الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

في ختام مؤتمر "برلين 2".. الحكومة الليبية تأمل في انسحاب "المرتزقة" قريبًا

في ختام مؤتمر "برلين 2".. الحكومة الليبية تأمل في انسحاب "المرتزقة" قريبًا

Changed

بعد سنة ونصف السنة من اجتماع نظم تحت إشراف الأمم المتحدة، استضافت العاصمة الألمانية مجدّدًا أبرز أطراف النزاع الليبي (غيتي)
بعد سنة ونصف السنة من اجتماع نظم تحت إشراف الأمم المتحدة، استضافت العاصمة الألمانية مجدّدًا أبرز أطراف النزاع الليبي (غيتي)
أكد المشاركون في ختام مؤتمر "برلين 2" حول ليبيا أنّ "الأعمال العدائية توقفت، ووقف إطلاق النار يسري، وإغلاق المنشآت النفطية رفع".

عبرت الحكومة الليبية، اليوم الأربعاء، عن أملها في رحيل "المرتزقة" الأجانب قريبًا، وذلك في ختام مؤتمر دولي في برلين، عقد بهدف إرساء الاستقرار في ليبيا بعد عشر سنوات على سقوط نظام معمر القذافي.

وأشاد المشاركون في ختام المؤتمر بأن الوضع في ليبيا "تحسّن كثيرًا" منذ 2020. وأكدوا بحسب البيان الختامي أنّ "الأعمال العدائية توقفت، ووقف إطلاق النار يسري، وإغلاق المنشآت النفطية رفع".

من جهتها، أعلنت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، خلال مؤتمر صحافي في برلين، أن "المرتزقة" الأجانب الموجودين في ليبيا قد يغادرون قريبًا هذا البلد بعد إحراز "تقدم" في محادثات السلام.

"تحفّظ تركي"

وشكل انسحاب القوات الأجنبية من ليبيا، أحد أبرز التحديات أمام مؤتمر برلين الدولي، إلى جانب تنظيم انتخابات في أواخر العام الحالي.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد دعا سابقا خلال مؤتمر صحافي مشترك في برلين مع نظيره الألماني هايكو ماس، قبل بدء الاجتماع، إلى "تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، بما في ذلك انسحاب كافة القوات الأجنبية من ليبيا".

لكن البيان الختامي أوضح أن تركيا، إحدى الدول المتواجدة عسكريا في ليبيا، عبرت عن "تحفظ" تجاه هذا الموضوع لكن بدون توضيحات أخرى.

"آن وقت العمل"

وشدّدت وزيرة الخارجية الليبية على أنّ إجراء انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا ضروري لتحقيق الاستقرار، مشيرة إلى أنّ سحب القوات الأجنبية ضروري كذلك لنجاح المسار السياسي، "وآن أوان العمل".

وقالت: "أطلقنا مبادرة إرساء استقرار ليبيا، وهي مبادرة مملوكة للشعب الليبي وتعبر عن تطلعاته"، دون تفاصيل أكثر. وأضافت: "نثمن الإنجازات التي حدثت في ليبيا وأتينا لإرسال رسالة مفادها دعونا نعمل معًا لإرساء السلام والاستقرار في البلاد".

وشدّدت على أنّ "استقرار ليبيا أمر مهم لتمهيد الطريق للوصول إلى انتخابات وطنية ذات مصداقية في ديسمبر/كانون الأول المقبل"، معتبرة أنّه "يمثل أولوية لاستعادة سيادة البلد".

واستطردت قائلة: "ثمة شرطان أساسيان للوصول للهدف وهما تطبيق مخرجات برلين وتطبيق مبادرة الاستقرار التي يقودها الليبيون، وهدف ذلك إحلال الاستقرار في ليبيا".

وأكدت المنقوش ضرورة "توفير آلية لتوحيد الجيش الليبي وسحب المرتزقة والقوات الأجنبية". ونبّهت إلى أنّ "القوات الأجنبية والمرتزقة لا تضر بليبيا فقط بل بالمنطقة كلها"، مشيرةً إلى "تحقق تقدم في قضية المرتزقة"، دون تفاصيل إضافية.

المحادثات لم تعد بشأن ليبيا بل أصبحت معها

من جهته، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أنّ المحادثات لم تعد بشأن ليبيا بل أصبحت مع ليبيا، معتبرًا ذلك "تطورًا كبيرًا نحو حل الأزمة".

ولفت إلى أنّ هدف مؤتمر برلين 2 كان التطلع نحو المستقبل والتوصل إلى سلام دائم في ليبيا، مشيرًا إلى أنّه "يتعين على جميع المرتزقة مغادرة ليبيا والرحيل عنها".

وأوضح أنّ رحيل المرتزقة من ليبيا "سيتم بشكل تدريجي". كما أشار إلى أن بلاده وجميع الجهات المشاركة في مؤتمر برلين ستظل "داعمة لليبيا ولمسار المؤتمر".

وأكد أنّ "مؤتمر برلين 2 ناقش مستقبل ليبيا موحدة ومستقلة"، مشدّدًا على ضرورة إجراء الانتخابات الليبية في موعدها.

مؤتمر برلين 2

انفراج سياسيّ تشهده ليبيا

وبعد سنة ونصف على أول اجتماع من هذا النوع نظم تحت إشراف الأمم المتحدة، استضافت العاصمة الألمانية مجدّدًا أبرز أطراف النزاع الليبي وبينهم للمرة الأولى الحكومة الانتقالية.

ومنذ أشهر، يشهد البلد الغني بالنفط انفراجًا سياسيًا، ففي 16 مارس/ آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة تضم حكومة وحدة ومجلسًا رئاسيًا، مهامها لقيادة البلاد إلى انتخابات برلمانية ورئاسية في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

ويعول الاتحاد الأوروبي على السلطة كذلك لحل مشكلة المهاجرين الذين يبحرون من السواحل الليبية في زوارق غير آمنة تحمل أكثر من طاقتها في غالب الأحيان، في محاولة للوصول إلى أوروبا.

لكن الانقسامات عادت لتظهر في الأسابيع الأخيرة بين السلطة في طرابلس والمشير خليفة حفتر في شرق البلاد.

وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة روزماري دي كارلو إن عملية السلام "ستستغرق بعض الوقت".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close