الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط.. مواجهة تركة ترمب الثقيلة

زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط.. مواجهة تركة ترمب الثقيلة

Changed

حلقة سابقة من "للخبر بقية" ناقشت العناوين الكبرى لزيارة جو بايدن إلى المنطقة (الصورة: تويتر)
يتطلع بايدن إلى إعادة تشكيل السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، ويُكافح على جبهات عدة لفصل مقاربته عن نهج الرئيس السابق دونالد ترمب.

يبدأ الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، جولته الشرق أوسطية بأهداف تشمل "توسيع التعاون الاقتصادي والأمني الإقليمي".

وتشمل زيارة بايدن تل أبيب والرياض، إذ أفاد بأنه سيكون "أول رئيس يسافر من إسرائيل إلى جدة برحلة جوية مباشرة، بحيث تكون رمزًا للعلاقات الناشئة".

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن بايدن يتطلّع إلى إعادة تشكيل السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، مضيفة أنه يُكافح على جبهات عدة لفصل مقاربته عن نهج الرئيس السابق دونالد ترمب، من خلال التركيز على تعزيز الديمقراطية وحقوق الانسان، في دول مثل السعودية التي سبق أن وصفها بالدولة "المنبوذة"، معتبرة أنه يرى مكاسب من التقرّب للسعودية بدلًا من عزلها.

مواقف خافتة تجاه اسرائيل

وستكون تل أبيب المحطة الأولى لبايدن في زيارته للشرق الأوسط، حيث خفّف تصريحاته الحازمة تجاهها والتي أطلقها أثناء ترشّحه للرئاسة.

وأدان بايدن، المرشّح الرئاسي، سياسة إدارة ترمب بشأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. لكن بعد انتخابه رئيسًا، لم يكن قادرًا على الضغط على الإسرائيليين لوقف بناء المستوطنات، ولم يقدّم مبادرات جديدة لاستئناف محادثات السلام المتوقّفة منذ فترة طويلة بين إسرائيل والفلسطينيين.

كما أبقى بايدن على قرار ترمب بالاعتراف بـ"سيادة إسرائيل" على مرتفعات الجولان عام 2019، وهو قرار عكس أكثر من نصف قرن من السياسة الأميركية.

وقال ناتان ساكس، مدير مركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينغز، للصحيفة الأميركية، إن "إدارة بايدن توخت استمرار العلاقة المربكة إلى حد ما بسياسات ترمب إزاء العديد من القضايا، بما في ذلك القدس والجولان والصحراء الغربية وأخرى".

احتضان البنية الإقليمية الناشئة

وأضاف أن "بايدن يبدو الآن يحاول إيجاد توازن أكبر في سياسته الخاصة بالشرق الأوسط، مع التركيز على ما هو ممكن في جزء معقّد من العالم، في وقت تُظهر فيه إسرائيل وبعض الدول العربية استعدادًا أكبر للعمل معًا لعزل إيران والنظر في التعاون الاقتصادي".

وقال ساكس: "يزور بايدن المنطقة متبنيًا خيار احتضان البنية الإقليمية الناشئة".

وأوضح بايدن أن جولته الشرق أوسطية تأتي لـ"بدء فصل جديد"، في "وقت حيوي بالنسبة للمنطقة، وستعمل على تعزيز المصالح الأميركية المهمة".

واستشهد الرئيس بـ"إنجازات" إدارته في دفع التحالف العسكري بقيادة السعودية والحوثيين للموافقة على وقف إطلاق النار في اليمن المستمرّ منذ 4 أشهر، والمساعدة على ترتيب هدنة إثر عدوان إسرائيل على غزة الذي استمر 11 يومًا في العام الماضي، وتقليص قدرة "تنظيم الدولة" في المنطقة، وإنهاء المهمة القتالية الأميركية في العراق.

لكن الصحيفة أكدت أن سجل بايدن العام في الشرق الأوسط "أكثر تعقيدًا بكثير، إذ تجنّب المواجهة في بعض أكثر المشاكل إثارة للقلق في المنطقة، بما في ذلك بعض المشاكل التي اتهم ترمب بالتسبّب بتفاقمها".

وأضافت أن قرار بايدن زيارة الشرق الأوسط في رحلة "لا تعد إلا بالقليل من الإنجازات الملموسة، دليل على أنه يحاول الاستثمار في المنطقة على المدى الطويل".

ليس لديه علاقات شخصية

والتقى بايدن بكل رؤساء وزراء إسرائيل الذين تعاقبوا بعد غولدا مائير، وتربطه علاقة وطيدة بالملك الأردني عبدالله الثاني، وكان منخرطًا بشكل جدّي في مساعدة الرئيس الأسبق باراك أوباما على إنهاء حرب العراق.

لكن بايدن، الذي نشأ على مسرح السياسة الخارجية خلال الحرب الباردة ويرى في صعود الصين الأزمة الأكثر إلحاحًا التي تواجه الغرب، كان أقلّ توّجهًا نحو الشرق الأوسط مقارنة بأوروبا وآسيا.

وقال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، للصحيفة: "ليس لديه علاقات شخصية. ولا يملك ما يكفي من الوقت لتطوير علاقات".

وتأتي زيارة بايدن في لحظة غامضة للقيادة الاسرائيلية الحالية، حيث حلّ رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت ويائير لابيد الكنيست الشهر الماضي، مع انهيار ائتلافهما المتنوّع سياسيًا.

كما سيواجه بايدن أسئلة جديدة حول التزامه بحقوق الإنسان، بعد اغتيال الصحفية الفلسطينية - الأميركية شيرين أبو عاقلة، حيث توصّلت تحقيقات مستقلّة إلى أنها اغتيلت على يد القوات الاسرائيلية في مايو/ أيار الماضي.

رحلة معقّدة

واعتبرت الصحيفة أن اللحظة الأكثر ترقبًا في الزيارة، هي لقاء بايدن مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وإن اعتبرت أن اللقاءين لن يغيرا الكثير من المواجهة الديناميكية السياسية بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط.

وأوضحت أن الرجلين قد وضعا أعينهما على أميركا ما بعد بايدن، حيث يكافح الرئيس الديمقراطي مع تراجع نسب تأييده في استطلاعات الرأي، مدفوعة بالتضخّم، وعدم الرضى عن سياسته الاقتصادية.

وقال آرون ديفيد ميللر، الذي عمل مستشارًا لست وزراء خارجية أميركيين في المفاوضات العربية الإسرائيلية، وهو الآن زميل أقدم في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن "الرجلين يتطلّعان بشدة إلى عودة دونالد ترمب للرئاسة، واصفًا جولة بايدن بأنها "رحلة معقّدة، وأعتقد أننا يجب أن نكون واقعيين للغاية بشأن توقعاتنا".

بالنسبة للسعودية، خلال فترة ترشيحه للرئاسة الأميركية، توعّد بايدن السعودية "بدفع الثمن" بالنسبة لسجلها الحقوقي، وفق قوله. وجاء تحذير بايدن الصارم للجانب السعودي في وقت كان يتمّ فيه تداول النفط عند حوالي 41 دولارًا للبرميل. لكن الآن، اقتربت الأسعار إلى 105 دولارات، وأسعار النفط المرتفعة تُلحق الضرر بالأميركيين، وترفع أسعار السلع الأساسية، بينما تساعد السعوديين في تحقيق الأرباح.

وقال مسؤولو البيت الأبيض إن محادثات الطاقة ستشكّل أحد أهداف الرحلة إلى السعودية، لكنهم قلّلوا من احتمال موافقة السعوديين على زيادة إنتاج النفط لأن المملكة تقول إنها أوشكت على بلوغ طاقتها الإنتاجية.

المصادر:
ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close