وسط تعثر المحادثات مع الولايات المتحدة الرامية لنزع سلاح بيونغيانغ النووي، تُواصل كوريا الشمالية سلسلة تجارب لإطلاق صواريخ تمّ تطويرها مؤخرًا.
وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية بأنّ "جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية أجرت في 30 سبتمبر/ أيلول عملية إطلاق تجريبية لصاروخ مضادّ للطائرات طوّرته مؤخرًا".
وأضافت أنّ التجربة التي أجرتها أكاديمية علوم الدفاع، الهيئة المعنية بتطوير الأسلحة في البلاد، "أتاحت التحقّق من الأداء القتالي اللافت للصاروخ مع إدخال تقنيات أساسية جديدة".
وأوضحت أن "التجربة لها أهمية عملية كبيرة في دراسة وتطوير أنظمة الصواريخ المستقبلية المضادة للطائرات". ويعتقد بأن الصاروخ المضاد للطائرات هو صاروخ أرض-جو.
وعلى ما يبدو، فإن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون لم يحضر التجربة.
북한이 지난달 30일 신형 반항공미사일을 시험발사했다고 밝혔다. <조선중앙통신>은 1일 “9월 30일 새로 개발한 반항공미사일의 종합적 전투성능과 함께 발사대, 탐지기, 전투종합 지휘차의 운용실용성을 확증하는 데 목적을 두고 시험발사를 진행했다”고 보도했다.https://t.co/uQu8oFFJ2R
— 한겨레 (@hanitweet) September 30, 2021
سلسلة تجارب
ويأتي إطلاق الصاروخ، بعد يومين فقط من اختبار صاروخ انزلاقي "فرط صوتي" في 28 سبتمبر، في تطوّر من شأنه إذا ما تأكّدت صحّته أن يغيّر المعادلة إذ إنّ سرعة الصواريخ "الفرط صوتية" تزيد عن خمسة أضعاف سرعة الصوت.
وفي الآونة الأخيرة، أجرت بيونغيانغ سلسلة عمليات إطلاق صواريخ، من بينها إطلاق صواريخ باليستية وصاروخ كروز يتمتع بقدرات نووية محتملة.
والخميس، حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أنّ التجارب الصاروخية التي تقوم بها كوريا الشمالية تُسهم في زعزعة الاستقرار والأمن.
وقال بلينكن: "نحن قلقون إزاء هذه الانتهاكات المتكرّرة لقرارات مجلس الأمن والتي تؤدّي برأيي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار والأمن".
وتعهّد بلينكن تقديم دعم مطلق لأيّ تدبير تتّخذه كوريا الجنوبية لخفض التوتّر في شبه الجزيرة الكورية، وذلك في إطار تشديد الرئيس الأميركي جو بايدن على التعاون مع الحلفاء.
بيونغيانغ ترفض دعوة أميركية للحوار
وأعلنت الولايات المتّحدة، الأربعاء، أنّها لا تضمر لكوريا الشمالية "أيّ نوايا عدائية"، وتدعوها مجددًّا للدخول في حوار من دون أيّ شروط مسبقة، وذلك بعدما رفض الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون دعوات الحوار الأميركية، معتبرًا أنها تهدف إلى "إخفاء خداع (الولايات المتحدة) وأعمالها العدائية" تجاه بلاده.
وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مرارًا عن استعدادها للقاء مسؤولين كوريين شماليين في أي مكان وزمان ومن دون شروط مسبقة، وذلك في إطار الجهود الرامية لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي.
لكنّ المحادثات بين واشنطن وبيونغيانغ مجمّدة منذ فشل القمة التي عقدت في 2019 في هانوي بين كيم والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وكوريا الشمالية ممنوعة بموجب قرارات أصدرها مجلس الأمن الدولي من تطوير ترسانتها النووية أو البالستية، لكنّها لا تُبالي بهذا الحظر، الأمر الذي عاد عليها بعقوبات دولية متعدّدة.
وفي 2017، أصدر مجلس الأمن الدولي، بمبادرة من إدارة الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترمب، ثلاث قرارات فرض بموجبها عقوبات اقتصادية مشدّدة على بيونغيانغ عقب إجرائها تجربة نووية وتجارب صاروخية.
ولم تظهر كوريا الشمالية حتى الآن أيّ استعداد للتخلّي عن ترسانتها التي تقول إنّها بحاجة إليها للدفاع عن نفسها ضدّ أيّ هجوم قد تشنّه عليها واشنطن، حليفة سول، والتي تنشر في كوريا الجنوبية حوالي 28500 عسكري لحمايتها من جارتها الشمالية.