تعرضت سفينة تملكها شركة إسرائيلية لهجوم بالقرب من السواحل الإماراتية قبالة إيران، وفق ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء الثلاثاء، وسط تصعيد جديد بين طهران وتل أبيب
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أمنية فضلت عدم الكشف عن هويتها أن السفينة "هايبريون راي" قد "تعرضت لضرر طفيف" صباح الثلاثاء بنيران من المحتمل أن تكون إيرانية بالقرب من ميناء الفجيرة الإماراتي.
وكانت سفينة شحن السيارات "أم في هيليوس راي" الإسرائيلية متّوجهة على ما يبدو من الدمام في السعودية إلى سنغافورة عندما تعرّضت لانفجار في شمال غرب خليج عُمان، وفق مجموعة "درياد غلوبال" التي تتخذ من لندن مقرًا وتعنى بالأمن البحري.
واتّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران باستهداف السفينة، وهو ما نفته طهران.
ما هي خيارات إيران للرد على إسرائيل؟
لكن، بانتظار أن تتّضح صورة هذا الحادث، ثمّة في الإعلام الإسرائيلي من بدأ "يتكهّن" حول الردّ الإيراني المحتمل على الهجوم الأخير على منشأة نطنز، لا سيما وأنّ إيران اتهمت إسرائيل صراحةً بالوقوف خلفه، متوعدة إياها بـ"الانتقام".
وتحت عنوان: "هل تخترع إيران قصص ثأر أم تهاجم إسرائيل؟"، طرحت صحيفة "جيروزاليم بوست" هذه الإشكالية، حيث أشارت إلى أنه "بغياب القدرة على ضرب إسرائيل فعليًا، قد يعمد النظام الإيراني إلى اختراع قصص عمليات ناجحة في ضوء هجوم نطنز".
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أنّ إيران "حشرت نفسها في الزاوية" عندما توعّدت بالانتقام من الهجوم على نطنز؛ ما يجعل السؤال المركزيّ والمحوريّ هو ما إذا كان لدى طهران فعلاً "خيارات حقيقية" لمهاجمة إسرائيل، من دون تصعيد الوضع المتشنّج أصلًا في المنطقة.
وأضافت: "ما نعلمه حتى الآن هو أنّ إيران توعّدت، على مستوى وزارة الخارجية والناطق باسم الحكومة، بالانتقام. أعلنت أيضًا أنّها سترفع نسبة تخصيب اليورانيوم. ثمّ نشرت مزاعم عن هجوم على سفينة إسرائيلية، وقد تمّ التقليل من أهمية التفاصيل في إسرائيل".
هل "ستنتقم" إيران؟
تخلص "جيروزاليم بوست" إلى أنّ السؤال المركزي يبقى ما إذا كانت إيران والفصائل المحسوبة عليها، من اليمن إلى العراق، وصولًا إلى سوريا ولبنان، ستحاول فعلاً "الانتقام" من إسرائيل، أم أنّها ستكتفي بـ"زعم" أنها انتقمت، حتى تقول إنّها "فعلت شيئًا".
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فقد حصل هذا الأمر في السابق. وتعطي مثلًا على ذلك، وعيد "حزب الله" اللبناني بالانتقام من إسرائيل في يوليو/ تموز 2020 بعد مقتل أحد عناصره في سوريا. تشير إلى أنّ الحزب اعتبر يومها أنّه وضع إسرائيل في حالة "تأهّب"، وأنّ حوادث عدّة حصلت، "لكن، في الواقع، لم يحصل شيء كبير".
يذكر أنّ لهجة الوعيد بدأت تطفو على المشهد الإيراني بعد توجيه أصابع الاتهام إلى تل أبيب صراحة بتدبير عملية استهداف منشأة نطنز.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: إنّ حكومة بلاده تحمّل إسرائيل مسؤولية الحادث. وأضاف، في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني، أنّ إسرائيل تريد الانتقام من نجاحات إيران في مسار رفع العقوبات، كما هدّد بالانتقام ردًا على الهجوم.