أعلن تجمع المهنيين السودانيين في بيان صدر اليوم الأربعاء، انضمام عمّال شركة "سودابت" النفطية الحكومية إلى حركة العصيان المدني على مستوى البلاد التي أعلنتها النقابات الأخرى، ردًا على الإطاحة بالحكومة من قبل الجيش، وذلك تزامنًا مع إعادة فتح مطار الخرطوم اليوم.
وكانت جماعة من لجان الأحياء في الخرطوم، قد أعلنت خطة لإقامة مزيد من المتاريس وتنظيم الاحتجاجات تصل إلى ذروتها يوم السبت في "مسيرة مليونية".
ونشر تجمع المهنيين بيانًا من اللجنة التسييرية لنقابة العاملين في سودابت جاء فيه: "تعلن لجنتكم التسييرية الدخول في العصيان المدني الشامل وقوفًا مع قرار الشعب الداعم للتحول المدني الديمقراطي حتى تحقيق هذا المطلب".
وقال المكتب الموحد للأطباء المؤلف من نقابات مختلفة: إن الأطباء سيبدؤون إضرابًا عامًّا في مختلف أنحاء السودان عملاً بوعد سابق بالإضراب في حالة وقوع انقلاب.
والثلاثاء، دافع قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان عن سيطرة الجيش على السلطة، مشيرًا إلى أنه عزل الحكومة لتجنب حرب أهلية، فيما خرج فيه المحتجون إلى الشوارع احتجاجًا على الانقلاب.
وأدى الانقلاب الذي شهدته البلاد يوم الإثنين، إلى توقف الانتقال السوداني إلى الديمقراطية بعد عامين من انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس عمر البشير.
ومساء يوم الثلاثاء، كشف تجمع المهنيين عن تلقيه تقارير عن وقوع اعتداءات من قوات الانقلاب على مواقع المحتجين في الخرطوم ومدن أخرى، مضيفًا أنّ القوات أطلقت الرصاص وحاولت اقتحام المتاريس.
استئناف العمل بمطار الخرطوم
وفي سياق المشهد السوداني، تستأنف السلطات السودانية العمل بمطار الخرطوم اليوم الأربعاء، عند الساعة 16,00 بالتوقيت المحلي (14,00 ت. غ)، بحسب ما أكد مدير الطيران المدني ابراهيم عدلان، بعد قرار بتعليق جميع الرحلات من وإلى البلاد حتى نهاية الشهر الجاري، بسبب الاضطرابات التي أعقبت الانقلاب.
ويأتي قرار استئناف العمل بالمطار، بينما يواصل السودانيون احتجاجهم في شوارع العاصمة السودانية ضد قرارات قائد الجيش التي أطاحت الشركاء المدنيين من الحكم خلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.
وكان مكتب رئيس الوزراء السوداني المقال، عبد الله حمدوك، قد أكد في بيان صدر أمس الثلاثاء، عودته إلى منزله بعدما أُعلن عن توقيفه الإثنين من قبل الجيش بعد قرارات البرهان.
والإثنين، أعلن البرهان حل مجلس السيادة والحكومة وفرض حالة الطوارئ، كما تضمنت قراراته حل جميع الكيانات النقابية والاتحادات المهنية.
وفي تصريحات متلفزة، أقرّ الثلاثاء بقيام سلطات الأمن بتوقيف بعض السياسيين والوزراء وقال: "صحيح اعتقلنا البعض وليس كل السياسيين أو كل الوزراء، ولكن كل من نشك في أن وجوده له تأثير على الأمن الوطني".
وكانت لجنة أطباء السودان المركزية التي قادت الاحتجاجات ضد الرئيس المخلوع عمر البشير، قد أعلنت عبر "فيسبوك" مقتل أربعة "ثائرين بإطلاق نار من قوات المجلس العسكري الانقلابي، خلال احتجاجات ضد الانقلاب".