الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

المعارك في أفغانستان.. هل سيعترف العالم بطالبان في حال وصولها للسلطة؟

المعارك في أفغانستان.. هل سيعترف العالم بطالبان في حال وصولها للسلطة؟

Changed

أحكمت حركة طالبان قبضتها على مدينة أيباك عاصمة ولاية سمنغان (غيتي)
أحكمت حركة طالبان قبضتها على مدينة أيباك عاصمة ولاية سمنغان (غيتي)
قال وزير الدفاع التركي خلوصي آكار: إن تركيا فعلت "ما بوسعها لإحلال السلام والهدوء والاستقرار في أفغانستان"، وإنها "ستواصل العمل في الاتجاه نفسه".

على وقع استمرار تقدّم حركة طالبان على أكثر من جبهة في أفغانستان، وفي ظل رفض الحركة لأي وجود تركي في البلاد، كشف وزير الدفاع البريطاني بن والاس بأن بلاده ستعمل مع طالبان في حال مشاركتها في الحكومة الأفغانية.

وقال والاس، في تصريح له: "أيًا كانت الحكومة، ستتواصل الحكومة البريطانية معها شريطة التزامها بمعايير دولية محددة".

لكن والاس حذر من أن بريطانيا ستعيد النظر في أي علاقة معها "إن هي تصرفت بشكل يتعارض بقوة مع حقوق الإنسان".

وعلى مدى 20 عامًا تقاتل حركة طالبان، التي حكمت أفغانستان في الفترة من 1996 وحتى 2001، للإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب في كابُل.

ومع قرار رحيل القوات الأجنبية بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل، تتقدم طالبان لتطويق مدن والسيطرة على أراضٍ من جديد.

وقال والاس: "ما تريده طالبان بشدة هو الاعتراف الدولي. إنها بحاجة لتمويل ودعم لبناء الدولة".

وأضاف: "عليك أن تكون شريكًا في السلام وإلا ستخاطر بفرض العزلة على نفسك".

وناشد حركة طالبان والرئيس الأفغاني أشرف غني العمل معًا لتحقيق الاستقرار في البلاد بعد عقود من الصراع.

ومن المقرر أن تتوجه قيادات أفغانية إلى الدوحة هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع حركة طالبان، التي تتخذ موقفًا متشددًا في المفاوضات؛ كما حذرت تركيا من خطط الإبقاء على بعض القوات في أفغانستان لإدارة وحراسة المطار الرئيسي في كابُل.

الدور التركي في أفغانستان

في السياق نفسه، قال وزير الدفاع التركي خلوصي آكار: إن تركيا فعلت "ما بوسعها لإحلال السلام والهدوء والاستقرار في أفغانستان"، وإنها "ستواصل العمل في الاتجاه نفسه".

وتأتي هذه التصريحات، بعد أن حذّرت حركة طالبان تركيا من الوجود بالقرب من مطار كابُل، مؤكدة أنها ستتعامل مع تلك القوات على أنها قوة احتلال.

واعتبرت الحركة أن قرار تركيا ضمان أمن مطار كابُل بعد انسحاب القوات بقيادة لولايات المتحدة "مستهجن".

وأعلنت الحركة أن "قرار القادة الأتراك ليس حكيمًا، بل انتهاك لسيادتنا ولوحدة وسلامة أراضينا وهو مخالف لمصالحنا الوطنية"، وذلك بعد أيام على إعلان تركيا أن قواتها ستتولى ضمان أمن مطار كابُل بعد انسحاب القوات الأجنبية المقرر في نهاية أغسطس/ آب.

توسع سيطرة طالبان

بموازاة ذلك، تشن حركة طالبان هجومًا في كل الاتجاهات أطلقته في مطلع مايو/ أيار، وأتاح لها الاستيلاء على مناطق واسعة من الأراضي الأفغانية في مواجهة الجيش الأفغاني الذي بات محرومًا من الإسناد الجوي الأميركي المهم.

وسيطرت طالبان على عدة أقاليم ريفية ومعابر حدودية مهمة مع إيران وتركمانستان وطاجيكستان، وآخرها مدينة غزني الواقعة على الطريق الرئيس الرابط بين العاصمة كابل ومدينة قندهار جنوبي البلاد.

ولم يعد الجيش الأفغاني يسيطر سوى على المدن الكبرى وأبرز محاور الطرقات. وأكّدت وزارة الدفاع الأفغانية أن القوات الأفغانية قتلت نحو 300 من مقاتلي طالبان.

كما سقطت عدة مناطق في ولاية مجاورة لكابُل في الآونة الأخيرة في أيدي طالبان، ما أثار مخاوف من أن تهاجم قريبًا العاصمة أو مطارها، الذي يشكل طريق الخروج الوحيد للرعايا الأجانب من المدينة.

ويرى الخبير الاستراتيجي أسد الله نديم، في حديث إلى "العربي"، أن الوضع متجه في أفغانستان "إلى أزمة مفتوحة، إذا لم يتم السيطرة على تطور الأحداث الآن".

لا نية أميركية بمحاربة طالبان

من جهته، يوضح الخبير العسكري العميد إلياس فرحات، أن أميركا بدأت تحاور طالبان منذ 4 سنوات، "لكنها كانت تنظر إلى الحركة على أنها فريق سياسي، لا تنظيم عسكري".

ويشير فرحات، في حديث إلى "العربي" من بيروت، إلى أن الحركة كانت، خلال هذه الفترة، تنظّم تمركزها في المناطق، "وما إن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن سحب قواته من البلاد، حتى بدأت التوسّع في كل البلاد".

ويقول فرحات: "الأميركيون يتوقعون سقوط السلطة في كابُل خلال 6 أشهر، وهذا دليل على أنه لا يوجد نية لدى واشنطن بمحاربة طالبان".

ويضيف: "سيطرة الحكومة الأفغانية على كابُل لن تستمر طويلًا، ولو وجدت القوات التركية".

وإذا يشير إلى أن القوات الأفغانية غير مجهزة بصواريخ ومعدات ضرورية للقتال، يؤكد الخبير العسكري أن "الجيش الأفغاني في وضع تنظيمي وقيادي صعب، وقد لا يصمد بوجه هجمات طالبان".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close