ستعتمد بريطانيا خطًا متشددًا تجاه الصين، في حال تمكن وزير المال السابق ريشي سوناك من أن يصبح رئيسًا للوزراء، وفق ما تعهد به، أمس الأحد، حيث وصف بكين بأنّها "التهديد الأوّل" للأمن المحلّي والعالمي.
ويأتي تعهّد سوناك هذا بعد أن اتّهمته ليز تراس، مُنافسته في السباق للفوز بقيادة حزب المحافظين الحاكم، بأنّه ضعيف أمام الصين وروسيا.
وكانت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينيّة التي تُديرها الدولة اعتبرت في وقت سابق أنّ سوناك هو المرشّح الوحيد في السباق الذي يتمتّع بـ"رؤية واضحة وعمليّة لتطوير العلاقات بين المملكة المتّحدة والصين"، بينما وصفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانيّة هذا الموقف بأنّه "تأييدٌ لا يُريده أحد".
سوناك: الصين تسرق
واتّهم سوناك الصين بـ"سرقة تكنولوجيّاتنا والتسلّل إلى جامعاتنا"، متّخذًا بذلك موقفًا في السباق إلى داونينغ ستريت ضدّ منافسته تراس التي أُتيحت لها فرصة تشديد اللهجة حيال بكين عندما كانت على رأس وزارة الخارجيّة البريطانيّة.
وكان المتنافسان اللذان يطمحان لخلافة بوريس جونسون، الذي أطاحت الفضائح بحكومته، قد تعهدا بالتصدي لقضية الهجرة غير النظامية، وجعلها أولوية، وأعلن كلاهما دعمهما لسياسة الحكومة المتمثلة في إرسال المهاجرين إلى رواندا.
ويعِد سوناك في حال انتخبه أعضاء الحزب المحافظ، بإغلاق معاهد كونفوشيوس الصينية الثلاثين في المملكة المتحدة، حيث تهدف هذه المؤسسات التي تمولها الحكومة الصينية، إلى الترويج للّغة والثقافة الصينية، لكنّ بعض النواب المحافظين يقولون إنّ هذه المعاهد تُستخدم لأغراض الدعاية والتجسّس.
خلفا لـ #بوريس_جونسون.. ريشي سوناك وليز تراس يتنافسان على رئاسة حزب المحافظين في #بريطانيا#العربي_اليوم تقرير: عبد الرحيم الطويل pic.twitter.com/TCO5cxBWsN
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 21, 2022
"انتهاكات لحقوق الإنسان"
وفي بيان له، قال سوناك إنّ الصينيين "يدعمون غزو بوتين الفاشي لأوكرانيا من خلال شراء نفطه ويحاولون ترهيب جيرانهم، بما في ذلك تايوان".
وأضاف: "إنّهم يُعذّبون ويحتجزون ويُلقّنون عقائدهم، بخاصّة في شينجيانغ وهونغ كونغ، في انتهاك لحقوق الإنسان".
وتعهد قائلًا: "سأمنع الصين من الاستيلاء على جامعاتنا، وسأزوّد الشركات والمؤسّسات العامّة البريطانيّة بالأمن السيبرانيّ الذي تحتاجه".
ومن بين الوعود التي قدّمها سوناك، إنشاء تحالف دولي، على غرار حلف شمال الأطلسي، "للدفاع عن أنفسنا" ضدّ هجمات الصين التكنولوجيّة، وتطوير دعم MI5 - الاستخبارات الداخليّة البريطانيّة - وكذلك منع عمليّات الاستحواذ الصينيّة في القطاعات الرئيسيّة.
وكان سوناك قد تصدر آخر جولات التصويت لاختيار المتنافسين على زعامة الحزب، بعد أن حصل على 137 صوتًا بين نواب المحافظين، فيما حلت تراس ثانية لتحجز مكانًا في المرحلة النهائية بعد أن حصلت على 113 صوتًا متقدمة بنحو 27 صوتًا مقارنة بالجولة السابقة.
وبعد انتهاء جولات تصويت النواب تنتقل المسؤولية الآن إلى كافة أعضاء حزب المحافظين والبالغ عددهم 160 ألف عضو لاختيار مرشح واحد على أن تتم عملية التصويت خلال إجازة الصيف وتعلن النتيجة النهائية في 5 سبتمبر/ أيلول المقبل.