الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

وفد عربي يسعى لـ"انفراجة" بين لبنان والخليج.. عون يدعو إلى "حوار صادق"

وفد عربي يسعى لـ"انفراجة" بين لبنان والخليج.. عون يدعو إلى "حوار صادق"

Changed

الرئيس اللبناني ميشال عون خلال استقباله السفير حسام زكي في قصر بعبدا (دالاتي ونهرا)
الرئيس اللبناني ميشال عون خلال استقباله السفير حسام زكي في قصر بعبدا (دالاتي ونهرا)
أبدى لبنان "ترحيبه" بأي مسعى للجامعة العربية لإعادة العلاقات "الأخوية" مع السعودية، مشدّدًا على وجوب معالجة الأزمة القائمة من خلال "الحوار".

شدّد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي من بيروت الإثنين على ضرورة تحقيق "انفراجة" في العلاقة بين لبنان ودول الخليج وتحديدًا السعودية، على خلفية الأزمة الدبلوماسية التي أثارتها تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول حرب اليمن.

وأبدى لبنان الرسمي، ممثلًا بالرئيس ميشال عون، ترحيبه بأي مسعى للجامعة العربية لإعادة العلاقات "الأخوية" مع السعودية. وشدّد على أنّ معالجة ما حدث مؤخرًا يجب أن تكون من خلال "حوار صادق" بين البلدين.

وكان قد وصل، اليوم الإثنين، إلى بيروت وفد من الجامعة العربية برئاسة زكي، بهدف بذل جهود لتقريب وجهات النظر وحل الأزمة بين لبنان والسعودية، فيما رحب كل من الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي بأية جهود تقودها الجامعة العربية لحلحلة الأزمة.

"نقطة البداية" لحلّ الأزمة

وقال زكي إنه وصل إلى العاصمة بيروت من أجل "الاطلاع على الموقف اللبناني أولًا، بهدف بذل جهد لتقريب وجهات النظر وحل الإشكال مع السعودية".

وأضاف زكي الذي شملت جولته لقاءات مع رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان ووزير الخارجية: "هناك أزمة يراها ويدركها الجميع والأغلبية تعرف كيف هو الطريق إلى حلها (..) لكن لم يتقدم أحد خطوة واحدة في هذا الطريق. هذا ضروري".

وإذ شدّد على أنّ "الأزمة تُحل أولاً ثم مناقشة الأمور الأخرى تتلو ذلك"، أضاف: "لا نريد لهذا الوضع أن يستمر. نريد تحقيق انفراجة، استرخاء في هذه العلاقة. ولن يحدث ذلك والأزمة موجودة". وتابع: "نأمل أن تكون نقطة البداية من هنا".

وردًا على تصريحات لوزير الخارجية السعودي اعتبر فيها أنه لا يمكن اختزال الأزمة بتصريحات قرداحي وإن المشكلة تكمن "في استمرار هيمنة حزب الله على النظام السياسي" في لبنان، قال زكي: "لا نريد للجو العام أو الإشكاليات الموجودة أن تحول دون حل الأزمة" التي سببتها تصريحات قرداحي.

وكرّر زكي الإشارة إلى أنّ الهدف من زيارته بيروت أن "نعرف أين يقف لبنان من هذه الأزمة، وما الذي ينوي عمله لتجاوزها"، لافتًا إلى أن زيارته السعودية واردة "لكن علينا أولًا أن نشعر بحلحلة في الأزمة حتى نأخذها إلى المرحلة التالية".

"التنسيق بين مؤسسات الدولتين"

من جهته، أبلغ عون الأمين العام المساعد للجامعة العربية خلال استقباله أن "لبنان حريص على إقامة أفضل العلاقات وأطيبها" مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج.

لكنه لفت إلى "ضرورة الفصل بين مواقف الدولة اللبنانية وبين ما يمكن أن يصدر عن أفراد أو جماعات، خصوصًا إذا ما كانوا خارج مواقع المسؤولية، آخذين في الاعتبار مقتضيات النظام الديمقراطي الذي اختاره اللبنانيون والذي يضمن حرية الرأي والفكر ضمن ضوابط القانون".

وأكد عون وجوب معالجة ما حدث مؤخرًا بين لبنان والسعودية، من خلال "حوار صادق" و"التنسيق بين مؤسسات الدولتين".

ورحب بـ"أي مسعى تقوم به جامعة الدول العربية لإعادة العلاقات الأخوية بين البلدين إلى سابق عهدها"، معتبرًا أن "المصارحة في مثل هذه الأوضاع هي عامل أساس لتقريب وجهات النظر ورأب أي صدع".

"دور أساسي" للجامعة العربية

أما ميقاتي فأكّد أنّ لبنان حريص على عودة علاقاته الطبيعية مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وسيبذل كل جهد ممكن لإزالة ما يشوب هذه العلاقات من ثغرات ومعالجة التباينات الحاصلة بروح الأخوّة والتعاون".

وأبلغ ميقاتي السفير زكي، بأنّ "الجامعة العربية يمكنها القيام بدور أساسي في هذا المجال، ونحن نشدد على اضطلاعها بمهمة تقريب وجهات النظر، وإزالة الخلافات والتباينات حيثما وجدت". 

وجدد "التزام لبنان بكل قرارات جامعة الدول العربية تجاه الأزمة اليمنية، المنطلقة من قرار مجلس الأمن الدولي والمبادرة الخليجية ومبدأ الحوار بين  الأطراف المعنية".    

وبدأت الأزمة الدبلوماسية بين لبنان والسعودية على خلفية تصريحات لوزير الإعلام جورج قرداحي، تم تسجيلها قبل توليه منصبه، وقال فيها إنّ الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن "يدافعون عن أنفسهم" في وجه "اعتداء خارجي" من السعودية والإمارات. 

واستدعت السعودية إثر ذلك سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقرّرت وقف كل الواردات اللبنانية إليها. وتضامنًا مع الرياض، أقدمت البحرين ثم الكويت على الخطوة ذاتها. وأعلنت الإمارات بعدها سحب دبلوماسييها ومنع مواطنيها من السفر إلى لبنان.

وبينما أعربت الحكومة مرارًا عن "رفضها" تصريحات قرداحي، مؤكدة أنها لا تعبّر عن موقف لبنان الرسمي، رفض قرداحي الاعتذار باعتبار أن تصريحاته سبقت تشكيل الحكومة. وقال لاحقًا لقناة الجديد المحلية إن استقالته "غير واردة".

يذكر أنّ ميقاتي دعا مرارًا قرداحي إلى "اتخاذ الموقف الذي ينبغي اتخاذه وتغليب المصلحة الوطنية"، في إشارة ضمنية إلى استقالته، فيما رفض حزب الله أي دعوات لإقالته أو استقالته.

وتشهد العلاقة بين لبنان والسعودية "فتورًا" منذ سنوات، على خلفية تزايد دور حزب الله الذي تعتبره الرياض منظمة "إرهابية" تنفذ سياسة إيران، خصمها الإقليمي الأبرز.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close