحالف لقتال طالبان خلال الغزو الأميركي بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 قد قال في مؤتمر صحافي الجمعة: "سنذهب قريبًا جدًا إلى الجبهات الأمامية، وبعون الله نغير الوضع". وأكد أن مئات المدنيين من جميع أنحاء البلاد تواصلوا معه، وأبدوا استعدادهم لقتال طالبان.

مخاوف من حرب أهلية

في سياق متصل، أعلن حاكم بلخ محمد فرهاد عظيمي نشر 1500 عنصر من الميليشيات لتعزيز أمن هذه الولاية الشمالية.

وقد انضم آلاف المدنيين أخيرًا إلى الميليشيات التي شكلتها الحكومة لتعزيز صفوف الجيش، بينما يحشد زعماء الحرب الأفغان التاريخيون أنصارهم.

ويعزّز ضعف الجيش الأفغاني موقف زعماء الحرب، ما يفاقم المخاوف من أن تغرق البلاد في حرب أهلية جديدة على غرار ما حصل عام 1992 إثر سقوط النظام الشيوعي بعد انسحاب الجيش الأحمر من البلاد عام 1989، الذي دعمه لعشرة أعوام.

ولفت حاكم بادغيس حسام الدين شمس اليوم السبت، إلى أن طالبان هاجمت مرة أخرى عاصمة الولاية قلعة نو، لكن تم صدها.

وقلعة نو هي أول عاصمة ولاية تمكنت طالبان من اختراقها منذ بدء هجومها، إذ استولت على العديد من المباني الرسمية الخميس قبل طردها في اليوم التالي.

كما زعمت طالبان أنها سيطرت السبت على منطقة في ولاية لغمان المحاذية لكابُل، في حين تشهد ضواحي غزنة عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه جنوب غرب كابُل قتالًا متقطعًا منذ الخميس، وفق ما قال رئيس مجلس الولاية ناصر أحمد فقيري لوكالة "فرانس برس".

ولم تعد القوات الحكومية تسيطر بشكل رئيسي إلا على الطرق الرئيسية وعواصم الولايات، التي يتم توفير الإمدادات لبعضها عن طريق الجو.

وكانت طالبان أعلنت الخميس الماضي، بعد ساعات من تبرير الرئيس جو بايدن الانسحاب الأميركي، أنها سيطرت على 85% من أراضي البلاد مستكملة بذلك قوسًا يمتد من الحدود الإيرانية إلى الحدود مع الصين.

إجلاء رعايا صينيين

ورغم تقدم طالبان الثابت، تواصل واشنطن سحب قواتها. وأثناء إعلانه الخميس أن الانسحاب العسكري الأميركي سينتهي في 31 أغسطس/ آب، اعتبر بايدن أنه "من المستبعد جدًا" أن "حكومة موحدة ستسيطر على البلاد بأكملها".

ودعت واشنطن إلى "اتفاق سياسي"، لكن المفاوضات متعثرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان.

وأكدت الحركة أخيرًا أنها تسعى إلى "الوصول لاتفاق عبر التفاوض"، لكن الرئيس أشرف غني اتهمها السبت بأنها لا ترغب في إجراء مباحثات وحمّلها مسؤولية العنف، الذي يوقع "بين 200 و600 قتيل" يوميًا في البلاد.

من جهتها، انتقدت بكين في الأسابيع الأخيرة ما وصفته بالانسحاب "المتسرع والفوضوي" لواشنطن، التي تعتبرها "أصل المشكلة الأفغانية".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين الجمعة: إن "الولايات المتحدة تتجاهل مسؤولياتها وواجباتها من خلال سحب قواتها على عجل، ما يفسح المجال للفوضى والحرب أمام الشعب الأفغاني ودول المنطقة".

وأعادت بكين 210 من رعاياها في أفغانستان مع تسارع انسحاب القوات الأميركية، وفق ما ذكرت شركة الطيران التي تستخدمها الحكومة الصينية لنقلهم إلى وطنهم.

وذكر بيان صادر عن إدارة الشؤون القنصلية الخميس أن "الحكومة الصينية نصحتهم بمغادرة البلاد في أسرع وقت لضمان سلامة الرعايا الصينيين في أفغانستان، وقدمت المساعدة اللازمة" من دون أن تحدد ما إذا كان لا يزال هناك صينيون في البلاد أو عددهم.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close