أكد سكّان في كومبولشا شمالي إثيوبيا أن المعارك احتدمت في محيط المدينة الإستراتيجية بين القوات الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيغراي التي أعلنت، أمس الأحد، السيطرة عليها غداة إعلانها انتزاع ديسي.
وتُعدّ هاتان المدينتان المجاورتان لأمهرة جنوبي تيغراي استراتيجيتين وتقعان على بعد نحو 400 كيلومتر شمالي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا و 300 كيلومتر غربي جيبوتي.
وإذا تأكدت السيطرة عليهما، فسيكون ذلك بمثابة مرحلة رئيسة جديدة في الصراع الذي استمر عامًا.
والاتصالات مقطوعة في جزء كبير من شمالي إثيوبيا ووصول الصحافيين محدود، ما يجعل التحقق المستقل من المعلومات المقدمة من كلا الطرفين بالغ الصعوبة.
وأفاد سكّان في كومبولشا عن سماعهم طلقات نارية متواصلة حتى ساعات الصباح الأولى فيما أكّد آخرون سماعهم صوت غارة جوية.
وقال أحد الشهود: "شهدنا الليلة على إطلاق نار كثيف"، مضيفًا أنه سمع "غارة جوية بعد منتصف الليل خارج حدود كومبولشا".
وأكّد متحدث باسم الحكومة الإثيوبية عدم شن غارة جوية على كومبولشا ليلًا، رغم إطلاق الجيش الإثيوبي في الأسابيع الأخيرة غارات جوية على تيغراي.
واتهمت الحكومة الإثيوبية جبهة تحرير شعب تيغراي بـ"إعدام أكثر من مئة يافع من سكّان كومبولشا"، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
الولايات المتحدة "قلقة"
وغرّد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، اليوم الإثنين قائلًا: "إن الولايات المتحدة قلقة من التقارير التي تتحدث عن سيطرة جبهة تحرير شعب تيغراي"، داعيًا "كل الأطراف إلى وقف العمليات العسكرية وبدء مفاوضات وقف إطلاق النار من دون شروط مسبقة".
The United States is alarmed by reports of the TPLF takeover of Dessie and Kombolcha. Continued fighting prolongs the dire humanitarian crisis in northern Ethiopia. All parties must stop military operations and begin ceasefire negotiations without preconditions.
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) November 1, 2021
وقدرت سلطات أمهرة أن ما لا يقل عن 233 ألف مدني فروا من تقدم المسلحين حتى سبتمبر/ أيلول ووجدوا ملجأ في ديسي وكومبولشا.
الموت من أجل اثيوبيا
وحثّ أبيي أحمد الإثيوبيين في رسالة نشرها على فيسبوك على استخدام "أي سلاح ممكن لصدّ جبهة تحرير شعب تيغراي وإسقاطها ودفنها".
وشدّد على أن "الموت من أجل إثيوبيا هو واجب علينا جميعًا"، مرددًا الدعوة التي أطلقتها حكومة أمهرة المحلية لتعبئة السكان من أجل الدفاع عن أراضيهم.
وأصدرت حكومة أمهرة حيث تقع كومبولشا وديسي مرسومًا، أمس الأحد، يأمر المؤسسات بتعليق الخدمات المنتظمة وتخصيص ميزانياتها وطاقتها لـ"حملة البقاء".
وأعلن الأحد جيش تحرير أورومو وهو مجموعة متمردين من إثنية أورومو تحالفت معها جبهة تحرير شعب تيغراي في أغسطس/ آب أن مقاتليها دخلوا بلدتي كيميس وسينبيت الواقعة جنوبي كومبولتشا.