الأحد 19 مايو / مايو 2024

بلينكن يرحب بإطلاق سراح حمدوك.. هل يدخل السودان في عزلة دولية؟

بلينكن يرحب بإطلاق سراح حمدوك.. هل يدخل السودان في عزلة دولية؟

Changed

حذّرت مجموعة الأزمات الدولية من عودة الحرب الأهلية في دارفور وجنوب كردفان (غيتي)
حذّرت مجموعة الأزمات الدولية من عودة الحرب الأهلية في دارفور وجنوب كردفان (غيتي)
تحدّث بلينكن مع حمدوك عقب إطلاق سراحه من الاحتجاز، بينما يحذر خبراء من تردي الأوضاع الاقتصادية في السودان ودخوله في "عزلة دولية".

تواصل وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في وقت متأخر من أمس الثلاثاء، مُرحّبًا بإطلاق سراحه من الاحتجاز، بحسب ما كشفت وزارة الخارجية الأميركية.

وقالت الوزارة في بيان: إن بلينكن عاود التأكيد على مطالبته القوات المسلحة السودانية بالإفراج عن جميع القادة المدنيين المعتقلين.

"عزلة دولية"

ودافع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان الثلاثاء، عن سيطرة القوات المسلحة على السلطة مبررًا إطاحته بحكومة حمدوك برغبته تجنب البلاد الدخول في حرب أهلية، في حين خرجت احتجاجات في الشوارع للتنديد بتحرّك الجيش غداة اشتباكات دامية.

ويهدد انقلاب العسكريين في السودان بتعرّض البلد مجددًا لعزلة دولية خرج منها لتوه، بعد تولي مؤسسات انتقالية يتقاسمها المدنيون والعسكريون السلطة في السودان، عقب إسقاط عمر البشير عام 2019.

ويقول رئيس مركز أبحاث "وورلد بيس فاونديشن" (مؤسسة السلام العالمي)، أليكس دو فال: إن "التحول إلى الديمقراطية الموعود الذي تم الاتفاق عليه عام 2019 بين المدنيين والعسكريين كان نقطة الضوء الوحيدة في نهاية النفق لبلد يُعاني من مصاعب اقتصادية وسياسية بعد 30 عامًا من الحكم الدكتاتوري" في عهد البشير، الخصم اللدود للأميركيين.

ويشير دو فال في تصريح لـ "فرانس برس"، إلى أن السلطات الانتقالية بتعهدها بالتحول إلى الديمقراطية "كانت تخدم مصالح السودان الوطنية من خلال سلسلة من الإصلاحات، حتى وإن كانت بطيئة، بمساعدة دولية".

ونجحت السلطات الانتقالية في الحصول على تخفيف للديون الخارجية وفي رفع اسم السودان من على اللائحة الأميركية للدول الداعمة للإرهاب، وفي تحرير سعر صرف الجنيه السوداني والسيطرة على المضاربة في السوق السوداء لضمان استقراره.

والثلاثاء، أعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش من جديد رغبته بـ"تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، معبرًا عن ذلك بوضوح لأول مرة علنًا.

الوضع الاقتصادي

في غضون ذلك، يعتبر خبراء أن هذا الانقلاب قد يوقف السير في اتجاه الإصلاح.

وقالت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير عن السودان: إنه بقطعه كل الجسور مع شركائه السابقين في الحكم من المدنيين الذين اعتُقل العديد منهم، "يجتاز الجيش عتبه تنذر بأخطار جسام للسودان".

وأضاف التقرير أن "الجنرالات عاندوا رغم التحذيرات" التي تلقوها من الموفدين الدوليين الذين تتالت زياراتهم للسودان، حتى ساعات قليلة من إعلان الجيش انقلابه.

ولم يتأخر رد القوى الدولية: الولايات المتحدة أعلنت تجميد 700 مليون دولار مساعدات للخرطوم فيما هدد الاتحاد الأوروبي بتعليق مساعدته المالية.

"حرب أهلية"

من جهتها، تحذر مجموعة الأزمات الدولية من أن "اضطرابات طويلة المدى في السودان ستكون كارثة إضافية" في منطقة تمزقها النزاعات من  القرن الإفريقي إلى شمال إفريقيا، مرورًا بالساحل.

وفي نهاية عام 2020، أعلنت الخرطوم التوصل الى اتفاقيات "سلام" مع العديد من مجموعات المتمردين. لكن المطالب الإقليمية يمكن أن تعود إلى الواجهة في بلد وقارة يسهل الحصول فيهما على السلاح.

ومن أجل تجنّب سقوط السودان مرة أخرى في دوامة العنف، تقترح مجموعة الأزمات الدولية أن "يهدد الاتحاد الافريقي بوضوح بأنه سيمنع من السفر وسيجمد أموال الأشخاص الذين يسمحون بقتل المتظاهرين أو يقاومون العودة إلى الاتفاقيات الانتقالية".

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close